الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: لما تعترف فرنسا علنا ورسميا أن " Algérie..made in France"

أحمد بومعيز: لما تعترف فرنسا علنا ورسميا أن " Algérie..made in France" أحمد بومعيز
فعلها رئيس فرنسا إمانويل ماكرون ..
فعلها ورب برج إيفل..
فعلها وبهدل الجزائر في سابقة من تاريخ الدول وتاريخ المنطقة..
ماكرون لا ينطق عن الهوى،ولا قدرة له على المغامرة بالكلام الثقيل في حق الجزائر وتاريخها..
ماكرون رئيس دولة فرنسا ،وفرنسا من الدول العظمى،ولها تأثير في أوروبا وعلى دول المنطقة ..ولها مصالح مشتركة مع الجزائر ودول شمال إفريقيا..فلا مجال للغو وإطلاق الكلام على عواهنه بدون مسؤولية مؤسساتية وقصد استراتيجي..
ومسؤولية ماكرون تابثة فيما قال وما سيقول..إذ يبدو أن الوضع لن يقف عند حد تصريحات رئيس فرنسا الذي يعي ما يقول.
وإذا كان في الأمر شيء من المفاجأة والجرأة وأيضا الخطورة،فيجب التذكير أن شارل دوغول سبق أن صرح بكون الجزاير هي فقط إنتاج فرنسي ولم تكن دولة قبل ذلك..
وإذا كان لماكرون الشجاعة في إعادة طرح ذات المعطى ،فهذا يعني الكثير ،ويتطلب التتبع والمتابعة.
وهنا وفي سياق تحليل الخطاب لتصريحات ماكرون ،يجب الوقوف على المعطيات والعناصر الأساسية والمحددة لمستقبل القضية وتفاعلاتها الإستراتيجية:
- صرح ماكرون أوتساءل عن تاريخ الأمة الجزائرية قبل استعمار فرنسا للمنطقة..ويتساءل عن الدولة الجزائرية والتي يعتبرها من إنتاج فرنسي محض..وهذا يعني أن ماكرون يعلن أن الجزاير لم تكن تاريخيا لا دولة ولا أمة..وقد كانت حسب ذات التصريحات منطقة تسيرها تركيا..الدولة العثمانية..وهذا وحده معطى وإعلان تاريخي رسمي قد يعيد ترتيب الوضعية بالمنطقة ككل..ويؤكذ ذلك ماكرون حين يصرح بأن تاريخ الجزائر لا يقوم على حقائق ،وأنه كتب من جديد ،وأن هناك ريع ذاكرة مرتبط بالموضوع ..
كل هذا يعيد النقاش حول وجود الدولة الجزائرية ككل ،والتشكيك في تاريخها أي في حدودها وعلاقاتها مع دول الجوار ،وفي هيمنتها على الأقليات،وسيطرتها على مناطق نفوذ،وعلى خيرات المنطقة،وعلى موقعها ومشروعيتها ضمن الدول التي تدعي الريادة والدفاع على استقلال الشعوب وغير ذلك من الأطروحات التي باتت مهددة بفعل التشكيك حتى في شرعية ومشروعية وجودها هي أصلاً.
- كون ماكرون يصرح أن النظام السياسي في الجزائر يعد نظاما عسكريا ،وأن الرئيس تبون عالق في نظام قاس ..يعني أن فرنسا تطعن في شرعية وفي مدنية الدولة في الجزائر ،وبالتالي يطعن في كل مؤسسات الدولة وفي دستورها و قوانينها وحكومتها واستحقاقاتها.وهذا أمر أو قرار يعد سابقة في تاريخ الجزاير والمنطقة،ويتطلب تتبعا من قبل كل المؤسسات السياسية والحقوقية..
- لما يصرح ماكرون بأن نظام الجزائر متعب وأن الحراك أضعفه،فهذه رسالة واضحة من فرنسا لدعم الحراك والاعتراف به وبشرعيته وبقدرته على تغيير الاوضاع والنظام في الجزائر..
كل هذه عناصر من شأنها تغيير الكثير من المعطيات الجيو سياسية في المنطقة إن تم التقاط كل إشارات رئيس فرنسا ماكرون والتي أعلنت فعلا أن : L Algérie est made in France...