الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد قمار: مع وزير الشباب والثقافة والتواصل هل حان وقت غلق قوس التردد الخوف؟

محمد قمار: مع وزير الشباب والثقافة والتواصل هل حان وقت غلق قوس التردد الخوف؟ محمد قمار
يكاد تجمع مكونات المجتمع المدني، وخاصة الفاعلين والفاعلات والمتدخلين في قطاع الشباب والطفولة، أن أكبر المتضررين من الوباء هم الشباب والطفولة، وهذا طبعا نتيجة تضييق مجال المبادرة والإبداع في عهد الوزير السابق الذي اكتفى بإجراءات غير شجاعة، وطبع تدبيره للقطاع التردد وإجهاض دائرة الحوار التشاركي التبادلي لا الشكلي.
ولا نشك أن أطر وزارة الشباب الذين نعرفهم ويعرفوننا كانت لهم تصورات بديلة بحكم ما راكموا من خبرات، لكنهم اضطروا للعمل بايقاع فردوس وهو إيقاع بطيء ويشتغل وفق فوبيا عطلت عدة مشاريع وتصورات، وإن تم إنقاذ موسم التخييم بخطة آخر لحظة التي لولا حنكة وخبرة أطر الوزارة وخصوصا الجهة المشرفة على التخييم، والدور الذي قامت به الجامعة الوطنية للتخييم لعشنا هدرا تربويا مزمنا له آثار سلبية خطيرة على نفسية الأطفال والشباب عامة.
حان الوقت إذن ليغير هذا الوزير الجديد بوصلة تدبير فردوس، وأن يبدد الشلل الذي عرفه القطاع جراء غياب الجرأة في اتخاذ القرار، والتردد في أجرأة التصورات المبدعة سواء للنسيج الجمعوي أو لخبراء الوزارة الذين هو قادرون طبعا على صياغة استراتيجيات تشاركية تنزل التصور التنموي الجديد وتطلعات ملك البلاد فيما يخص الشباب والطفولة.
انتظارات فعلا كبيرة، لكننا كالعادة وبحسنا التشاركي ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية في الوقاية الاستباقية تربويا من كل أشكال اليأس والفراغ اللذين يعدان مدخلا سهلا للتطرف، ننتظر من الوزير الجديد أن يرمم اختلالات فردوس بالخروج من منطق التدبير بأقل الخسائر، وهو منطق لا يصنع التنمية ولا يفسح المجال للابتكار والإبداع وما يختاره غير العاجزين على وضع خطة شاملة تستحضر الإكراهات والمقدرات الوطنية والموراد البشرية.
قطاع الشباب والطفولة ظل دائما مشتلا للفكر التربوي والتجديد والمبادرة، وهذا طبعا رهين بقيادة وزارية لا تعتبر الشراكة إجراء شكليا ولا شرا لابد منه، بل تؤمن أن القطاع أوسط من يدبر عموديا ولابد من إشراك الجميع لانقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الحياة لدور الشباب و مراكز الاستقبال والمؤسسات الطفولية، وبذلك نكون أعدنا الحياة للمجتمع وحاصرنا الفراغ ومشاتل صناعة الكراهية والتطرف.
نمد يدنا للوزير الجديد، لنقول له بشجاعة ومحبة ووطنية، فكما نحن شركاء في الوطن، فنحن أيضا شركاء في محاربة التطرف، ومن موقعنا نعتبر أن تغييب الشباب والطفولة من السياسات العمومية وعدم الاستثمار في الطفولة خطيرا على المدى البعيد، فالطفل والشاب خارج دور الشباب وملاعب القرب وبعيدا عن أنشطة الجمعيات هما في وضعية هشة لخطاب اليأس، وقطاعكم سيدي الوزير إن استوعب وظيفته العميقة لا يقل أهمية كما يقوم به رجال ونساء الأمن الأغراء في مواجهة التطرف.
إننا جميعا معنيون في زمن حساس، وكل تأخر هو هدر للطاقات والزمن التربوي لم يعد يطيق قادة مترددين ولا مسؤولين عاجزين عن الإبداع... نمد لكم أيادينا... وليس في قلوبنا غير حب الوطن... فهل نغلق قوس الفراغ والتردد ونفتح قوس الإبداع والشراكة الحقيقية؟