يعرف الوطن او الموطن على انه المكان الذي يستقر فيه الانسان ويحقق فيه الامان ويكتسب فيه حقوق ويؤدي واجبات في اطار مجموعة بشرية موحدة او مجموعات بشرية مختلفة وكل ذلك في اطار تنظيم سياسي يسمى الدولة لهذا يمكن اعتبار الوطن وجه اخر للدولة، اما الوطنية فهي امر اعمق بكثير من فكرة الوطن، لكونها تتعدى البعد المادي الى البعد الروحي والرمزي، يمثله الانتماء والارتباط الافقي بالمجموعة البشرية المشكلة للوطن، والارتباط العمودي بالأرض وتجلياتها الحضارية والتاريخية والأنثروبولوجيا، ارتباط روحي مجرد لا يخضع لمنطق عقلي ولا لحسابات مصلحية، بل يخضع لهوى وجداني خاص، غير قابل للتفسير سوى بواسطة قيم الحب والصدق والوفاء.
بناء على هذا التحديد لمفهوم الوطن والوطنية، يمكن قياس درجة ارتباط الشعبين الايراني الاسرائيلي تجاوزا بالوطن وتمظهرات وطنتيهما خلال تبادل الهجمات بين دولة الاحتلال و ايران، و سنعتمد على المشاهد و الاخبار المنقولة على القنوات الإخبارية لطريقة تفاعل الشعبين تجاوزا مع حدث الحرب لنفهم جيدا اصول علاقة الشعب بالأرض.
فأي متتبع للحرب الدائرة هناك سيلاحظ صور لهروب الاسرائيليين الى خارج البلاد سواء الى قبرص واليونان او غيرها من الدول خوفا على ارواحهم، هي غريزة مبررة طبيعيا بحب البقاء، في المقابل شعب إيراني صامد و داعم لدولته ووطنه ولعمليات جيشه للرد والذود عن الوطن فلم نشهد نزوحا داخل الوطن ولا هروبا خارجه، دون ان نتغافل سلوك العمالة التي لم يتضح لحدود الساعة من خلفها وهي تبقى سلوكيات فردية ومحدودة اذا ثبت ان افرادها إيرانيون وليسوا أجانب. نعم الايراني مثل الاسرائيلي يمكنه ان يهرب في اتجاه دولة اخرى او وطن اخر استجابة لغريزة حب البقاء وحفاضا على مصالحه الخاصة اليس الامر عادي من منظور براغماتي عقلاني؟ في زمن تراجعت فيه القيم الانسانية السامية وقيم النبالة والشجاعة والكرم ...لكن الامر لم يحصل رغم ان السماء تمطرهم قنابل إسرائيلية وأمريكية.
الجواب على المفارقة نجده في البعد الرمزي والروحي للوطن المسمى وطنية، ان الوطنية هي القيمة الوحيدة القادرة على الغاء كل المصالح لدى المواطن وتجعل مصلحة الوطن أسمى من كل المصالح الشخصية، بل يرقى الوطن الى كينونة وتصبح قيمته أغلى من ارواح كل من ينتمي اليه، موجبا التطوع للتضحية من اجله بكل إرادة حرة.
تفسير ارتباط الايراني بالوطن نابع من هذا الانتماء الصادق للوطن والمسمى وطنية، شعب ايراني فارسي ضارب جذوره في تاريه المنطقة تشهد عليه الحضارات التي مرت منها في المقابل مستوطن اسرائيلي هارب، لا تربطه بالأرض الفلسطينية سوى علاقة الاحتلال والاستغلال وتنتفي بينه وبين ارض فلسطين اي علاقة انتماء وجداني، شعب تم تجميعه في إطار دولة ورمية تم استنباتها بأمر امبريالي استعماري لحماية مصالح الغرب بالمنطقة.
ان الذي يؤكد تصور الوطنية بمثابة النقطة الجوهرية والمركزية في فهم ارتباط الشعوب بأوطانها، هي حركة المقاومة سواء على المستوى الوطني او في مناطق التي استعمرت خلال القرن الماضي، مقاومة مغربية ضحت بأرواحها من اجل تحقيق الاستقلال والانعتاق من الاستعمار رغم الاغراءات التي اوهم بها المستعمر للشعب المغربي بتحقيق الرخاء ووضع أفضل مقابل القبول ببقائه محتلا للوطن.
ان الانتماء للوطن لا يمكن ان يكون له تأثير وجداني إذا كان مرتبطا فقط بمصالح دون امتداد تاريخي أنثربولوجي عريق على غرار المستوطن الإسرائيلي ولا يمكن ان يرقى الى امتلاك وجدان الوطنية، في حين ان وجدان الوطنية قادر ان يجعل الشعب ينفي ذاته من اجل الوطن مقتنعا ان جذوره مغروسة في الوطن وان امتداد وجوده من امتداد الوطن.
