السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الإله بو شامة : كنايات عامية نحيا بها (2/2)

عبد الإله بو شامة : كنايات عامية نحيا بها (2/2) عبد الإله بو شامة

ـ إطلاق الرأس للكناية عن الموصوف في سياقات تداولية متعددة:

شخص عنيد: رَاسُو قَاصَحْ

شخص متواضع: رَاسُو صْغِيرْ

شخص غير مبال: رَاسُو خَاوِي

شخص ضعيف الفهم: رَاسُو مْزَلَّجْ

شخص ذو أسرار: رَاسُو بِيرْ

شخص ذو معاناة: رَاسْ لَمْحَايَنْ

شخص سريع الفهم: رَاسُو خْفِيفْ

شخص موسوعي: رَاسُو عَامَرْ

شخص فضولي: مَدَخَّلْ رَاسُو فِكُلْشِي

شخص اعتبر من درس: رَاسُو تْهَرَّسْ

شخص كثير الانفعال: رَاسُو سْخُونْ

شخص ليس عليه شيء من أحد: رَاسُو عَرْيَانْ

ـ استعماﻻت موازية يطلق فيها الرأس بمعان شتى:

أفضل السلع: رَاسْ اَلسُّوقْ

ذوو النفوذ والوجاهة: اَلرّْيُوسْ لَكْبَارْ

يديم مشاكسته: دَايْرْ فِيهْ رَاسُو

اهتم بما يعنيه: دْخُلْ سُوقْ رَاسُو

شخص حيران: رَاسُو كَيَدِّي وِيجِيبْ

شخص لا تطيقه: طْلَعْ لِيكْ فِي رَاسَكْ

أكثر من الكلام بلا فائدة: نْفَخْ لِيكْ رَاسَكْ

شخص محتف به: هَازُّو فُوقْ رَاسُو

ـ إطلاق الوجه للكناية عن موصوف:

شخص لا يستحي: وَجْهُو مَقَزْدَرْ

شخص مكابر: وَجْهُو قَاصَحْ

شخص خجول من فعلته: وَجْهُو مُورَاهْ

شخص مفضوح: وَجْهُو أَزْرَﯕْ

شخص مفتخر بما فعل: وَجْهُو أَحْمَرْ

شخص حيي: وَجْهُو غَالْبُو

تعاتب مخطئا: وَجْهَكْ وَلَّا ݣْفَاكْ

شخص حسن الطالع: وْجَهْ اَلْخَيْرْ

شخص منافق: جُوجْ وْجُوهْ

شخص لا يستحي: شْحَالْ كَتَلْبَسْ فِوَجْهَكْ

ـ إطلاق اللسان للكناية عن موصوف أو صفة:

شخص غير صابر على إخبار: لْسَانُو يَّاكْلُو

شخص مجترئ: لْسَانُو طْوِيلْ

شخص أسقط غيره في اعتراف: جَرْ لِيهْ لَسَانُو

الاعتراف يلزم صاحبه: اَلْوَاحَدْ كَيْتَرْبَطْ مَنْ لْسَانُو

شخص حلو الكلام: لْسَانُو كَيْنَقَّطْ عْسَلْ

شخص مؤذ: لْسَانُو مَاضِي

شخص ثرثار: بُولْسَانْ

شخص غير محبوب كلامه: لْسَانُو حَارْ

شخص لم يجد جوابا: سْرَطْ لْسَانُو

شخص يبرر خطأ: اَلّْلسَانْ مَا فِيهْ عْظَمْ

ـ  إطلاق الفم للكناية عن موصوف أو صفة:

شخص كثير التباهي: فَمُّو مْشَرَّݣْ

شخص سليط: فَمُّو خَانَزْ

شخص لا يحسب للكلام حسابه: فَمُّو حَارْ

شخص كثير الكلام: فَمَّو كَيَّاكْلُو

شخص يحسن الكلام: فَمُّو حْلُو

الاعتراف يورط صاحبه: اَلْفَرَّانْ كَدَّخْلُو اَلْعَافْيَةْ مَنْ فَمُّو

ما ضاع ما أخذه القريب: اَلِّلي طَاحْ مَنْ اَلْفُمْ جَا فِلَحْجَرْ

ـ إطلاق القلب للكناية عن موصوف:

