الأحد 19 مايو 2024
فن وثقافة

عزيز الخلوفي: النشر في الفيسبوك يمنحك فرصة المراجعة وهدفي المنشود هو تحقيق متعة لدى القارئ

 
 
عزيز الخلوفي: النشر في الفيسبوك يمنحك فرصة المراجعة وهدفي المنشود هو تحقيق متعة لدى القارئ الكاتب عزيز الخلوفي، وملصق رواية الكاموني

على هامش نشره لمجموعة من التدوينات على الفيسبوك ذات الطابع الروائي،"أنفاس بريس"، استفسرت الكاتب عزيز الخلوفي، عن دواعي هذه الحلقات التي يقول عنها الخلوفي أنها تشكل مشروعا روائيا:

 

- تنشر تباعا منذ أيام على صفحتك في الفيسوك حلقات من كتاب تقول إنه مشروع رواية.. ماهي ياترى دوافع اختيارك طريقة النشر بداية في العالم الأزرق؟

لقد اخترت النشر في العالم الأزرق كمغامرة ثانية، أردت ركوبها مباشرة بعد نهاية المغامرة الأولى، وهي كتابة رواية قصيرة، تحت عنوان "الكاموني.." أوCamp moinier، وكما هو معروف، فإن هذا الفضاء الأزرق يعج بإسهامات كثيرة لمثقفين، وكتاب، ومبدعين في جميع المجالات، وهناك قاعدة مهمة من قراء مفترضين...

وبما أن رواية الكاموني هي أولي محاولاتي في هدا الصنف، اخترت هدا الفضاء كي أضع منتوجي في ميزان، وأطالع ردود الفعل والملاحظات والأسئلة التي تأتيني عبر الخاص، ومن هذا المنطلق راجعت وأراجع عدد من النقط والأفكار، قبل النشرع في القادم من الأيام على الورق.

في منصة الفيسبوك وجدت نصائح مهمة حول كتابة رواية، وعليك أيضا أن تطلب من بعض الأصدقاء الأساتذة والمتخصصين إلقاء نظرة على محاولتك (الأدبية) اولا، وعلى ضوء هده الاستشارة تعيد أحييانا صياغة ما سبق لك أن كتبت.. لقد استخلصت ان الفضاء الأزرق ممكن، بطريقة او بأخرى، أن يتيح لنا هده الفرصة بسخاء..

- تقول عن روايتك "الكاموني" بأنها مستوحاة من "أرشيف وليدات القشلة" التي تعود لسنوات الستينات والسعينات من القرن الماضي، هل يمكنك أن تقرب قراء الجريدة أكثر من عوالم روايتك؟

رواية الكاموني هي طفولتي وطفولة معظم أبناء الثكنة التاسعة للقوات المساعدة بقرية سيدي علال البحراوي، إنه أرشيف ذاكرتنا نحن جيل الستينات والسبعينات، ولقد وجدت بعد نشر حلقات في الفيس عدة أشياء مشتركة مع أشخاص ترعرعوا في ثكنات أخرى مثل بورنازيل وعين حرودة على سبيل الذكر.

لقد أردت من خلال الرواية أن أكشف للقارئ أن بعض الثكنات ليست حكرا على المخزني، أو الجندي. فالثكنة في بعض الأحيان هي أيضا عبارة عن مجتمع صغير يضم أسر تعيش داخلها، لها حياة يومية داخل رقعة محدودة ويحيط بها سياج كبير. الثكنة كانت ولازالت حصنا حصين، وبفضل حكاية الكاموني هي الآن بدون حرس ولا أبواب، وما على القارئ إلا أن يكتشف أسرارها بين دروبها وساحاتها.

من ناحية ثانية فالثكنة التاسعة بقرية الكاموني كانت في فترة أحداث الرواية قريبة من فضاء اخر، هو البورديل كإرث من الاستعمار، على شاكلة عدة ثكنات أخرى بالمغرب كانت بنفس الجوار، هذه العلاقة بين فضائين هي عبارة عن قصص قصيرة "طابو" داخل الرواية.

الكاموني كان في الستينيات والسبعينيات عالم لا يشبه قرية سيدي علال البحراوي كما هي عليه الآن، العالم الذي أرويه انتهى بنهاية البورديل، الذي أصفه في روايتي..

الكاموني، كباقي قرى المغرب، كان له قايد وأعيان وسوق أسبوعي.. والشخصية التي تنتقل معها من فضاء إلى آخر في الرواية هي البركادي م، كهربائي القشلة والكاموني ككل، كما نعيش مع حفيده حمادي أحلام طفولته ومراهقته واحتياجاته وحرمانه وتطلعاته، وعبر هاتين الشخصيتين نغوص في عوالم الكاموني، إضافة إلى شخصية " يحي" خال حمادي، وابن البركادي الكهربائي الطالب الجامعي، الذي نعيش معه سنوات السبعينات والثمانينيات كسنوات جمر..

- تكتب الأن الرواية وبلغة مغربية دارجة، هل يمكن اعتبار هذا "طريق ثالث" في مسيرتك الطويلة في مجال التمثيل والإخراج المسرحي، الي انطلق منذ بداية الثمانينات؟

كتبت هده الرواية بالدارجة، لأنني وجدت نفسي متعودا علي التعبير بها، من خلال تجربتي المتواضعة في كتابة مسرحيات للكبار والأطفال ولمسرح الشارع، وأعتقد أن الدارجة هي أيضا لغة صور وإبداع كذلك ممكن أن ننتج بواسطتها مادة فنية إبداعية في حقول مختلفة.

كما لا أنكر أن تجربتي في الاخراج المسرحي ساعدتني كثيرا في إبراز تفاصيل الحياة اليومية لشخوص الرواية ورسم عوالمها دون المس بخط درامي يهدف إلى جذب انتباه المتلقي، ويبقى هدفي المنشود ه وتحقيق متعة لدى القارئ، وهذا ما أصبو إليه عموما عبر هذه الرواية.

اعتبر هذه المغامرة في الفضاء الازرق اخر مراحل مسودة مشروع روايتي "الكاموني" وستتبعها خطوة تالية من أجل تطويرها قبل تنشرها على الورق بلغة دارجة ولم لا بالعربية الفصحى، كما أن طموح خوض تجربة "رواية مسموعة" يراودني أيضا..