الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

آدم بوهلال: المؤتمر القادم لحزب الوردة سيكون محطة للإقلاع ومحطة لدفن تجار الخزعبلات

آدم بوهلال: المؤتمر القادم لحزب الوردة سيكون محطة للإقلاع ومحطة لدفن تجار الخزعبلات آدم بوهلال

يبسط آدم بوهلال، المناضل في صفوف حزب " الوردة" بسيدي البرنوصي في الدار البيضاء، في هذا الحوار الذي أجرته معه "أنفاس بريس"،  السياقات التي سينعقد فيها المؤتمر 11 للحزب. وتوقف بوهلال عند الجدل الذي رافق قضية الولاية الثالثة، معتبرا أن حزب " الوردة، صمد في العديد من المحطات التاريخية في وجه الهزات لأنه حزب خرج من رحم الوطن:

 

يستعد حزب الوردة لعقد مؤتمره 11 في أواخر يناير 2022، وهو الاستعداد الذي رافقته سجلات وخلافات حول التحضيرات خصوصا بعد تغيير القانون الداخلي من طرف المجلس الوطني للتنصيص على الولاية الثالثة. ما الذي يجري داخل البيت الاتحادي وهل فعلا هناك تفكك تنظيمي قد يؤثر على الحزب في المؤتمر القادم؟

أثارتني كلمة البيت في سؤالك وهي إحالة على أن الاتحاد الاشتراكي هو بيت حقيقي لكل الاتحاديين في إشارة إلى أن البيت هو عماد الأسرة. إذن حزبنا هو أسرة كبيرة في وطن كبير وغالي. وأشير كذلك بأن الحديث عن أي تفكك تنظيمي هو مردود عليه والدليل أن التحضير للمؤتمر الحادي عشر يتم في جو من الشفافية والمقاربة التشاركية، مما سيجعل من محطة المؤتمر محطة إقلاع جديد للحزب.

والآن تتم دراسة الوثيقة السياسية والتنظيمية للمؤتمر في جو أخوي نضالي بحيث سيتم إغناؤهما من طرف المناضلين والمناضلات على أساس اعتمادهما في المؤتمر الذي سيبقى هو الفيصل في تحديد مستقبل الحزب.

راكم الحزب على مدى عقود خبرة مهمة وكان مشتلا للأطر وللكفاءات، لكن المفارقة أن الحزب اليوم يتهم بأنه غير قادر على إنجاب قادة لتحقيق دوران النخب، ما هو السبب في ذلك في نظرك؟

الاتحاد الاشتراكي ومنذ القدم هو حزب للطاقات والكفاءات في جميع المجالات، وهناك العديد من النخب والفعاليات التي تقلدت مسؤوليات تنظيمية أو حزبية أو وطنية في الحكومة وفي مؤسسات أخرى. بالعكس لننظر إلى الجيل الجديد من المناضلين الآن الذين يساهمون في التنظيم وفي جميع المحطات الانتخابية والانتدابية مناضلين وأطر يلتحقون بالحزب يوميا، حتى خارج وقت الاستحقاقات الانتخابية ويطلبون الانتماء للحزب بالرغم من أن هناك مناضلين ومناضلات يفضلون البقاء في الظل بالرغم من الكفاءات العالية التي يتوفرون عليها. فلا أزمة نخب بالحزب والدليل هو الدماء الجديدة التي تنهمر داخل الأسرة الاتحادية. ويبقى الاتحاد شامخا بمناضليه ومناضلاته من كل الأطياف المجتمعية حزبا للقوات الشعبية وهو اسم على مسمى.

استطاع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الصمود على امتداد سنوات الاستقلال فرغم كل الهزات السياسية والتنظيمية التي شملت عددا من الأحزاب الوطنية، بما في ذلك داء الانشقاق ظل وجوده قائما. هل يعود ذلك إلى حاجة المغاربة إلى الاتحاد؟ أم أن هذا هو كل ما يوفره العرض الحزبي الحالي؟

تعلم أن حزب الاتحاد الاشتراكي تعرض للعديد من الهزات وانشقاقات، حيث يمكن أن نتكلم كذلك عن تصدعات تنظيمية لكن في كل مرة يخرج الحزب قويا. فلو تعرض حزب آخر لما تعرض له حزبنا لكان مصيره الاندثار مند زمان، ولكن لأن للاتحاد امتدادات شعبية ومبني على أسس تنظيمية قوية فإنه دائما يخرج أقوى من السابق شامخا.

الأكيد أن التاريخ لا يمكن أن ينفي ما بذله السلف من المناضلين من أجل استمرارية الحزب وتوجهه وتوهجه يمكن أن ننظر إلى الساحة السياسية وبتقييم صغير، سنرى يمينا ويسارا الوضعية الكارثة للشأن الحزبي الوطني دون أن ننسى الدور الذي لعبه الاتحاد مند الاستقلال، مرورا بحكومة التناوب وإلى اليوم.

وبالرغم من كل الهزات يبقى الاتحاد أمل كل المغاربة التواقين لمستقبل زاهر واضعين شعارهم الوطن أولا والحزب دائما.