شخص كريم: قَلْبُو كْبِيرْ

شخص بلا همة: قَلْبُو بَارَدْ

شخص لا يخاف: قَلْبُو قَاصَحْ

شخص قنوع: قَلْبُو شَبْعَانْ

شخص متطفل: قَلْبُو جِيعَانْ

شخص لا يرحم: قَلْبُو حْجَرْ

شخص متعاطف معك: قَلْبُو عْلِيكْ

شخص عدو: قَلْبُو كْحَلْ

شخص مسالم: قَلْبُو صَافِي

شخص حسن النية: قَلْبُو مْسَلَّمْ

شخص محب للخير: قَلْبُو بْيَضْ

ـ إطلاق اليد للكناية عن موصوف أو صفة:

شخص غير راغب في إنجاز عمل: يَدُّو ثْقِيلَةْ

شخص سريع ردة الفعل: يَدُّو عْلَى اَلْقَرْصْ

شخص معروف بالسرقة: يَدُّو خْفِيفَةْ

شخص نافذ: يَدُّو طْوِيلَةْ

شخص مبذر: يَدُّو مَثْقُوبَةْ

شخص معروف بالبخل: يَدُّو مُوراَهْ

شخص معروف بالشر: قَاطَعْ يَدُّو مَنْ يَدْ اللهْ

شخص معروف بالإتقان: يَدُّو رَطْبَةْ

شخص متفائل باستلام مال: يَدُّو كَتَاكْلُو

ـ هناك استعمالات موازية تطلق فيها اليد بدلا من الكل:

احتضان الحبيب بعيوبه: يَدَّكْ مَنَّكْ وَخَّا مَجْذَامَةْ

كثرة اﻵراء مفسدة: يَدْهَا وُيَدْ اَلْقَابْلَةْ تَعْوَرْ اَلْمُولُودْ

لا بل، أو انتبه: نْبُوسْ بِيدِّيكْ

ـ إطلاق العين للتعبير عن موصوف:

شخص غير راغب فيك: طَيَّحْ عَيْنُو مَنَّكْ

شخص ما عاد يحترمك: طَحْتْ مَنْ عَيْنُو

شخص لا ينظر بخير : عَيْنُو حَارَّةْ

شخص يهوى النساء: عَيْنُو خَضْرَا (زَايْغَةْ)

شخص يغلي غضبا: عَيْنُو حَمْرَا

شخص راغب في شيء: عَيْنُو فِيهْ

شخص يتجسس عليك: عَيْنُو مْعَاكْ

شخص متعاطف معك: عَيْنُو عْلِيكْ

شخص تصنع ألا يراك: دَارْ عَيْنْ مِيكْا ( عَيْنْ شَافَتْ وُعَيْنْ مَا شَافَتْ)

شخص لا تؤثر غيره: مَا فُوقْ اَلْعَيْنْ غِيرْ اَلْحَاجَبْ (اَلْعَيْنْ مَاتَعْلَى عْلَى اَلْحَاجَبْ)

يقوم بأمرين في الوقت ذاته: عَيْنْ تَتَبَرَّزْ وُعَيْنْ تَبْحَثْ عَنْ اَلْوَرَقْ

ـ إطلاق البطن للكناية عن موصوف:

شخص طماع: كَرْشُو كْبِيرَةْ

شخص بريء: كَرْشَو خَاوْيَةْ

شخص مشكوك فيه: كَرْشُو فِيهَا اَلْعْجِينَةْ

شخص فاسد: كَرْشْ لَحْرَامْ

شخص متطفل: تَابَعْ كَرْشُو

ـ إطلاق الرّجل للكناية عن موصوف أو صفة:

شخص كذاب: رَجْلُو قْصِيرَةْ

شخص زاغ: خَرْجُوا رَجْلِيهْ مَنْ اَلشْوَارِي

شخص غير واصل: رَجْلُو ثْقِيلَةْ وُشَادْ رَجْلِيهْ

شخص يتبع الخير مقدمه: رَجْلُو سْخُونَةْ

ولها استعمالات أخرى:

أرافقك: رَجْلِي عْلَى رَجْلِيكْ

سكن المكان وخلا: تْقَطْعَاتْ اَلرْجَلْ

كل مسؤول عن نفسه: كُلْ نَعْجَةْ تْعَلَّقْ مَنْ رْجَلْهَا

ـ إطلاق اﻷذن للكناية عن موصوف أو صفة:

