الجمعة 7 فبراير 2025
سياسة

على هامش اليوم العالمي لمنع تجنيد الأطفال.. 40 عاما من انتهاكات حقوق الطفل بخيمات تندوف

على هامش اليوم العالمي لمنع تجنيد الأطفال.. 40 عاما من انتهاكات حقوق الطفل بخيمات تندوف عبد القادر فلالي وجانب من "جريمة" تجنيد الأطفال في بتيندوف (أرشيف)

نرصد الدورة الإجرامية المتمثلة في تجنيد الأطفال والإتجار في اللاجئين وتقاطعها مع سرقة المساعدات الإنسانية والتطرف العنيف في مخيمات تندوف بالجزائر.

 

يعتبر التجنيد العسكري للأطفال جريمة حرب. جبر الأطفال الصحراويون على الانتقال إلى كوبا بهدف تلقينهم عقائدياً و لإخضاعهم للتدريب العسكري واستغلالهم مع حرمانهم من الاتصال مع عائلاتهم.

تعتبر هذه الهجرة القسرية انتهاكًا خطيرًا من فقرات بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين برا وجوا وبحرا المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة ضد الجريمة المنظمة عبر الوطنية، ومن ثم المسؤولية المدنية والإجراءات الجنائية ضد قادة البوليساريو والمتواطئين معهم.

 

حركة البوليساريو المسلحة تواصل تجنيدها المكثف من الأطفال والقصر كجنود لملء الفراغ.. جريمة دولية تتطلب المقاضاة والرصد الدولي لجميع المعنيين.

تتحمل الجزائر المسؤولية الأخلاقية والقانونية وهي مطالبة بشرح وتقديم توضيحات بشأن تجنيد الأطفال واستغلالهم وتوريطهم في الصراعات والحروب محظور تمامًا ومُجرم بموجب القانون الدولي ومن قبل جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وهي ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مواثيق القانون الدولي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، مبادئ فانكوفر الكندية، مبادئ باريس، والقرار 2602.

 

البوليساريو ترسي شحنا وتعديلا إجراميا للأطفال من خلال استخدام الأسلحة

يتم تجنيد الأطفال الصحراويين دون موافقة أبائهم. كل الأطفال الصحراويين مجبرون على المشاركة في كل الاحتفالات العسكرية والسياسية. الزيارة الأخيرة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء في تندوف أكدت بالملموس استغلال واستعمال الأطفال حيث بتم تلقين هؤلاء الأطفال الصحراويين كره المغرب. ويتم إرسالهم إلى خط المواجهة.

 

أطفال في عمر الزهور يخوضون تداريب عشوائية فوق تربة إحدى المعسكرات الصحراوية بتندوف، ودون ملابس واقية، في ظروف مناخية تقهر حتى أشد الرجال صلابة، فرضت ميليشيات البوليساريو على الأسر الصحراوية التنازل على فلذات أكبادها لصالح الأسر الإسبانية تحت رعاية الكنيسة الكاثوليكية، وتطمس هويتهم وتغير معتقداتهم وتحولهم إلى رعايا إسبان.

 

التجنيد الممنهج للأطفال الصحراويين

خلال المسيرات العسكرية في تندوف، صُدم المجتمع الدولي بمقاطع الفيديو المضطربة وصور الذاتية "السيلفي" للأطفال الصحراويين الأصغر سناً الذين يرتدون الزي العسكري. الأشرطة المرئية والصور هي حجة ضد "البوليساريو" والجزائر التي تخشى إحصاء سكان تندوف ، حيث كانوا يحاولون الترويج لأن القتال هو أمر يجب على جميع الأطفال تبنيه. متناسين أن هذه جريمة في القانون الجنائي الدولي.

 

تظهر الأشرطة والصور الذاتية بحجة واضحة لا لبس فيها أن "البوليساريو" تجند الأطفال بدلاً من  توفير فرص لتعليم هؤلاء الأطفال داخل الفصول المدرسية .

 

 

كيف تعمل الجزائر وميليشيا البوليساريو على عسكرة المجتمع الصحراوي في مخيم تندوف؟

ينشأ اقتصاد إجرامي/ إرهابي عابر للحدود بتواطؤ الجيش الجزائري. ومن دون بوادر أمل ينخرط جيل الشباب في المخيم في تهريب المخدرات تحت غطاء الجهاد.

