الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد بوبكري: جنرالات الجزائر يسيرون ببلدهم وبتونس لتصبحا مستعمرتين روسيتين - إيرانيتين

محمد بوبكري: جنرالات الجزائر يسيرون ببلدهم وبتونس لتصبحا مستعمرتين روسيتين - إيرانيتين محمد بوبكري

يفتخر جنرالات الجزائر بأن وجهة نظر روسيا في ما يتعلق بالصحراء المغربية تتطابق مع وجهة نظرهم. ويبدو لي أن هذا الاعتراف يؤكد أن لهما نفس العقلية، كما أنهما يفكران بالطريقة نفسها،، فأصبحت لهما نفس الرؤية إلى العالم... وهذا ما يفسر أن الروس يتصرفون في أموال الشعب الجزائري مقابل كلمة يقولونها لهم سرا، الأمر الذي يفسر أن جنرالات الجزائر مستعدون لمنح خيرات الشعب الجزائري وأمواله إلى روسيا، ولكل جهة تتبنى موقفهم المعادي للوحدة الترابية المغربية، كما أنهم على أتم الاستعداد للتضحية بكل عناصر الجيش الجزائري خدمة لأوهام مليشيات "البوليساريو". أضف إلى ذلك أنهم لن يترددوا في ترك الشعب الجزائري في فقر مدقع من أجل هذه الميليشيات. وقد لاحظ متتبعون جزائريون للأوضاع الاجتماعية في الجزائر، أنهم لم يروا يوما أفرادا من هذه الميليشيات يتسولون في الشوارع، كما أنهم لم يسمعوا بآن أحدا منهم مارس الهجرة السرية. وإذا كان الجزائريون يعيشون في بلاد الغربة في الدول الأوروبية، هربا من حياة البؤس في الجزائر، فإن أفراد مليشيات "البوليساريو"، لم يهاجروا إلى البلدان الأوروبية، حيث لا يراهم المهاجرون الجزائريون هناك. ويعود ذلك إلى أنهم يعيشون في الخير العميم  في الجزائر، وذلك على عكس الجزائريين الذين فرضت عليهم قساوة العيش في الجزائر الهجرة إلى مختلف البلدان الأوروبية...

 

هكذا، فإن جنرالات الجزائر ينفقون الآن  أموال الشعب الجزائري على روسيا من آجل مليشيات "البوليساريو"، كما أنهم يمولون كل المشاريع الروسية التوسعية في أفريقيا مقابل حصولهم مساندتهم في قضية الصحراء المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن حكام الجزائر قد حولوا قضية الصحراء المغربية إلى تجارة منظمة، حيث يعقدون الصفقات باسم الدفاع عن مليشيات "البوليساريو"، كما آنهم ينهبون الدعم الذي يتوصل به المحتجزون في مخيمات. "تندوف"، حيث نفخ الجنرالات في أعدادهم ويرفضون إحصاءهم، مخافة أن يتأكد للعالم أنهم ليسوا في أغلبيتهم صحراويي الأصل والمنحدر، فينكشف كذبهم. هكذا فإن الجنرالات يعادون استكمال المغرب لوحدته الترابية، لآنهم يتوهمون التوسع على حسابه. وبذلك، فهم يعيشون في وهم ورثوه عن "هواري بومدين"، ما يفسر تحول "وزير خارجية الجنرالات" "رمطان لعمارة" إلى ناطق رسمي باسم مليشيات "البوليساريو"، حيث إنه لم يعد ناطقا رسميا باسم الجزائر. فالجنرالات مستعدون لدفع كل أموال الشعب الجزائري، وكل عائدات المحروقات الجزائرية من أجل الحصول على دعم بعض القوى العظمى، نصرة لمليشيات "البوليساريو"، كما انهم ينفقون ملايير الدولارات عليها؛ فهم يمولونها ويسلحونها، لكن دون جدوى، حيث إن جميع أعضاء مجلس الأمن لم يصوتوا ضد المقترح الأمريكي الذي يدعو إلى الحكم الذاتي، وتمديد مهمة القوات الأممية لحفظ السلام "المينورسو" لعهدة أخرى. وهذا ما يفيد فشل دبلوماسية جنرالات الجزائر، وانهيار صورتهم دوليا، حيث لم يعد لهم أي تأثير في الشرق الأوسط، ولا في أفريقيا، ولا في كل القارات؛ فالعالم قد تخلى عنهم، لأنه أدرك كذبهم وتضليلهم ومؤامراتهم، ما جعلهم بدون مصداقية في أعين أغلبية الدول. إضافة إلى ذلك، فإن جنرالات الجزائر يغطون سفريات مليشيات "البوليساريو"، حيث يقومون بدفع نفقات تنقلهم  بين مختلف عواصم العالم وإقامتهم في أفخم فنادقها، كما أنهم يدفعون نفقات "سفارات" هذه المليشيات  في الخارج، ومرتبات القائمين  عليها وموظفيها. فوق ذلك، إنهم يشترون لهم الدعم الدبلوماسي بجبال ملايير الدولارات في مختلف المحافل الدولية. لكن سحر الجنرالات قد انقلب عليهم وأصبحوا معزولين دوليا، بل إن أصدقاءهم قد تخلوا عنهم، حيث إن كلا من حكام تونس و"النيجير" قد تلقوا ملايير الدولارات من قبل جنرالات الجزائر، ولم يصوتوا لصالحهم خلال انعقاد مجلس الأمن الأخير، ما يؤكد أن أصدقاء الجنرالات قد بدأوا يتخلون عنهم واحدا تلو الآخر، فاشتدت حدة سعار حكام  الجزائر، فملأت الوجود صراخا وعويلا..

