ماذا يجري بمقر جبهة القوى الديمقراطية بالرباط؟ هذا هو السؤال الذي يؤرق عددا من مناضلي الحزب.. ففي الوقت الذي أعلن فيه الحزب عن تنظيم منتدى المهن، أكد عضو بالأمانة العامة لحزب جبهة القوى الديمقراطية، في اتصال هاتفي بجريدة "أنفاس بريس"، أن الأشخاص المشاركين في هذا المنتدى لا علاقة لهم بتاتا بحزب جبهة القوى الديمقراطية، وكلهم ينتمون إلى مدينتي سيدي يحيى وسيدي سليمان، حيث ما زالوا مقيمين بمقر الحزب، منذ يوم الجمعة 25 فبراير 2022، مضيفا بأنه خشي على نفسه من دخول المقر بسبب هذا الوضع، وهو الأمر الذي أرجعه المصدر الى سياق حالة الغليان التنظيمي والاحتقان الداخلي الذي يعيشه بعد إقدام الأمين العام للحزب على سحب التفويض من أحمد المنصوري ككاتب جهوي للحزب بمراكش، وتراجعه عن منح التفويض من حميد شباط كأمين جهوي بجهة فاس- مكناس، وهي القرارات التي اتخذت على بعد أسابيع من عقد المؤتمر الوطني السادس للحزب.
وذكر المصدر أن الإنزال الأخير الذي يعرفه مقر الحزب بالرباط يدخل في إطار "استعراض العضلات" من قبل الأمين العام قبيل المؤتمر، كما يعد بمثابة رسالة مشفرة الى خصومه، من أجل التأكيد من جديد أن كرسي الأمانة العامة "خط أحمر" لا يمكن تخطيه، بعد تنامي الهواجس إثر الدينامية التي عرفها الحزب في الشهور الأخيرة بتأسيس عدد من الفروع والمكاتب الإقليمية والجهوية، وانضمام عدد هام من الأطر من حقول اجتماعية متنوعة.
وكان أعضاء باللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس (أعضاء من الأمانة العامة والمجلس الوطني) قد طالبوا من الأمين العام مدهم بالأوراق الحزبية وكذا التقرير المالي، وتمكينهم من التفكير الجماعي في البناء التنظيمي للحزب محليا ووطنيا؛ كما طالبوا الأمين العام بتقديم توضيح حول ما يروج من أخبار بشأن وضعه كموظف داخل البرلمان وما يحمله من تداعيات، فغيابه الدائم -تضيف المصادر- أضاع على الحزب فرصة كسب علاقات قوية مع باقي الأحزاب السياسية، وترافع الحزب من أجل توفير مكتب لفائدة برلمانيي الحزب (ثلاثة برلمانيين)، كما أرجعت المصادر حالة الاحتقان السائدة الى قرار الأمانة العامة للحزب إحالة أحد أعضائها أمام لجنة تأديبية شكلت من أجل "البث في سلوكيات هذا العضو"، وبالتالي فإن الأمين العام -تقول المصادر- لم تستسغ وجود أصوات تدافع عن مبادئ الحزب ومؤسساته، مما دفعه وبشكل انفرادي وغير مبرر قانونيا الى اتخاذ قرارات خطيرة تمس مستقبل الحزب، كما تسببت في خلق انقسامات بين المناضلين...