 

منذ عام 1982، تم تهجير أكثر من 8000 طفل صحراوي قسراً من سن 8 سنوات لتدريبهم وتلقينهم عقائدياً. انطلقت "طريق الجحيم" من مخيمات تندوف في الجزائر إلى الأنظمة الشيوعية.

 

حالة الإتجار في الرهائن الأكثر ديمومة في العالم

كانت هذه الرحلة القسرية الطويلة والمملة تستغرق أكثر من 15 ساعة من الطيران. عندما يصلون إلى الجزر النائية ، تُسحب منهم جوازات سفرهم الممنوحة من الحكومة الجزائرية ، وجميع الأوراق الثبوتية وحتى الخطابات وأرقام الهواتف للعائلات المقيمة في تندوف من قبل ما يسمى بممثل الصحراويين في هافانا، يتم ترحيل كل منهم إلى جزيرة أو مدينة معينة. بعد ذلك، يتم حشرهم في معسكرات شبه عسكرية كوبية، تحت الإشراف المباشر لضباط كوبيين متخصصين في الاستخبارات والتضليل والحرب النفسية.

 

استنساخ التجربة الحوثية في تندوف

صعدت اسيدة صحراوية المنصة مرتدية زي حرب العصابات الخضراء ، بصوت خطيب لزعيم حزب الله ، تحرض  النساء  والأطفال الصحراويين في معسكر تندوف العسكري في الجزائر على حمل السلاح ومهاجمة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. تستخدم مصطلحات نموذجية للحوثيين، وسادت مجموعة من الإيماءات والتهديدات في عسكرة مقلقة بشكل متزايد للرهائن الصحراويين في تندوف.

 

ديمومة تجنيد الأطفال الصحراويين يجب أن يُخيفكم أكثر من جائحة كورونا

- المحجوب محمد سيدي

من "أنصار الشريعة" تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يعمل إماما في المخيمات لترويج الفكر الدموي، إلى تأسيس جبهة الجهاد الصحراوية.

 

تساءلت "أليسون ليك" في مقال لها في "فورين بوليسي الأمريكية" تحت عنوان "حلفاء غير محتملين: هل ينضم بعض الماركسيين الصحراويين إلى عمليات القاعدة في شمال إفريقيا؟". تحولت ميليشيا البوليساريو بشكل يستدعي تدخلا دوليا إلى أتون القاعدة ونشطت في  تهريب المخدرات والأسلحة والمساعدات الإنسانية في المناطق الحدودية الصحراوية بشمال إفريقيا. تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو نتاج الحرب الأهلية الجزائرية وحملة بن لادن الجهادية في أفغانستان.

 

سنة 2005، أشار تقرير سري صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أنه تم تحويل المواد الغذائية و[المواد غير الغذائية] في ميناء وهران إلى تندوف وبعد الوصول إلى مستودع الرابوني في تندوف تم تحويل تلك المساعدات إلى جهات غير مخيم تندوف. وفي يوليوز 2009، قام مدير العلاقات الحكومية في اللجنة الأمريكية للاجئين والمهاجرين (USCRI) بزيارة المنطقة من أجل تقييم وضع اللاجئين الصحراويين في تندوف بالجزائر. وخلص إلى أن "الجزائر لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكولها لعام 1967 فيما يتعلق باللاجئين الصحراويين . وربما الأسوأ من ذلك، أنها لم تعترف بمسؤوليتها عن معاملتهم على أراضيها.

 

في سبتمبر 2009، طلبت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي (WFP) مرارا الإذن لإجراء تعداد للسكان لتطوير قاعدة بيانات موثوقة لتوزيع المساعدات. في ذلك الوقت، رد المفوض السامي غوتيريش على شكاوى البوليساريو من عدم كفاية المساعدة بإعلان أن زيادة المبلغ مرهون بمثل هذا الإحصاء. ومع ذلك، رفضت الجزائر. يستخدم هذا التقرير إطار عمل للاقتصاد السياسي لفحص تداعيات سرقة المساعدات الإنسانية على مواطن ضعف للمحتجزين الصحراويين. يعد تحليل الاقتصاد السياسي ضروريًا لفهم أكثر تطورًا لتأثيرات سرقة المساعدات الإنسانية على تكاثر واحتضان الإرهاب وبالتالي تجنيد الأطفال.

