الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: في سابقة مخجلة .. الرئيس الجزائري ينتحل صفة رئيس القمة العربيّة

يوسف غريب: في سابقة مخجلة .. الرئيس الجزائري ينتحل صفة رئيس القمة العربيّة يوسف غريب
نشر موقع الرئاسة الجزائرية فحوى ومضامين رسالة الرئيس عبد المجيد تبون والموجهة إلى الأمين العام لجامعة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ وعبره إلى كل النساء العربيات بمناسبة عيد المرأة الأممي.. 
وهو سلوك غير مسبوق في البروتوكول المعمول به داخل دواليب هذه المنظمة العربية منذ تأسيسها إلى الآن.. إذ جرت العادة في مثل هذه المناسبات وغيرها أن يتكلم بإسم الجامعة العربية الأمين العام أو من ينوب عنه.. وفي أقل الحالات آخر رئيس لها بين القمتين.. 
وقد يكون الرئيس الجزائري في هذه الحالة قافداً الصفة التي تسمح له بمخاطبة المرأة العربية عبر مؤسسات الجامعة العربية.. 
قد يكون وبهذه الحالة أيضاً كمن ينتحل صفة مؤطرة ومحددة بقوانين وأعراف وتقاليد دبلوماسية.. 
وقد يكون بهذه الحالة كمن يتوسّل ويتودّد ويرغب في هذه  الصفة ولو على حساب مبادئ ومواقف الدولة الجزائرية اتجاه حركات التحرر في العالم وخاصة الشعبين الفلسطيني والصحراوي.. 
إذ جاءت التهنئة للمرأة العربية  ولأوّل مرّة بذكر بطولات وتضحيات المرأة الفلسطينية في غياب أية إشارة للمرأة الصحراوية في جمهورية الجزائر الصغرى.. بعد أن خاطب رئيسها قبل أيام بلقب فخامة الرئيس.. 
المهتمّون بالشأن الجزائري أرجعواْ ذلك إلى رغبة النظام الجزائري في طمأنة القيادات العربية كي توافق على عقد القمة العربية بالجزائر خلال الإجتماع المرتقب أواخر هذا الشهر بالقاهرة.. 
ويرى الآخرون أن الجزائر بهذا الموقف والسلوك المخجل تكون قد أضافت إلى رصيدها الديبلوماسي صفة الدولة المنافقة.. والرئيس المنافق وبالكثير من الأقنعة والوجوه.. 
بل هناك من ذهب بعيداً واعتبره نوع من التقية المستوردة من النظام الإيراني.. 
هذا الرئيس هو نفسه  كما أشارت إلى ذلك أغلبية الصحف العالمية أول أمس هدّد إسبانيا إذا هي سمحت بتوريد الغاز إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي الذي أوقفه هذا الرئيس نفسه.. قبل أشهر. أليس هذا قمّة النفاق.. وجزاء مثل هذا النظام الحاقد مثل مكانة المنافق في الدرك الأسفل من النار.. 
وبالمناسبة ليست هناك أية قوّة في العالم تستطيع أن تمنعنا في توريد الغاز عبر هذا الأنبوب الذي أصبح بقوة القانون مغربيا صرفاً.
هذا المغرب أيها الرئيس المنافق ليس في حاجة إلى الغاز الجزائري ما دمت في الرئاسة ومجموع العصابة.. بل نعتبره حراماً مادامت وارداته تذهب إلى جيوب المافيا القابعة على أنفاس الشعب الجزائري المسكين. 
هو غاز قطري  الذي اشترط على إسبانيا توريد حصة المغرب عبر هذا الأنبوب  وبسعر تحفيزي مقابل حصة إسبانيا من الغاز القطري، هذا الموقف من الدولة القطرية لم يأت صدفة بل احتراما وتقديرا لمواقفنا المبدئية التي ترجمتها زيارة  جلالة الملك  اتجاه هذا البلد أثناء الحصار الخليجي ذات سياق وظروف..
وهو نفس الموقف المبدئي الواضح والصارم الذي يتكرر اليوم في ظل الصراع الغربي الروسي حول ساحة أوكرانيا..
المترددون والمنافقون مثلكم لا يؤسسون دولة.. لأنهم مثل أفراد العصابة يتمسكنون في حالة الضعف والوهن كحال بلدكم اليوم.. ويتجبّرون كلما أحّسوا بهامش قوة.. 
المنافقون من رؤساء الدول مثلكم من يخون حلفاءه أثناء الشدّة..كحالة موقفكم من الإمتناع عن التصويت ضد إدانة روسيا بالأمم المتحدة.. 
لم تستطيعوا لأنكم جبناء.. ولا شرعية لنظامكم وسط المنتظم الدولي الذي جعل من أغلبية مداخلات مناديب دولتكم في المنتديات الدولية تتحوّل إلى مستقطع من الوقت وفي أغلبية الحالات تقدم كفاصل موسيقى وفترة استراحة وترويح .
وغير بعيد  عما وقع مؤخرا بجنيف الذي التأمت فيه اللجنة الحقوقية وبشكل عاجل واستثنائي لمناقشة وضعية الإنسان المدني  تحت القصف بأوكرانيا.. 
هي نقطة وحيدة وطارئة واستعجالية بهدف السماع إلى مواقف ومقترحات دول  وبدائل لإنقاذ الإنسان تحت القصف.. 
هذا الهدف الجماعي الأممي خرج عنه الشيطان كما يقال كي يسمع للحاضرين ما يقع بالمغرب من مظاهرات شمولية كما جاء في كلمته التي تحوّلت إلى مسخرة واضحوكة.. وهو لم يعرف أن رئيسه بعد يومين سيتبرأ من المرأة الصحراوية في كلمته إلى المرأة العربية.. 
سيتبرّأ بشكل مؤقت طبعاً.. وستعود حليمة إلى عادتها.. ويعود النظام إلى حقده الدفين.. 
وكأي نظام منافق بقدر ماهو متذبذب وضبابي بقدر ما هو فاجر في الخصومة والعداوة.. 
مثل هذا النظام هو إهانة للشعوب العربية إذا  أسندت إليه رئاسة القمّة العربية..
الرئيس الجزائري ينتحل صفة رئيس القمة العربيّة..