الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

يجيب عنه أبو وائل: لماذا ازداد سعار حكام جمهورية شنقريحستان ضد المغرب؟

يجيب عنه أبو وائل: لماذا ازداد سعار حكام جمهورية شنقريحستان ضد المغرب؟ الملك محمد السادس،والسعيد شنقريحة
قدم أبو وائل الريفي مجموعة من المؤشرات التي تفسر السعار المحموم لعصابة الجزائر ضد المغرب والمغاربة. واستعرض في مقاله المنشور بموقع "شوف تيفي"، دلالات قرار مجلس الأمن الأخير الذي أقبر خطط الجزائر وانتصر لمبادرة الحكم الذاتي.كما لم يفت أبو وائل الريفي التساؤل عن الدور الحقير الذي يلعبه الطوابرية بالمغرب ضد المصالح العليا للبلاد:
لقد أصاب حكام جمهورية شنقريحستان السعار فلم يكتفوا بإغلاق الحدود والأجواء والأنبوب وتهجير مزارعي منطقة العرجة أولاد سليمان، وخاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 2602. أصبح شغل نظام العسكر هو جر المغرب إلى حرب بافتعال رواية اغتيال ثلاثة مواطنين جزائريين في فاتح نونبر بعد تفجير شاحناتهم على الطريق الرابط بين نواكشوط (موريتانيا) وورقلة (جنوب الجزائر) رغم أن الإشاعة أطلقها الإعلام الجزائري قبل بيان الرئاسة وجاء النفي من موريتانيا بشكل رسمي.
حسنا صنع المغرب حين صرح بأنه لن ينجر إلى حرب لا رابح فيها ولا نتيجة لها سوى إغراق المنطقة في دوامة العنف وزعزعة الاستقرار الإقليمي. وكما أن المغرب يرفض الانجرار إلى الحرب المعلنة حتى الآن من طرف واحد فإن سياسته هي حسن الجوار ولا يمكنه أن يستهدف المدنيين الجزائريين مهما كانت الظروف والاستفزازات.
ما لا تريد الجزائر الاعتراف به هو أن هذه المنطقة تُستخدم حصريا من قبل الآليات العسكرية لمليشيات البوليساريو، والسلطاتُ الجزائرية ملزمة أن توضح سبب وجود شاحناتها في هذه المنطقة بالنظر إلى طبيعتها القانونية واستخدامها لأغراض عسكرية. فهل سيتحلى شنقريحة بالشجاعة لتوضيح أسباب وجود شاحناته هناك؟ وهل يملك الجرأة ليوضح سبب هذه الأكاذيب ويقول للجزائريين بأن سعاره سببه التفوق العسكري المغربي بعد استعمال القوات المسلحة الملكية طائرات الدرون التي قلبت موازين القوى في المنطقة؟ طبعا لن يستطيع لأن طوق المساءلة سيضيق عليه أكثر وهو الذي يسرف في الإنفاق العسكري بدون طائل. وهل يمكن لشنقريحة أن يسمح بتحقيق ميداني محايد سيكشف حتما بأن الشاحنتين عبرتا حقلا ملغوما في المنطقة العازلة وسائقيهما كانا يحملان عتادا عسكريا لجبهة البوليساريو؟ لماذا صمت نظام العسكر ثلاثة أيام عن الواقعة وترك كتائبه فقط تروج لرواية هو أعلم من غيره بأن المنتظم الدولي يمكنه بسهولة اكتشاف أنها مختلقة؟
ليس هناك من أسباب حقيقية إلا امتصاص غضب الشارع بسبب الانتكاسة التي سببها الانتصار المغربي أمام مجلس الأمن، وإشغال الرأي العام بنقاش هامشي للتغطية على هذا الفشل الذريع الذي يفضح الاستثمار الخاطئ في كيان وهمي يستنزف ثروات الجزائريين لما يقارب نصف قرن دون نتائج، وتوتير الأجواء لإحكام القبضة الأمنية على البلاد وقمع كل الحراكات الشعبية المطالبة بمدنية الدولة ووضع حد لحكم العسكر الذي تهزمه كل يوم معركته مع ندرة البطاطس و الحليب و الماء و كل ضروريات الشعب الجزائري.
