الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

جلال كندالي: العفو يا مولانا

جلال كندالي: العفو يا مولانا جلال كندالي
العود اللي تحكرو يعميك "
هذا ماحصل بالضبط مع السيدة الوزيرة نبيلة ارميلي، التي تجرأت وطلبت إعفاءها من مهامها الحكومية، فكبرت في أعين الجميع أغلبية ومعارضة، وحتى في أعين الممتنعين والمقاطعين لعملية التصويت .
السيدة الوزيرة لمدة تقارب المسافة التي استغرقتها سيارتها مابين الدار البيضاء وفاس، حيث تم استقبالها رفقة زميلاتها وزملائها بالقصر الملكي، فعلت مالم يفعله الأوائل، بصراحة ليس سهلا وبجرة لسان أن يتخلى المرء على الوجاهة والشيفور والطباخة والتعويضات.
يكفي نبيلة الرميلي أنها دخلت موسوعة غينيتس من الباب الواسع كأول وزيرة حضرت حصة حكومية واحدة يتيمة وعن بعد ، وخرجت من الحكومة من بابها المؤدي إلى قاعة المغادرة وغدر الزمان والرفاق والخلان غير خليها عالله.
من منا كان ينتظر هذا الموقف البطولي من سيدة أشارت لها كل الأصابع وصُوِبت تجاهها المدافع، منذ أن تشبثت بزوجها خليفة لها ، قبل أن تتحرك غريزة الرجولة، ويقدم الزوج المنتخب استقالته حتى لايخدش استقامته وحتى لايقال عنه إنه تابع لزوجته ويريد أن يعيش "بيليكي "، لكنها فعلت ذلك صدقا.
لو كانت لي قبعة لرفعتها احتراما وإجلالا للسيدة نبيلة على هذا الموقف النبيل،" لأنها هزت البارة لفوق في الأفق، حيث لاتستطيع حمامة أخنوش الوصول إلى هناك .
بكل بساطة وكما جاء على لسانها ولسان رئيسها في الحكومة بالأمس القريب عزيز أخنوش ورئيسها في الحزب، أنها اختارت هذا الموقف عن قناعة من أجل خدمة المواطن البيضاوي بصفتها عمدة العاصمة الاقتصادية، وهو ذات الاعتبار الذي ردد صداه رئيس الحكومة وبحماس منقطع النظير.
السيدة الرميلي، هي من طلبت الإعفاء من مهامها الحكومية، بعد أن تولدت لديها قناعة ولو متأخرة بأنها ضد التعدد، والتعدد لايليق بامرأة حداثية مثلها، لكن خصومها السياسيين المعارضين المشائين بنميم يدعون زورا وبهتانا أنها " ركبت ف كار الحكومة وداخت مسكينة ، ولأن بنكيران منع الميكا، اضطر الشيفور أخنوش يهبطها ف محطة أولاد زيان".
لكن هذه الإشاعة المغرضة التي وراءها أكيد أعداء النجاح من أعضاء المعارضه، سرعان ما"يمسكها"و "يفندها "رئيس الحكومة الجديد عزيز أخنوش، بالتأكيد على تصميمها على "الإشراف على أكبر مدينة بالمغرب، يعني العمل المستمر، وهو ما أفرز هذا القرار المسؤول والذي يبين معدن الرميلي وحسها الوطني العالي، ورغبتها في خدمة ساكنة الدار البيضاء على أكمل وجه، ودون أي تقصير في حقهم".
لايمكن للمرء إلا أن يرحب ويصفق لهذا الوعي المتأخر، وهذا القرار المسؤول ، لكن بهذا المنطق الذي تحدث به أخنوش لتبرير إعفاء الرميلي، عليه شخصيا رفقة وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري تقديم استقالاتهم فورا ، لأن مراكش وأكادير وتارودانت مدن لا تقل أهمية عن مدينة الدار البيضاء، أم أن سياسة القرب هاته التي اختارتها وانتصرت لها الرميلي لاتعني أيا ممن بقوا في حافلة الحكومة؟ .
على أي ومهما كانت المبررات و"المبردات "التي يمكن أن نشربها لابتلاع ما ابتدعه رئيس الحكومة الجديد من ادعاءات في هذه النازلة التي وجدت معها وزيرة الصحة متنازلة عن حقيبتها الحكومية، نتمنى أن يتعظ الجهاز التنفيذي مما حدث، ولايكرر هذا العبث، عبث الهواة الذي جعل الحكومة مدعاة للسخرية والنكات، وألا نضطر وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ إلى أن نردد وبدون تردد غدا مع العونيات "حكومة أخنوش لاسمن لاقلوش ".