 

هكذا، يرى بعض الخبراء أن حكام الجزائر مستعدون للتنازل عن الجزائر، مقابل إلحاقهم للهزيمة بالمغرب، ما جعلهم تابعين لكل من روسيا وإيران، حيث حولوا البلاد إلى قاعدة للانتشار الروسي والإيراني في أفريقيا، خدمة لأطماعهما ومصالحهما الاستراتيجية في هذه القارة. لذلك، فقد تحول جنرالات الجزائر إلى أداة لكل من الاستعمار الروسي والإيراني في هذه المنطقة، الآمر الذي جعل جنرالات الجزائر ينخرطون بقوة في مساندة جماعات إرهابية في دول الساحل لزعزعة استقرار دول هذه المنطقة بهدف إضعافها من أجل التحكم فيها. وقد ورد مؤخرا في مواقع استخبارية بمنطقة الساحل أن مدير المخابرات الجزائرية ومساعدوه يقومون بزيارات متعددة لشمال دولة "مالي" بهدف الاجتماع بقادة القاعدة هناك. وهذ أمر قد صار معلوما لدى الدول العظمى، التي قد تقوم برد فعل قوي قد يطيح بحكام الجزائر بعد عزلهم عن العالم...

 

وإذا كان "قيس سعيد" قد انقلب على كل مؤسسات بلاده، وأصبح حاكما مطلقا متسلطا على تونس، فإن هذا راجع إلى أنه قد قرأ دستور بلاده قراءة حرفية خطية، جعلته يؤول هذا الدستور حسب هوى التسلط الذي استولى على عقله وروحه. وبذلك، يكون هذا الرجل قد قدم الدليل على أنه لا يدرك في السياسة فتيلا، ما لا يؤهله لحكم تونس، ولا لخدمة الوطن.. وللتدليل على ذلك، فإن تبعية تونس لحكام الجزائر تعني تفرط "قيس سعيد" في استقلال بلاده، حيث إنه يسير في اتجاه خضوع حكام الجزائر لحكام روسيا وإيران، وهذا ما سيجعل تونس ترزح تحت نير سلطة هذين البلدين، ما يعني أن قوات "الفاغنر" الروسية ومليشيات "حزب الله" ستفوزان تونس، ولن يكون في مستطاع "قيس سعيد" إخراجهما من تونس. وإذا كان معلوما لدى الجميع أن حكام الجزائر قد أدخلوا هاتين القوتين إلى "مالي" من أجل تثبيت وجود روسيا وإيران هناك، فمما لا شك فيه أنهم سيفعلون الشيء نفسه مع تونس. لذلك، ألا يعلم "قيس سعيد" وجماعته أن مليشيات "حزب الله" ومليشيات خاصة سورية تقفان وراء الانفجارات، التي عرفها مرفأ بيروت؟ ألا يدرك حكام تونس أن حزب الله ومليشيات إيرانية قد قاما مؤخرا بمحاولة اغتيال الكاظمي رئيس وزراء العراقي؟ ألا يشكل كل ما حدث في "مالي" وبيروت والعراق درسا مفيدا لـ "قيس سعيد" وجماعته؟… هكذا، فإن هؤلاء يعرضون مستقبل تونس للخطر، ما يعني أنها ستصبح عرضة للاحتلال، وستفقد استقلالها، وستصبح مستعمرة ترزح تحت نير الاستعمار الروسي والإيراني. ألن يؤدي ذلك إلى نشوب حروب أهلية في تونس؟ وهل ستعرف تونس طعم الاستقرار السياسي، إذا استمر "قيس سعيد" في غيه؟، ولماذا لا  يتساءل حكام تونس عن موقف الدول الغربية من تبعيتهم للجزائر؟ ألن تكون لذلك ردو فعلية من قبل الدول الغربية؟...

