الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

الصديقي: سقف القطيعة بين المغرب والجزائر سيظل سياسيا وليس عسكريا

الصديقي: سقف القطيعة بين المغرب والجزائر سيظل سياسيا وليس عسكريا سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي بجامعة فاس،
نفى سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي بجامعة فاس، أن تكون هناك نية للحرب من قبل الجزائر، وأن كل ما هنالك قطيعة ديبلوماسية مرتبطة بتطور قضية الصحراء، وأيضا ما حققه المغرب من إنجازات ديبلوماسية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأضاف الصديقي في تصريح لموقع «أنفاس بريس»، أن ما جعل الجزائر تصعد من لهجتها تجاه المغرب هو تعزيز هذا الأخير لقدراته العسكرية الميدانية على طول الجدار الدفاعي، حيث أصبح يتحكم ويراقب جنوب وشرق الحزام الرملي مما ضيق الخناق على عناصر جبهة البوليساريو، وأصبحوا تحت المراقبة الدقيقة لراداراته. هذه الإنجازات الدبلوماسية والعسكرية التي حققها المغرب، وضعت الجزائر في موضع حرج لأنها رأت أن كل ما استثمرته من جهود وما أنفقته من أموال يذهب سدى أمام ما يحققه المغرب من إنجازات ديبلوماسية وعسكرية، وبالتالي شدد الأستاذ الصديقي، أن المغرب أمام رد فعل جزائري غير عقلاني اتجاه الرباط.
واستطرد الصديقي أن الجزائر تضايقت من تصريحات المسؤول المغربي بخصوص تقرير المصير للقبايليين في الجزائر، لكن هذه كانت النقطة التي أفاضت الكأس لأن الجزائر كانت مستعدة للدخول في أزمة كبيرة مع المغرب.
وقال الصديقي إنه ليس من مصلحة الجزائر ومعها المغرب الدخول في حرب أو احتكاك عسكري، لأن المنطقة المغاربية برمتها على برميل بارود، وليس هناك أي مبرر معقول أو مصلحة لذلك بين الدولتين الجارتين، متوقعا أن تستمر العلاقات المتوترة بينهما بشكل أطول زمنيا، مستبعدا بلوغ حرب مفتوحة أو احتكاك عسكري، وميدانيا ليس هناك قرب بشري عسكري بين البلدين، وكل وحدة عسكرية في المغرب والجزائر، بعيدة عن الأخرى، تعززها عدم وجود خلافات ترابية بين البلدين. وتبقى التصريحات بين البلدين، وخصوصا من الجزائر، ما دام المغرب لا يرد بشكل مباشر، ذات طبيعة سياسية مهما احتدت لهجتها، وإن كانت تسير في تعميق الهوة السياسية بين البلدين، لكن لايمكن أن تكون في إطار التحضير لحرب محتملة.
الجزائر، يقول الأستاذ الصديقي، تعيش وضعا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا صعبا، والحكام في هذا البلد يبحثون عن أزمات خارجية أو عدو متوهم ليغطوا به عن أزماتهم، ولكن لا يعني هذا أن يدخلوا في حرب من أجل احتواء وتحقيق نوع من التلاحم الوطني في الجزائر، فأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو أن تتعمق القطيعة الدبلوماسية مع المغرب، لكن سقف هذه القطيعة سيظل سياسيا وليس عسكريا.