الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الله بوشطارت: في أصل تسمية السينغال وأسماء الأنهار بشمال إفريقيا

عبد الله بوشطارت: في أصل تسمية السينغال وأسماء الأنهار بشمال إفريقيا عبد الله بوشطارت

السينغال بلد أفريقي جميل، يوجد جنوب بلاد الأمازيغ أو ما يسميه ابن خلدون بـ "بلاد البربر". تحدث العديد من المؤرخين واللسانيين القدماء والمعاصرين أن أصل تسمية السينغال يعود إلى اللغة الأمازيغية، بحكم أن الأمازيغ كانوا ينتشرون على ضفتي نهر السينغال، وأطلقوا هذه التسمية على النهر. ويمكن أن تكون التسمية ممتحة من كلمتين، الأولى هي اسنگار /ⴰⵙⵏⴳⴰⵔ وتحول حرف الراء إلى حرف اللام، أما المترادفة الثانية هي أسنگال التي جاءت بدورها من كلمة أنگال ⴰⵏⴳⴰⵍ. وبالتالي تبقى التسمية أمازيغية لأن الامازيغ كانوا يستقرون وينتشرون على ضفاف النهر ويستغلونه في الزراعة والرعي.

 

وما لا يعرفه الكثير أن كل الأنهار الكبرى في شمال إفريقيا والصحراء الكبرى تحمل أسماء أمازيغية، منها نهر النيجر الذي يتفق أغلب الباحثين والجغرافيين أن التسمية أمازيغية أطلقها التوارگ أمازيغ الصحراء على هذا النهر العظيم الذي يسيطر التوارگ على مجالات مهمة خاصة المناطق التي توجد من ضواحي تنبكتو إلى المناطق التابعة لدولة النيجر حاليا، وتوجد منطقة بصحراء المغرب تحمل تسمية قريبة جدا من تسمية النيجر وهي نگجير، ومنها تم اقتباس تسمية فندق يوجد بساحة الدشيرة وسط مدينة العيون.

 

أما نهر النيل العظيم فهو الاخر سماه الأمازيغ القدماء الذين يطلق عليهم بالليبين، والتسمية تعني أسيف ن إيل ⴰⵙⵉⴼ ⵏ ⵉⵢⵍ لأن الامازيغ يشبهون سيول النيل بالبحر، على اعتبار أن كلمة إيل ⵉⵢⵍ تعني البحر.

 

ورغم ذلك، نهر السينغال يبقى أجمل من نهر النيل، وهو قريب جدا منا ونحن قريبون منه.