السبت 18 مايو 2024
اقتصاد

فلاحون: غلاء الأعلاف ليس بسبب الجفاف بل بسبب شرود الحكومة

 
 
فلاحون: غلاء الأعلاف ليس بسبب الجفاف بل بسبب شرود الحكومة غلاء الأعلاف في الأسواق الأسبوعية لا علاقة له بالجفاف

"عَامْ كْحَلْ. مَا فِيهْ مَا يَتْشَافْ وَلَا يْفَرَّحْ. الله يَرْزَقْنَا اَلشْتَا وَالرَّحْمَةْ مَنْ عَنْدْ مُولَانَا"؛ هذا البوح الواقعي خلاصة قول يتقاسمه أغلب الفلاحين البسطاء ببعض الأسواق الأسبوعية بالعديد من المناطق التي لم تصلها قطرات الغيث بعد موسم الحرث.

 

صورة سوداء رسمها القرويون الذين أنهك الجوع والعطش بهائمهم ورؤوس أغنامهم التي لم يستطيعوا بيعها في الأسواق والتخلي عنها لأنها ببساطة تشكل رافدا اقتصاديا في حياتهم ومعيشهم اليومي. "رَاهْ اَلْخَيْمَةْ بْلَا بْهَايْمْ بْحَالْ اَلرَّاجَلْ بْلَا نَفْسْ... رَاهْ لَبْهَايْمْ هُمَا عْمَارَةْ اَلدَّارْ"، يقول "الغوتي" من دكالة.

 

ويحكي المواطن نفسه، بأسى وحرقة، عن حالته التي تشبه حالات الفلاحين البسطاء بالعديد من المناطق القروية بالمغرب بعد أن لم يعد يقوى على رعاية بهائمه ورؤوس أغنامه المنهكة بالقول: "بْقَاوْ فِيَّا غِيرْ لَبْهَيْمَاتْ بَزَّافْ... مَا سْخَايْتْشْ بِيهَمْ نْبِيعْهُمْ فِي اْلسَّوقْ، أُو مَا عَنْدِي مَا نَعْطِيهِمْ...الله يَلْطَفْ بِنَا".

 

وأردف ذات المواطن قائلا بحسرة: "مَا عْرَفْتْشْ آشْ نْدِيرْ أُو فِينْ نَعْطِي رَاسِي. الشْتَا مَا صَبَّتَشْ، وَالرْبِيعْ مَا كَايْنْ. واَلْعَلْفْ غَالِي بْلَا قْيَاسْ. واَلْحَمْدُ لِلَهْ عِلَى كُلِ حَالْ. اَلْيَدْ قْصِيرَةْ وَالْعَيْنْ بْصِيرَةْ... اَللَهْ يْكُونْ فِي اَلْعَوْنْ. ويْشُوفْ مَنْ حَالْ اَلْمَسْكِينْ".

 

جولة في أي سوق أسبوعي، وخصوصا برحبة بيع الأعلاف والكلأ، تكشف وقع غلاء مختلف أنواع العلف على نفوس البسطاء من ساكنة عاملنا القروي. ارتفاع صاروخي دون رقيب ولا حسيب يؤكد بأن الفلاح البسيط ترك لحاله بين مطرقة انحباس المطر وسندان محتكري الأعلاف من تجار المآسي، وشرود الحكومة.

 

فهل يعقل أن يرتفع ثمن "اَلْبَالَةْ تَاعْ اَلتِّبْنْ" التي لم تكن تتجاوز (200 ريال أي 10 دراهم) حيث أصبحت اليوم بسعر (700 ريال أي 35 درهم). أما علف الشَّمَنْذَرْ الذي كان الفلاح يشتريه بثمن (1200 ريال أي 60 درهم للقنطار)، فقد وصل اليوم (لـ 4000 ريال أي 200 درهم للقنطار)؛ وعلف اَلنُّخَالَةْ كان ثمنه لا يتجاوز (1200 ريال  أي 60 درهم القناطر) أصبح ثمنها اليوم (بـ 3000 ريال أي 150 درهم).

 

أغلب البسطاء ممن قهرهم الارتفاع الصاروخي لثمن الأعلاف بالأسواق الأسبوعية بالعالم القروي يصفون هذا الفعل بـ "هَذَا رَاهْ مُنْكَرْ"، ويحملون لتجار الأزمات والمآسي مسؤولية الارتفاع الصاروخي لثمن الأعلاف "التجار يحتكرون العلف، ويضاربون فيه دون حسيب أو رقيب، والسلطات الوصية والمعنية لا تحرك ساكنا".

 

واعتبر بعض هؤلاء الفلاحين المقهورين بأن غلاء الأعلاف في الأسواق الأسبوعية لا علاقة له بالجفاف، بل أن سببه الرئيسي هو "جفاف القلوب وجفاف الضمائر. وأن الجفاف يصنعه الفاسدون والمفسدون من من تجار الأزمات والمآسي".

 

وطالبت عدة أصوات من الحكومة أن تتحرك بشكل عاجل من أجل دعم الفلاح البسيط بالأعلاف لإنقاذ رؤوس الأغنام والأبقار والبهائم التي أصبحت في متناول نوع آخر من المضاربين والمحتكرين في الأسواق الأسبوعية، حيث يقدمون على شرائها بأبخس الأثمان، ويستفيدون من أرباحها الفاحشة بعد أن تعرض كلحوم للمستهلك.