 

استنساخ كتائب الزينبيات وكتائب الزهراء بتندوف

إثر إعدام المعمم الشيعي السعودي نمر باقر النمر سنة 2016  تم تنظيم ليلة عزاء على طريقة العويل والبكاء الشيعية بمخيم تندوف وإحياء لذكرى عاشوراء على الطريقة الشيعية.

 

- توظيف الخطاب الديني على إطلاقه وفي غير سياقه لإقناع النساء بضرورة الجهاد واستعمال الدين بهذه الطريقة يعتبر الية من اليات الاستقطاب في الخطابات المتطرفة؛

- التحريض على المغرب والسعودية وضمنيا أمريكا وباقي الحلفاء ما يعني نشر ثقافة الكراهية ومحاولة ترسيخها في قلوب وأذهان الشابات؛

- أكثر كلمتين استعملتا هما "الجهاد/ مجاهدة" تسع مرات و"القتال/ المقاتل" تسع مرات أيضا في مقابل غياب تام لمصطلحات مثل السلام الأمن الأمان التفاوض الحوار ما يعني أن هذه المصطلحات غائبة تماما عن فكر الوزيرة ولا تعتبرها أهدافا تسعى إلى تحقيقها؛

- الإعلاء من قيمة المقاتل واعتباره المثل الأعلى (توظيف مصطلح المقاتل بدلا من الجندي له دلالة أيضا)؛

- عبارة: "بالبندقية ننال الحرية" تلغي جميع السبل الاخرى للتفاوض كالدبلوماسية مثلا التي من المفروض على وزيرة تشتغل على حقل الثقافة إيلاءها أهمية أكبر من مجال القتال والعنف؛

- تفاعل النساء  دليل على تمكن هذا الخطاب العنيف منهن...

 

ماذا كان رد الجزائريون يوم الثلاثاء، 26 يناير 2016 عن أمير موسوي وتحركاته في عبور الجزائر؟

خلال تغريدات له في هاشتاغ "اطردوا أمير موسوي" عبر آنذاك "الإعلامي أنور مالك": "سفارة إيران وكر للتجسس، وتشييع مواطنين ثم تجنيدهم كعملاء لجهاز مخابراتها، ودور الملحق الثقافي دائما يكون ضد الأمن القومي".

 

وتابع: "وصلتني معلومات موثوقة عن تنسيقه مع متشيعين جزائريين وتسفيره لبعضهم نحو طهران، لتلقي تدريبات استخباراتية مع جهاز إيران".

 

ودعا مالك مواطنيه للالتفاف حول الأصوات الراغبة بطرد موسوي، حيث قال: "أيها الجزائريون، اطردوا أمير موسوي ملحق إيران الثقافي الذي تجاوز مهمته الدبلوماسية، وراح يعبث بالأمن القومي عبر تنشيط شبكة سرية لنشر التشيع".

 

الناشط الحقوقي والكاتب الجزائري، إسماعيل خلف الله، شارك في الهاشتاغ، معربا عن أمله في اتخاذ قرار رادع ضد السفارة الإيرانية وملحقها الثقافي في الجزائر.

 

وأضاف: "إن ما يقوم به الملحق الثقافي الإيراني في الجزائر بدعمه لخلايا التشيع السرية، هو تهديد واضح وصريح للأمن القومي الجزائري"

 

الإعلامية الجزائرية عانية الأفندي، انضمت إلى ركب المطالبين بطرد موسوي، مغردة: "قلبي غير مرتاح تماما لتواجد الملحق الإيراني أمير موسوي بالجزائر". وتابعت: "تاريخ هذا الرجل معروف، وأحداث غرداية اندلعت بعد وصوله للجزائر".

 

لذا فمبررات التحرك العربي ضد الخطر الإيراني أمر يجب أن يساوي قوة المبررات الإيرانية في التوسع...

 

عبد القادر فلالي، أستاذ جامعي بأوتاوا، ورئيس مجموعة تفكير "بولي سانس"