الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

لحسن زهور: مجلات وزارة الثقافة والثقافة الأمازيغية و( التنوع في إطار الوحدة )

لحسن زهور: مجلات وزارة الثقافة والثقافة الأمازيغية و( التنوع في إطار الوحدة ) لحسن زهور
لعل المقالات الإنتقادية التي وجهت للمسؤولين المشرفين على مجلات وزارة الثقافة على اختصارهم  للثقافة المغربية  في ما هو مكتوب بالعربية فقط  أعطت بعض نتائجها الإيجابية في العدد الجديد (العدد 43) من مجلة الثقافة المغربية التي أصدرتها الوزارة مؤخرا. فقد سبق أن تم تنبيه المسؤولين المشرفين على هذه المجلة الثقافية مرارا بأن مغرب ما بعد دستور 2011 (بلغتيه الرسميتين) ليس هو مغرب ما قبل هذا الدستور (نشر ما هو مكتوب بالعربية فقط)، وبأن عليهم الالتزام بهذا الدستور والقطيعة مع الأيديولوجيات البرانية التي لا ترى في المغرب إلا وجهه المكتوب بالعربية (سبق أن نشرت مقالة تنبه إلى هذا الحيف في:  
 https:// anfaspress. com/ news/ voir/ 84433-2021-08-14-11-53-54
فهل العدد الجديد من مجلة الثقافة المغربية   رقم 43 الذي صدر مؤخرا هو بداية للقطيعة مع الأيديولوجيات التي كانت تتحكم سابقا في هذه المجلة المغربية؟ وكان من المفروض فيها أن تمثل الثقافة المغربية في تنوعها اللغوي والثقافي (مع أنها تنشر النصوص الإبداعية  بالدارجة المغربية، في حين أغلقت الباب أمام النصوص الإبداعية الأمازيغية).
نأمل ذلك، ونأمل أن يكون هذا العدد الجديد بداية الطريق للالتزام بالهوية المغربية في تنوعها اللغوي، وأن يعبر هذا العدد عن  تغير في الذهنيات المسيرة والمشرفة على هذه المجلة الوزارية. فتنوع مواضيع هذا العدد الجديد في التفاته إلى الثقافة الأمازيغية المغربية هو بادرة نشجعها كثيرا لأننا نعتبر هذه المجلة الثقافية التي تشرف عليها الوزارة منبرا ثقافيا وأدبيا يمثل المغاربة جميعا بدون تمييز بسبب اللغة أو الجهة.. لكن سننتظر مدى التزام هذه المجلة بهذا التوجه الجديد في أعدادها القادمة والتي ننتظر أن تفي بهذا التوجه الجديد، المفروض منه الالتزام بالدستور المغربي (بلغتيه الرسميتين) ومساير للتوجه الرسمي بالمغرب  (التنوع في إطار الوحدة، وهو الشعار الذي طرحته الحركة الأمازيغية منذ بداية الثمانينيات والذي تبناه المغرب الرسمي حاليا، لكن ما زالت بعض الجهات الثقافية  متخلفة عن مسايرة هذا العهد الذي انخرط فيه المغرب).
يتضمن العدد الجديد من مجلة الثقافة المغربية  مقالين عن الثقافة الأمازيغية هما، مقال الثقافة الأمازيغية للأستاذ يوسف توفيق، وهو باحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. ومقال القضايا الثقافية الشعبية الأمازيغية، القضايا والمفاهيم للأستاذة سعاد وصيف.
فهل هي بداية تغيير في منظور مسؤولي المجلة إلى الثقافة المغربية؟   نأمل ذلك ونشجع عودة هؤلاء إلى هويتهم المغربية كما نعيشها  وأقرها الدستور المغربي، فمجلة الثقافة المغربية يجب أن تلتزم بالثقافة المغربية في تنوعها بعيدا عن الإملاءات الأيديولوجية القومية التي رهنت الثقافة المغربية بالثقافة الشرقية.
نأمل أن يكون هذا التغيير لصالح الثقافة المغربية ككل وفي صلبها الأمازيغية، والأعداد القادمة ستبدي لنا هل هذا التغيير تغيير مؤقت وشكلي أم تغيير يحاول استدراك ما فات، واللحاق بما حققه المغرب الحقوقي  والرسمي من  تغييرات أعادت للهوية المغربية بصلبها الأمازيغي بعضا من ذاتها وتميزها وخصوصيتها.
 ننتظر مدى التزام مسيري مجلة الثقافة المغربية بنشر الإبداعات الأمازيغية بدلا من الاقتصار فقط على نشر- كما هي عادتهم- ما أبدع بالعربية وبالدارجة المغربية (الزجل).. فالمبدعون والمبدعات بالأمازيغية هم مغاربة وليسوا أجانب، ويكتبون ويبدعون بلغة هذه الأرض وبلغتهم الأم والتي رسمها الدستور منذ 11 سنة.
نأمل أن يجد الإبداع بالأمازيغية مكانه في مجلات وزارة الثقافة المغربية والتي من المفروض عليها أن تمثل الثقافة المغربية في شموليتها وفي تنوعها.