 

لقد عمل الروس دوما على استغلال ضعف حكام الجزائر وهشاشتهم، فسهل عليهم بيع أسلحتهم إليهم، والحال أن هذه الأسلحة الروسية قد صارت متجاوزة في زمن الثورة الرقمية، ولم تعد صالحة للاستعمال في هذا الزمن؛ إنها مجرد "خردة" بالية. وهذا ما يدل على ضعف مهنية جنرالات الجزائر، الذين لا يكفون عن الافتخار بكونهم يمتلكون أسلحة "فتاكة"، وبكميتها "الهائلة"، أما المغرب، فإنه ملتزم بالصمت، لأنه لا يطبل، ولا يرقص علنا، ولا يعلن أنه يمتلك أسلحة؛ إنه يتميز بالصمت والحكمة، ولا يمارس الدعاية لأسلحته، ما جعله يتسم بالرصانة، ولا يمارس الفولكور، فرحا بامتلاكه لخردة من الأسلحة، التي لا تفيد في شيء. لذلك، فإن المغرب يهتم بالكيف، لا بالكم، لأنه يقتني أسلحة ذات فعالية كبيرة، لأنها مزودة بأنظمة تكنولوجية رفيعة.

 

يفتخر جنرالات الجزائر بكونهم يمتلكون الغاز. ورغم ذلك، فإنهم حرموا الشعب الجزائري منه، حيث لا يوجد الغاز في أغلب المدن والقرى والمؤسسات التعليمية الجزائرية، كما لا توجد تدفئة في أغلب البيوت والمدارس والجامعات والمستشفيات.. أضف إلى ذلك أن الجزائريين يقفون في أغلب المدن في طوابير طويلة لساعات طوال من أجل اقتناء قنينة غاز. كما آن هؤلاء الحكام قد حرموا الشعب الجزائري من الأساسيات الضرورية لعيشه اليومي، حيث تفشت البطالة، وهزلت الأجور، وانخفض الدينار، وجعلوا الشعب يعيش في الفقر والجوع والعطش والبرد، كما آنهم تركوا الأمراض تفتك به، والحال انهم يعالجون أنفسهم وذويهم في مستشفيات أوروبية على حساب الخزينة الجزائرية… وهذا ما يدل على أن هؤلاء الجنرالات عاجزون عن فعل أي شيء في صالح الشعب الجزائري، بل إنهم قادرون فقط على نهب أموال الشعب الجزائري وتمويل مليشيات "البوليساريو" وتسليحها على حساب هذا الشعب، الذي أذاقوه الحرمان، وسلطوا عليه مختلف أساليب القمع ليسكتوا صوته، ويكف عن الاحتجاج على تهميشهم له، وممارستهم للمختلف أساليب القمع الوحشية عليه...

 

وإذا كان حكام الجزائر لا يتوقفون عن تريد عميق صداقتهم مع المسؤولين الإسبان، فإن هؤلاء لا يثقون بهم، لأنهم لا يمتلكون ذرة عقل، كما أن أمزجتهم متقلبة، ويمكن أن ينقلبوا عليهم كما فعلوا مع المغرب. لكن لماذا يتودد حكام الجزائر لحكام إسبانيا؟ إنهم يفعلون ذلك لضمان حماية ممتلكات الجنرالات الطائلة في مختلف المدن الإسبانية، كما أنهم يساعدونهم على تهريب أموال الشعب الجزائري إلى إسبانيا، وتبييضها هناك. فضلا عن ذلك، إنهم لا يسمحون للجنرالات بتهريب الأموال فقط، بل بتهريب البشر أيضا، كما فعلوا مع المدعو "بن بطوش" وغًيره من الانفصاليين وذويهم، حيث يسمحون لهم المساعدة بالعلاج  في المستشفيات الإسبانية على حساب الخزينة الجزائرية، كما أنهم يساعدونهم على اقتناء العقارات وتأسيس الشركات في إسبانيا...