اتضح اليوم للجزائريين انتصار المغرب في معركة عادلة لاستكمال سيادته على كل أراضيه وهو ما جعله يرحب بالقرار 2602 منذ لحظة صدوره لأنه خبر مراميه وهو في طور الصياغة، واتضح لهم هذا الانتصار أكثر من خلال رد فعل حكامهم الذين وصفوا القرار بالمتحيز وأعلنوا عدم دعمهم له وأسفهم على صدوره عن مجلس الأمن ومؤكدين رفضهم العودة إلى محادثات المائدة المستديرة بشكل رسمي لا رجعة فيه. واتضح للجزائريين أكثر انتصار المغرب من خلال رد فعل جبهة البوليساريو التي وصفت القرار الأممي بغير المحايد وغير المتوازن مستبقة نتيجة عمل المبعوث الخاص واصفة إياها بالفشل، وأعلنت أنها ستواصل وتصعد من كفاحها “المسلح”. وطبعا ستواصل استفزازاتها بأموال الجزائريين ومن أراضي جزائرية وبدعم كامل من نظام الجزائر. ولم تقف البوليساريو عند هذا الحد، ولكنها صبت جام غضبها على مجلس الأمن حين وصفته ب”التقاعس والصمت المؤسف، وخاصة بعض الأعضاء المؤثرين، اللذين يتجليان في نص وروح قراره الجديد الذي يعد نكسة خطيرة ستكون لها أثار بالغة على السلم والاستقرار في المنطقة برمتها”.
يحدث هذا والجزائريون لا يجدون البطاطا، حتى أصبحت البطاطا معركة مقدسة لدى النظام العسكري وأصبحت بضاعة لا تطالها القدرة الشرائية للجزائريين.
كل محاولات الجزائر تفتل فقط في حبل عزلتها وحربها الخاسرة ضد المنتظم الدولي. خسرت الجزائر روسيا، وصوبت تصريحاتها ضد فرنسا وأمريكا. وظنت أنها بإغلاق أنبوب الغاز ستضر المغرب وتناست أنها توسع الحرب مع أوربا وأن الضرر غير متوقع بالنسبة للمغرب لأن كل هذا الغاز الذي يقيم نظام الجزائر الدنيا عليه لا يساوي إلا أقل من 2 في المائة من احتياجات توليد الطاقة الكهربائية في محطة واحدة فقط، أما غاز البوتان فالمغرب يؤمنه من أماكن أخرى. ها هو المغرب لم يتضرر ولم يحصل ما تمناه حكام شنقريحستان في أحلام يقظتهم التي أصبحت كوابيس أمامهم، وانفضح أمام الرأي العام أن هدفهم هو ابتزاز أوربا التي اكتشفت أن هذه الإمارة لا يمكن أن تكون شريكا مؤتمنا يعول على أنه سيفي بالتزاماته لأن حكامها مزاجيون. هل يعترف لعمامرة أنه خسر الحرب ولم يخسر جولة فقط؟ لقد كررت في أكثر من بوح أن لعمامرة نذير شؤم على الجزائريين وأن عقليته القديمة ستكون سبب انتكاسة للدبلوماسية الجزائرية. وها هي النتائج تتحقق بسرعة أكثر من المتوقع.
