الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

أحمد نور الدين: الجزائر انتزعت 10 آلاف طفل من تندوف لتدريبهم على السلاح

أحمد نور الدين: الجزائر انتزعت 10 آلاف طفل من تندوف لتدريبهم على السلاح أحمد نور الدين يفضح جريمة تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف التي يقترفها النظام الجزائري

قال المحلل السياسي والباحث في شؤون الصحراء، أحمد نور الدين، إن هناك قرابة عشرة آلاف طفل تم انتزاعهم من عائلاتهم قصرا، منذ السبعينات حتى اليوم، منهم من أصبح شابا أو كهلا، وإبعادهم إلى المعسكر الكوبي الشيوعي الكستري، لشحنهم بالإيديولوجيا الشيوعية، وتجريدهم من ثقافتهم الأصلية ومن عقيدتهم الإسلامية، وتدريبهم على السلاح في معسكرات الخزي والعار، بدل إدخالهم إلى المدارس لتلقي الدروس التربوية والتعليمية والقيم الإنسانية، والمحبة الإخاء العالميين، وبعدها يتم تجنديهم في مخيمات العار تندوف، وهي جرائم مازالت ترتكبها الجبهة الانفصالية وحاضنتها الجزائر، ضدا على كل المواثيق والمعاهدات التي تحمي حقوق الطفل الطبيعية، من تعليم وأسرة حاضنة، ضاربة، الجزائر وكيانها الوهمي، عرض الحائط كل الاتفاقيات والمعاهدات التي تنص في ديباجتها على الحقوق الشرعية والثابتة للطفل.

 

وأضاف أحمد نور الدين، في حوار له مع قناة M24، أن العقل الجزائري الدبلوماسي والعسكري بمشروعه الوهمي لهذا الكيان المصطنع، منذ 1975 وهو يتجه رأسا نحو الأطفال، بعد انتزاعهم من أحضان عائلاتهم، واقناعهم بهذا المشروع المسخ الذي هو كيان وهمي لا وجود له، لا في التاريخ ولا في الجغرافيا لهذه المنطقة، لأن الطفل تكون صفحته بيضاء، فيكتبون عليها ما يشاؤون من التضليل التربوي والإعلامي والحشو الايديولوجي، حيث يتم شحنهم بالإيديولوجيا المناقضة لثقافتهم الأصلية، وشحنها بالأكاذيب التاريخية، وكل متتبع لمسار ما تقوم به الجزائر بدقة، انطلق مع بداية تأسيس الجبهة الانفصالية، والذين أسسوها هم طلبة مغاربة كانون يدرسون في جامعات مغربية بعدما تم استقدامهم عن طريق جيش التحرير المغربي، وهؤلاء الشباب الذين بهم تم تأسيس الجبهة الانفصالية، كانوا يعلمون أنهم مغاربة وآباءهم مغاربة، منه كان في جيش التحرير في الجنوب ومنهم من كان في القوات المسلحة الملكية.

 

ووقف نور الدين على مثال لأحد المغرر بهم،  فعائلته ما زالت تقيم في مدينة العيون، والده كان عضوا في جيش التحرير وأيضا في القوات المسلحة الملكية، والابن كان وزيرا في الجبهة الانفصالية، وبالتالي فهؤلاء لا يمكنهم أن ينكروا تاريخهم المغربي، لذلك تم التركيز على الأطفال لإحداث القطيعة، بين انتماءهم للوطن المغرب وللقبائل الصحراوية التي لها امتدادات داخل المغرب من شماله إلى جنوبه. ومن هنا بدأت سلسلة الانتهاكات الجسيمة في حقوق الأطفال، انتزاعهم من عائلاتهم وشحنهم بإيديولوجيا مناقضة لثقافتهم الاصيلة، وبالكراهية، وإبعادهم إلى أبعد نقطة جغرافيا بالنسبة للمغرب وهي كوبا.

 

وفي ظل كل هذه الانتهاكات الصارخة، ولكل ما يقع في مخيمات تندوف في حق الاطفال، يضيف نور الدين، فكل مخيمات اللاجئين في العالم تخضع لاتفاقيات ولمعاهدات، ولقانون الدولة المضيفة وهي الجزائر، والحال أنه المخيم الوحيد في العالم الذي لا يخضع لأي قانون. وإذا كان عكس ذلك فإن أول القوانين التي يجب أن تطبق هو احصاء الساكنة، لأن الاحصاء يعطي حقوقا للاجئين، فبغض النظر عن الأرقام، فالإشكال الحقوقي هو ما  تقترفه الجزائر في حق هؤلاء المحتجزين في مخيمات تندوف، فهم ليست لهم اية حقوق، لا في التنقل داخل الدولة المضيفة أو التعليم أو الشغل بالنسبة للكبار، فهو محاصرون، وبالتالي فهي تعتبر هؤلاء المحاصرين من أطفال وكهول وعائلات داخل هذه المخيمات أصل تجاري، ومن غير هذا الأصل التجاري، فالجزائر تعرف جيدا أن ملف الصحراء سيطوى إلى غير رجعة، وبالتالي تحرص على ابقاءهم في هذا السجن المفتوح على الفضاء.

 

وإضافة إلى هذا الاستغلال البشع في حق هؤلاء المحتجزين في مخيمات العار، أشار نور الدين إلى بروتوكول وقعته عليه من الجزائر والجبهة الانفصالية سنة 1998، يقضي بإعادة المدنيين والأطفال والنساء إلى موطنهم الأصلي، في العيون والسمارة وغيرها، لكن الجزائر والجبهة ترفضان إلى اليوم تنفيذ هذا البروتوكول، إضافة إلى توقيف تبادل الزيارات العائلية منذ 2008، والذي أصدر فيه مجلس الأمن قرارات بهدف بناء الثقة بين أطراف النزاع. وبالتالي فجريمة الجبهة الانفصالية ومن وراءها المحتضن لها وهو النظام الجزائري، ما اقترفوه في حق أطفال في عمر الزهور، مازالوا يستغلونهم في أعمال عسكرية ضدا على كل المواثيق الدولية والمعاهدات في هذا الشأن، ومن هنا دعا نور الدين جميع المنظمات وهيئات المجتمع المدني للتحرك للحد من هذا الاستغلال البشع للأطفال والنساء داخل مخيمات العار...