خلاصة القول أن الوطن وروح الوطنية لا تقبل التشدق بهما اثناء فترة السلام ونمو المصالح الشخصية بل تنكشف أثناء الازمات عندها يسجل التاريخ من يصمد ويضحي من اجل الوطن ومن يهرب حماية لمصالحه الخاصة. حينها فقط يتم الفرز الحقيقي بين الصدق والزيف في تبني شعارات الوطنية وحب الوطن.
بناء على هذا التحديد لمفهوم الوطن والوطنية، يمكن قياس درجة ارتباط الشعبين الايراني الاسرائيلي تجاوزا بالوطن وتمظهرات وطنتيهما خلال تبادل الهجمات بين دولة الاحتلال و ايران، و سنعتمد على المشاهد و الاخبار المنقولة على القنوات الإخبارية لطريقة تفاعل الشعبين تجاوزا مع حدث الحرب لنفهم جيدا اصول علاقة الشعب بالأرض.
فأي متتبع للحرب الدائرة هناك سيلاحظ صور لهروب الاسرائيليين الى خارج البلاد سواء الى قبرص واليونان او غيرها من الدول خوفا على ارواحهم، هي غريزة مبررة طبيعيا بحب البقاء، في المقابل شعب إيراني صامد و داعم لدولته ووطنه ولعمليات جيشه للرد والذود عن الوطن فلم نشهد نزوحا داخل الوطن ولا هروبا خارجه، دون ان نتغافل سلوك العمالة التي لم يتضح لحدود الساعة من خلفها وهي تبقى سلوكيات فردية ومحدودة اذا ثبت ان افرادها إيرانيون وليسوا أجانب. نعم الايراني مثل الاسرائيلي يمكنه ان يهرب في اتجاه دولة اخرى او وطن اخر استجابة لغريزة حب البقاء وحفاضا على مصالحه الخاصة اليس الامر عادي من منظور براغماتي عقلاني؟ في زمن تراجعت فيه القيم الانسانية السامية وقيم النبالة والشجاعة والكرم ...لكن الامر لم يحصل رغم ان السماء تمطرهم قنابل إسرائيلية وأمريكية.
الجواب على المفارقة نجده في البعد الرمزي والروحي للوطن المسمى وطنية، ان الوطنية هي القيمة الوحيدة القادرة على الغاء كل المصالح لدى المواطن وتجعل مصلحة الوطن أسمى من كل المصالح الشخصية، بل يرقى الوطن الى كينونة وتصبح قيمته أغلى من ارواح كل من ينتمي اليه، موجبا التطوع للتضحية من اجله بكل إرادة حرة.
تفسير ارتباط الايراني بالوطن نابع من هذا الانتماء الصادق للوطن والمسمى وطنية، شعب ايراني فارسي ضارب جذوره في تاريه المنطقة تشهد عليه الحضارات التي مرت منها في المقابل مستوطن اسرائيلي هارب، لا تربطه بالأرض الفلسطينية سوى علاقة الاحتلال والاستغلال وتنتفي بينه وبين ارض فلسطين اي علاقة انتماء وجداني، شعب تم تجميعه في إطار دولة ورمية تم استنباتها بأمر امبريالي استعماري لحماية مصالح الغرب بالمنطقة.
ان الذي يؤكد تصور الوطنية بمثابة النقطة الجوهرية والمركزية في فهم ارتباط الشعوب بأوطانها، هي حركة المقاومة سواء على المستوى الوطني او في مناطق التي استعمرت خلال القرن الماضي، مقاومة مغربية ضحت بأرواحها من اجل تحقيق الاستقلال والانعتاق من الاستعمار رغم الاغراءات التي اوهم بها المستعمر للشعب المغربي بتحقيق الرخاء ووضع أفضل مقابل القبول ببقائه محتلا للوطن.
ان الانتماء للوطن لا يمكن ان يكون له تأثير وجداني إذا كان مرتبطا فقط بمصالح دون امتداد تاريخي أنثربولوجي عريق على غرار المستوطن الإسرائيلي ولا يمكن ان يرقى الى امتلاك وجدان الوطنية، في حين ان وجدان الوطنية قادر ان يجعل الشعب ينفي ذاته من اجل الوطن مقتنعا ان جذوره مغروسة في الوطن وان امتداد وجوده من امتداد الوطن.
خلاصة القول أن الوطن وروح الوطنية لا تقبل التشدق بهما اثناء فترة السلام ونمو المصالح الشخصية بل تنكشف أثناء الازمات عندها يسجل التاريخ من يصمد ويضحي من اجل الوطن ومن يهرب حماية لمصالحه الخاصة. حينها فقط يتم الفرز الحقيقي بين الصدق والزيف في تبني شعارات الوطنية وحب الوطن.