ألا تبدو لدى الحزبيين اليوم حاجة ماسة إلى مقاربة جديدة للعمل الحزبي مثل ضرورة ربط الاتصال بالمغرب العميق، والتجاوب الميداني مع المواطنين في المدن والقرى للإنصات إلى حاجياتهم، إذ يبدو أن هذا الاتصال هو الحلقة المفقودة لدى اليسار عموما، فيما ظل ذلك هو نقطة قوة الأصوليين؟

أكيد أن التواصل مع الساكنة هو صلب اهتمامات مناضلي ومناضلات الحزب، الهدف من ذلك التعرف عن كتب عن انشغالات كل المواطنين والمواطنات وإيجاد الحلول الملائمة لمطالبهم والوقوف إلى جانبهم هذا الهدف الأسمى الذي يجعل من حزب الاتحاد حزب للقوات الشعبية وامتداد حقيقي داخل المجتمع من خلال كل القطاعات الحية تجار وعمال وفلاحين وطلبة وشباب وقطاعين عام وخاص والحزب له حضور قوي داخل مجموعة من التنظيمات الجمعوية والحقوقية والنقابية ويبقى التواجد اليومي داخل المجتمع المغربي هو السبيل الوحيد لإشعاع الحزب وتطوره ونجاحه.

هل يبدو لكم أن الحزب من موقع المعارضة اليوم يقوم بما ينيطه به هذا الموقع، أم أن مشاركته في العمل التنفيذي خلال التجارب الحكومية السابقة قد أضاعت عذريته السياسية، وأفقدته بالتالي مشروعيته الشعبية؟

لاشك أن الحزب مستعد للعمل في أي موقع كان سواء في الأغلبية أو المعارضة، ومما لاشك فيه أن المشاركة في التدبير الحكومي من خلال التجارب السابقة بقدر ما قوى الوطن بقدر ما أدى إلى تراجع الحزب، وهو مسألة منطقية لأن انتظارات المواطنين كبيرة ولابد أن تصطدم مع التفاعل الايجابي مع احتياجات الموازنة للدولة. ولكن عموما تجربة التناوب ستبقى طوق النجاة الذي بالرغم من كل ما قيل، كان لها دور فعال وإنجاز قوي برئاسة المرحوم عبد الرحمن اليوسفي القائد والمناضل الاتحادي الذي قاد تجربة التناوب بكل وطنية وتفاني ونكران الذات.

كيف تقيم أداء الحزب على المستوى التمثيلي في البرلمان وفي الهيئات المحلية والمنتخبة وخاصة بجهة البيضاء سطات التي تنتمي اليها؟

تعلم بأن نتائج الانتخابات الأخيرة بوأت حزبنا مكانة متقدمة سواء داخل البرلمان أو المؤسسات المنتخبة المحلية والجهوية، وبوادر العمل الفعال للفريق الاشتراكي تبدو جلية للعيان من خلال الحضور القوي داخل المؤسسة التشريعية من خلال الأسئلة الشفوية أو الكتابية وكذلك داخل اللجان. وسيكون الاتحاد قائدا للمعارضة كأكبر فريق معارض داخل البرلمان. أما على المستوى المحلي كان لنا أمل أن يكون حضورنا داخل جماعة الدار البيضاء أو الجهة قويا، ولكن بالرغم من كل ذلك سيحاول مستشارونا بهذه المؤسسات القيام بالأدوار الموكلة لهم على أحسن وجه دون أن ننسى الحضور الفعال داخل مختلف المقاطعات الجماعية لمدينة الدار البيضاء. كل هذا سيجعل من الحزب تلك القاطرة التي من خلالها سيتم إيصال اهتمامات وانتقادات الساكنة، على أمل أن يتم تقوية قواعد الحزب للتحضير للاستحقاقات المقبلة لتدعيم حضور الحزب مستقبلا.

هل أنت متفائل بالنسبة لمستقبل حزب الوردة؟

سيبقى الاتحاد حزبا للكبار، نحتاج مرة في كل مرة أن نغالب عواطفنا الجياشة اتجاه هذا الحزب العتيد الذي نكن له كل مشاعر الحب والوفاء ونتساءل هل ننتقد أم نساير التيار؟

لقد تعلمنا ونحن صغار في حزب الكبار أن النقد البناء لا يفسد للود قضية وأن كل تراتيل الرثاء والبكائيات لن تفيد في زمن جديد يكابر من أجل أن يجد له مكانا في الأفق.

تعلمنا أن الاتحاد هو الأسرة الكبيرة، وتعلمنا أن الاتحاد هو المدرسة التي أنجبت وتنجب الأطر في كل المجالات والقطاعات فأين نحن من كل ذلك.

رجاء لندع حزبنا يشق طريق البناء إن أردنا أن نفي شهداءنا ومناضلينا أحلامهم في مغرب الأمل. فلنشاهد مدى الاهتمام الذي يلقاه حزبنا لدى عامة القوات الشعبية.

الكل يتحدث عن الاتحاد عن الكتابة الأولى حيث أصبح الأمر شورى بيننا فما العمل.

بكل مشاعر النضال رجاء اتركوا الخلافات جانبا واتركوا حتى الخزعبلات جانبا، ودعموا الحزب أولا وليبقى المغرب دائما.