الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

فريدي: "بيمو" ارتكبت خطأ في التسويق متجاهلة خصوصية المجتمع المغربي

فريدي: "بيمو" ارتكبت خطأ في التسويق متجاهلة خصوصية المجتمع المغربي حميد فريدي ولوغو شركة بيمو

قال حميد فريدي، الخبير في التواصل في تعليق على الجدل الذي رافق تنزيل منتوج Merendina والذي يتضمن عبارات عاطفية قوية من قبيل: كنبغيك.. توحشتك.. إلى جانب صور وتعابير، إن العملية التواصلية لا ينبغي أن ينظر إليها من جانب واحد، فالهدف يبقى هو إيصال الرسالة الى الجمهور المستهدف. وأضاف أن شركة "بيمو" إذا كانت تستهدف الشباب الذي يستهلك منتوج Merendina فإن لغتها التواصلية سليمة جدا لكنها لم تستحضر معطى المجتمع الذي تتواصل معه.

 

فالشباب، يضيف فريدي، يعيش إكراهات حقيقية تتمثل في رفض المجتمع للنظر للواقع كما هو، فالمجتمع يفضل رؤية نفسه كما يتخيله، والعملية التسويقية لا يهمها الواقع بل ما يهمها هو نظرة المجتمع للواقع، ولهذا السبب قد يرفض البعض نعت "السيارة الاقتصادية" أو "السكن الاقتصادي" وقد يعتبره نوع من التحقير.. فمصطلح اقتصادي هي لغة لا يتقبلها المجتمع، والكلام عن الحب أيضا يرفضه المجتمع بالرغم من أن مجتمعنا هو مجتمع متحرر أكثر من نظرته عن نفسه، ولهذا بالرغم من أن اللغة التي اعتمدتها شركة "بيمو" هي لغة صائبة وسهلة ويفهمها الجميع الى أنها أخطأت في أسلوب التواصل، لأن الشاب يمارس هذه اللغة في حياته اليومية ويرفضها كلغة تعبيرية للتواصل، خصوصا لما تخرج للعموم أو تكتبها على غلاف المنتوج، علما أن عدد من المنتوجات التي تسوق في المحلات التجارية لا يتم فيها الإشارة الى صنفها والى ماذا تصلح، مخافة رفضها من طرف المغربي الذي يفرض الرقابة على باقي أشقائه المغاربة.

 

وأوضح فريدي أنه كان بالإمكان الرفع من مستوى اللغة المستعملة عبر توظيف لغة الملحون مثلا التي لا يرفضها المجتمع المغربي؛ مشيرا بأن المشكلة ليست في جذب انتباه المستهلك عبر استعمال عبارات الحب، بل المشكل يكمن في عدم استحضار محطتين كبريتين وهما البائع بالجملة، والبائع بالتقسيط (مول الحانوت)، وهنا يكمن الخطأ في التسويق الذي ارتكبته الشركة، حيث لم تفكر في ردة فعل دورة التوزيع، كما أنها لم تستحضر ردة فعل رب الأسرة الذي يقتني المنتوج لأبنائه الصغار.. مضيفا أن هناك ذكاء من طرف الشركة في التواصل مع جزء من جمهورها أي الشباب والأطفال في ظل المنافسة القوية لمنتجات أخرى قادمة من تركيا وبلدان أخرى، ولكنها أخطأت بعدم استحضار المجتمع، كما أنها أغفلت أن منتوجها لا يسوق عبر الإنترنيت بل عبر شبكة التوزيع، وإذا تم رفض المنتوج من طرف شبكة التوزيع، فالأجدر بالشركة أداء "صلاة الغائب" على منتوجها.

 

وأشار فريدي أن الحب حقيقة في المجتمع المغربي، ولكن لا يمكن الإفصاح عن ذلك لكوننا في مجتمع يتخيل نفسه مجتمعا محافظا، كما أن القانون لا يعترف بالعلاقات العاطفية خارج مؤسسة الزواج، والواقع لا يعلى عليه حسب خبراء التواصل في العالم، الأمر الذي يفرض وضع استراتيجية تواصلية تراعي خصوصية أي مجتمع، بدل عملية إسقاط ما تعتبره بعض الشركات شيئا جميلا على ما يعتبره المجتمع شيئا قبيحا. فالمجتمع، يضيف فريدي، يرفض أن تنشر عن طريق الإشهار أو الصحافة صورة مغايرة لما يتخيله، إذ أن المجتمع المغربي ما زال يرفض الحديث عن الحب أو الاحتفال بعيد الحب، وشركة "بيمو" فضلت الذهاب بسرعة أكبر من سرعة المجتمع الذي يسير بتذبذب، علما أن القوانين الجنائية هي الأخرى لا تعترف بالعلاقات العاطفية أو العلاقة بين الخطيب وخطيبته، الأمر الذي قد يعرض عدد من الأشخاص للاعتقال، وبالتالي لا مجال للحديث عن الحب في غلاف منتوج موجه للشباب...