شخص متجسس: طَالَقْ وُذْنُو

يتصنع عدم سماعك: وْذَنْ مِيكَا

شخص نافذ: أذنه فكل مكان

تنبه مخطئا: هَا وُذْنِي مَنَّكْ

تطيل طريقا قصيرا: أذن جحا

كثير التأثر بكلام الغير: بُو وْذِينَةْ

تتحدى شخصا: عَضْ وَذْنَكْ

شخص في غاية السعادة: كَيَضْحَكْ مَنْ وَذْنِيهْ

ـ إطلاق الكتف للكناية عن موصوف:

شخص بلا سند: مَا عَنْدُو كْتَافْ

شخص لا يقبل الضيم: زاده /عْوِينُو عْلَى كْتَافُو

شخص منهك: كْتَافُو طَاحُو

شخص غمط حقه: أكل عرق أكتافه

أنت مطرود: وَرِّينِي عَرْضْ كْتَافَكْ

شخص سند لك: مْسَخَّنْ كْتَافَكْ

شخص يمن عليك بوجودك: لْحَمْ كْتَافَكْ مَنْ خَيْرِي

ـ إطلاق النفس للكناية عن موصوف:

شخص ذو أنفة: نَفْسُو حَارَّةْ

شخص بلا همة: نَفْسُو بَارْدَةْ

شخص متعاطف معك: نَفْسُو وَاكْلَاهْ عْلِيكْ

شخص بلا عزة: نَفْسُو مَيِّتَةْ

ـ إطلاق الدم للكناية عن موصوف:

شخص متحكم في أعصابه: دَمُّو بَارَدْ

شخص ذو أنفة: دَمُّو حَارْ

شخص غضبان: طَالَعْ لِيهْ اَلدَّمْ

عليك أن تصل رحمك: مَا تَقْطَعْشْ اَلدَّمْ

وثمة كنايات أخرى كثيرة عزفنا عنها لأنها لا تشكل متنا يسمح بإدراجها ضمن ما تقدم، وهي أيضا لا تشذ عن هذه الاستعمالات، ومنها: اﻷنف، والظهر، واللحية، واللحم، والجنب إلخ.

خاتمة: لا شك أن هذا العدد من الكنايات لا يشكل سوى بعض ما يروج على اﻷلسنة في مقامات تعبيرية يومية متنوعة، ومع ذلك فهو مؤشر مادي يبرهن على المكانة التي تحتلها الكناية لدى المتكلم العادي، وحاجته المستمرة إلى إيثار التلميح على التصريح خلال التعبير اليومي عن مواقف ومشاعر محددة، وهو تلميح مبني على أسس تداولية قوامها: التجسيد، والاختزال، والبرهنة المادية على الدعوى، سواء في حالات الجد والهزل، أو الفرح والغضب، أو النقد والذم.

ويبدو أن غالبية الكنايات ذات مدى تصويري بسيط، وأفق تخييلي قريب لا يتطلب فهمه وتأويله الكثير من الجهد، وهذا حال التواصل الشفوي اليومي، أن يصيب المعنى بأقل جهد تعبيري، وأن يضمن التقاط الرسالة دون لبس أو غبش.

يلاحظ أيضا أن معظم هذه الكنايات اتخذت من أعضاء جسم اﻹنسان أداة لنسْج صورها. ويشكل الرأس وما حواه (الوجه والعين والفم واللسان والأذن) النسبة العليا مقارنة بباقي اﻷعضاء، إذ قاربت 60 %، وهي نسبة تعكس طبيعة العقلية التي ولدت تلك الكنايات، وهي عقلية تعبر بالجزء بدلا من الكل، كما تؤشر على المكانة الكبرى التي احتلها الرأس والوجه واللسان والفم والعين واﻷذن في ذاك التعبير، وهي مفاتيح العقل والمنطق والبيان.

وفي ختام جولتنا مع بعض الكنايات التي نحيا جميعا بها، لعل من تأمل سياقها، وتمثل مقاماتها، يفهم سر صناعتها ويستسهل فك شفرة كنايات الكلام الفصيح مهما تخفّت وتمنعت، وإذا كان ذلك، فقد تحقق المقصد، ونجح المسعى، والله ولي التوفيق.

 

عبد الاله بوشامة أستاذ جامعي سابق