السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

يحيى المطواط : الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن يدق ناقوس الخطر

يحيى المطواط : الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن يدق ناقوس الخطر يحيى المطواط
شهدت ايطاليا مؤخرا عددا من الضحايا من أفراد الجالية المغربية، تعددت الأسباب لكن تبقى المأساة واحدة ، فما أن يستفيق المغاربة من صدمة حتى تتلوها أخرى، المآسي كثيرة ومتنوعة سنحاول فقط إدراج بعض منها خصوصا تلك التي تحولت إلى قضية رأي عام وطني بإيطاليا كما حدث مع الاخ رضوان في بداية يناير الذي كان يعيش حياة التشرد في شوارع ميلانو الذي لقي حتفه بسبب البرد القارس ,بعدها بشهور قليلة اهتزت إيطاليًا بحادثة وفاة النقابي عادل بلخديم دهسا بشاحنة كبيرة بشكل متعمد ‏خلال وقفة احتجاجية أمام إحدى المراكز التجارية ،حيث تحدثت جميع الصحف الايطالية والبرلمان ‏ورئيس الحكومة الايطالية عن هذا الحادث ،بعدها بأسبوع توفيت مغربيتن بحادثة دهس في حقل في شمال إيطاليًا، ثم موت المرحوم يونس البستاوي قتلًا بالرصاص من طرف سياسي عنصري من الحزب اليمين المتطرف وهو محامي عضو بالمجلس البلدي.
الفاعل الجمعوي طارق بانور من جمعية الفضاء المغربي الايطالي للتضامن أكد أن " تدخلنا في جميع الحوادث الشائكة التي عرفتها جهة اللومباردية سواء من الناحية الإنسانية كدعم وتوجيه العائلات ومساعدتهم من اجل ترحيل الجثمانين بمساعدة من القنصلية المغربية بميلانو او من الناحية القانونية كانتدابنا من طرف عائلات الضحايا كطرف مدني في العديد من الحالات ،ولأن الاحداث كثيرة وامكاناتنا جد متواضعة فإننا ندعو كجمعية مدنية إلى تشكيل خلية أزمة داخل القنصلية تتكون من ممثلين عن المجتمع المدني و ممثلين عن القنصلية لتتبع الاحداث ومواكبتها إلي جانب مكتب الوفيات خصوصا في شمال ايطاليا. ولقطع الطريق أمام مرتزقة الجثامين الذين يقتاتون من مآسي المغاربة ما يجعل عملية نقل الجاثمين الي مغرب صعبة في بعض الأحيان حيث أنهم يستغلون ضعف عائلات الضحايا ويدفعونهم إلى إرسال توكيلات لنقل جثامين آهاليهم إلى أرض الوطن بل في بعض الحالات تقوم بعض العائلات في المغرب بإرسال أكثر من توكيل لعدة أشخاص لنقل نفس الجثة ما يخلق نوعا من الارتباك في اتخاذ القرار المناسب والتتبع الطبيعي لإجراءات نقل الجثمان.
‏أما المحامية Debora Piazza والتي تبلغ من العمر 48 سنة الحاصلة على الإجازة في الحقوق بأطروحتها عن السجون وهي التي خبرت وضعية السجون من الداخل من خلال عملها التطوعي بسجن سان فيتوريو بميلانو، ‏الشيء الذي ساعدها على فهم وإدراك الوضعية الحقيقية للسجون والسجناء.
‏ وصرحت المحامية والتي تترافع عن ملف مقتل المغربي المرحوم يونس البستاوي الذي راح ضحية جريمة عنصرية بطلها محامي عضو بلدية فوغيرا نواحي مدينة بافيا أن العديد من موكليها من المغاربة الذين هاجروا إلى إيطاليا من أجل تحسين وضعهم الاجتماعي يتمتعون بأخلاق عالية وهم متواضعون جدا ولطيفون
وقد أكدت المحامية انه ليس صحيحا أن الكثير من الجرائم يرتكبها المغاربة، بالنظر إلى حجم الجرائم التي يرتكبها‏ المواطنون الإيطاليون ومن جنسيات أخرى ، كما أضافت أن ظاهرة العنصرية توجد حتى في صفوف بعض أفراد الشرطة وهناك عدة شكايات ‏من طرف العديد من الموكلين، كالضرب وإتلاف رخص السياقة.
أما بخصوص تواصلها مع القنصلية المغربية اشادت محامية المرحوم يونس البستاوي بالتعاون الذي تحظى به من طرف المسؤولين هناك داعية إلي المزيد من التلاحم والوحدة بين الجالية المغربية في مختلف قضاياها.