لقد أصاب “الخرس” مرة أخرى الطوابرية حين اكتشفوا أن مسودة القرار صناعة أمريكية، وأن المنطق الذي حكم فقراته هو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ولذلك كانت مخرجاته منسجمة مع المطالب المغربية ومزعجة لنظام تبون وبن بطوش. ألا يكفي هذا دليلا على نجاح الدبلوماسية المغربية وتفوقها وقدرتها على الدفاع عن المصالح المغربية رغم فارق الإمكانيات مع جمهورية البترول والغاز الغارقة في معركة البطاطا؟ ألم يحققوا النظر في هذا القرار الذي لم يعد يتحدث عن الاستفتاء وصار يركز على قرارات ما بعد 2007 وهي السنة التي تزامنت مع تقديم مقترح الحكم الذاتي؟ وهل ما زال يراودهم خيال أن قرار الاعتراف الأمريكي قابل للتراجع أو أنه مزاج ترامبي ليس إلا؟
لقد صدع الطوابرية رؤوس من يتابع هرطقاتهم بموضوع حقوق الإنسان في المنطقة وتوسيع مهام المينورسو. وها هي صيغة القرار لا تتضمن توسيع صلاحيات المينورسو في هذا الباب وتتضمن بالمقابل الإشادة بالتقدم المهم الذي تقوم به لجان المجلس الوطني لحقوق الإنسان. والمغرب دائما منفتح على كل الآليات المعتمدة وعلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكم نتمنى أن يوجه الطوابرية سهامهم للجزائر واكتشاف حجم تعاونها مع هذه الآليات. هل يجرؤون؟ ها نحن ننتظر.
لقد كشف القرار الأممي الأخير أن المغرب ربح مساحات شاسعة في الصراع الدبلوماسي أضافها إلى معركة القنصليات التي ربحها بفارق كبير، كما أكد هذا القرار صواب خطوة المغرب في تدخل الكركرات وانسجامه مع القوانين الدولية وعدم تعارضه مع اتفاق إطلاق النار بل هو تحصين له من صبيانية البوليساريو التي تتحرك بالروموت كونترول من قصر المرادية. لن تنجح خطة جر المنطقة إلى حرب لأن هناك عقلاء في المنطقة والعالم، ولأن المغرب أنضج من أن يستدرج إلى الدخول في خطوة يعي تبعاتها على الاستقرار المغاربي والقاري والمتوسطي والإقليمي. ولذلك، وبعد فشل كل خطواتها في إلحاق الضرر بالمغرب يتجه حكام شنقريحستان في إطار قمة الحمق من خلال طرد المغاربة القاطنين في الجزائر بعد أن أُحصوا منذ أشهر. وسيتذكر معها المنتظم الدولي سابقة 1975 ويفهم أن هذا النظام قديم وبالي وعقله توقف منذ زمن ولا يساير التحولات. وهذه هي أكبر مصيبة يواجهها المنتظم الدولي مع الساكنين في قصر المرادية. جمود على الموروث وأصولية سياسية لا مثيل لها وتحجر عقلي.
المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، والزمن في صالح المغرب، واتجاه تطور الأحداث يخدم مصالح المغرب لأن مطالبه عادلة ولأن حماة الجدار يقظين ويفكرون من خارج الصندوق وصاروا يفهمون كل ما يمكن أن يصدر عن حكام الجزائر ورهينتهم البوليساريو ويتوقعون سلوكاتهم مسبقا.
يحق للمغاربة المفاخرة بانتصاراتهم، وإنه زمن الانتصارات. ويحق للصحراويين الاستبشار وقد عبروا عن ذلك في الانتخابات الأخيرة بمشاركة مرتفعة وعبروا كذلك بانخراطهم في مسلسل تنمية الأقاليم الجنوبية. ماذا سيحصل لو حرر المحتجزون في مخيمات العار بتندوف؟ هل سيختارون العيش في الخيام؟ ليس أمام الجزائر والبوليساريو من خيار إلا التجاوب مع مطلب مجلس الأمن في موضوع حقوق الإنسان وتتعاون مع الآليات الأممية وتترك الحرية للمهجرين في هذه المخيمات.
فليطمئن حكام الجزائر و الطوابرية الذين معهم أن شرفاء البلد سيدافعون عن أرض المغرب و ٱستقراره بكل الشراسة المطلوبة لأنها أمانة من الآباء و الأجداد ليسلموا البلد للأجيال القادمة، مغربا مستقرا قويا موحدا متماسك.