الأربعاء 8 مايو 2024
فن وثقافة

مصطفى حمزة يحكي جوانب من التاريخ الراهن لبلاد أحمر (ح/5)

مصطفى حمزة يحكي جوانب من التاريخ الراهن لبلاد أحمر (ح/5) مصطفى حمزة مع جانب من مدرسة الأمراء وسجن الشماعية

في لقاء لجريدة "أنفاس بريس" مع الباحث مصطفى حمزة، المتخصص في التاريخ المحلي والجهوي، بخصوص حلقات حول: "جوانب من التاريخ الراهن لبلاد أحمر"، أشار بالقول: " إننا عادة ما يكون عدم اهتمامنا ببعض الأحداث، والأمكنة وغيرها من تراثنا المادي واللامادي رغم أهميتها المادية والمعنوية، سببا في زوالها واندثارها، وبذلك نفقد جزءا مهما من ذاكرتنا".

وانطلاقا من هذه الملاحظة، شدد الباحث مصطفى حمزة قائلا: "يتضح أننا ضيعنا جزءا كبيرا من تراثنا المادي واللامادي". مضيفا بأن ما ضيعناه على سبيل المثال لا الحصر بإقليم اليوسفية بقبيلة أحمر من معالم ومواقع أثرية وتاريخية يتمثل في "معلمة القصبة الإسماعيلية، ومدرسة الأمراء العلويين، إلى جانب الحاضرة الفوسفاطية التي بدأت تخضع للتشويه، فضلا عن بنايات حي (الديور الجداد)، ومراكز قرية سيدي أحمد، والقرية الفوسفاطية المزيندة، والأحياء العمالية، وقصبات الكثير من القواد، دون الحديث عن معلمة معصرة السكر بمنطقة سيدي شيكر...".

وأكد رئيس جمعية أحمر للتنمية والأعمال الاجتماعية (مصطفى حمزة) إلى أن الإهمال جعلنا نضيع كذلك "العديد من الأهازيج والأغاني النسائية، والأحاجي، والألعاب الشعبية، والكثير من الكلمات التي كانت تشكل ثروة لغوية، كما ضيعنا العديد من أسماء الأعلام البشرية والجغرافية".

ورغبة منه في المساهمة في توثيق و الحفاظ على تراث المنطقة، قرر الباحث مصطفى حمزة الشروع في الكتابة عن بعض الأحداث والوقائع من تاريخنا الراهن، وأن تكون البداية بـ "سجن الشماعية" القديم والذي انقرضت معامله بمدينة الشماعية، لكونه استقبل شخصيات وطنية كان لها وزن كبير عند الحمريين والمغاربة، يذكر منهم: (الفقيه عبد السلام المستاري، أحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، والوطني محمد بن الطبيب الآسفي، والحاج أحمد زغلول أحد أبرز الوطنيين ببلاد أحمر..)

رجال وطنيون من طينة المقاوم أحمد زغلول

 

وإذا كان لمدينة فاس هي أساس التكوين الوطني والسياسي للشاب أحمد زغلول، فإن مدينة أسفي كانت  منطلق هذا التكوين إذ أمدته بالبوادر الأولى للوطنية على يد شيخه المؤرخ محمد الكانوني، أحد أعضاء أول "حركة دينية وإصلاحية ووطنية " منذ منتصف عشرينيات القرن الماضي.    

 

ففي مدينة فاس، انخرط أحمد زغلول في العمل الوطني على يد الأستاذ عبد العزيز بن إدريس ، وكان من ضمن الطلبة الذين ألقي عليهم القبض سنة 1944م، ورُحِّلوا إلى بلدانهم ، ورغم قضائه للمدة الحبسية التي حكم عليه بها بسجن "أغبالو" ، فإنه عند تسليمه للمراقبة المدنية بالشماعية تم وضعه بالسجن المحلي، وكان المراقب المدني " H.Bazin " يرغب في تمديد اعتقاله، وذلك لكونه كان على دراية بالوضعية الصعبة التي كانت تمر منها سلطات الحماية آنذاك، والمتمثلة في:

 

1 ـ ظروف الحرب العالمية الثانية وآثارها على فرنسا. 

2 ـ تقديم الوطنيين لوثيقة المطالبة بالاستقلال بتاريخ 11 يناير 1944م، وما ترتب عنها من ردود فعل عنيفة، من طرف الإقامة العامة والمعمرين، ضد الوطنيين بأغلب المدن المغربية.

3 - توثر العلاقات بين السلطان محمد الخامس والمقيم العام آنذاك.

4 - التهييىء الذي كان يقوم به الوطنيون استعدادا لأي محاولة من طرف الفرنسيين ضد السلطان.

 

ورغم تدخل القائد العربي بلكوش وفك سراحه، فقد بقي الشاب أحمد زغلول مراقبا ومتابعا، من طرف المراقب المدني وأعوانه ... وللتخفيف من هذه المتابعة، اقترح عليه خليفة القائد أن يمارس مهمة التدريس ب: مدينة "لوي جانتي"، لكن ما كان يدرسه للأطفال أزعج الفرنسيين، فقدموا في حقه شكاية لمفوضية الشرطة، وبعد مدة وجيزة توصل من المسؤول عن التعليم بجهة مراكش، بقرار عزله من مهمة التدريس، ولإبقائه تحت المراقبة، تم تعيينه عدلا من طرف القاضي العسال، باقتراح من المراقب المدني .

 

وبموازاة هذه الوظائف، كان أحمد زغلول ممارسا ومؤطرا للعمل الوطني والسياسي، سواء من خلال مجموعة مدينة "لوي جانتي"، أو مجموعة مركز "سيدي أحمد " بعيدا عن أنظار البوليس والدرك .

 

وإلى جانب هاتين المجموعتين، كانت هناك، على امتداد المجال الحمري، مجموعات من الوطنيين تعمل بكل من الشماعية، الزاوية الخنوفة، أجدور، أولاد عيسى...ومن الأسماء التي شاركت أحمد زغلول هذه المهام الوطنية أو عاصرته نذكر:

 - حسن بن خليفة، مبارك بن خليفة، عبد الرحمان أگني، الفقير العربي، المصدق زهير، الحاج أحمد سيف الدين، عمر المتوكي، ولد الفرض ، بورگعة، عبد الله ولد العزة، الحاج بلا، الإمام ولد السالك، إمام زاوية حرمة الله ، أولاد أحمد، نعينيعة مبارك، كمال عبد الله، بحاد محمد، صالح فكري، النعماني محمد، تيزة الصغير، تويجر محمد، السبتاوي الجيلالي، محمد البيلاني، أحمد الحار، غالم صالح، گنة أحمد، المساق محمد، إگوديان محمد، المزيني محمد، إگوديان المختار، اعويناتي عبد الرحمان ، الحاج محمد بن سعيد الفرجاني ، وهناك أسماء أخرى للرجال والنساء، سندرجهم تباعا بالحلقات المقبلة.