الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد سالم عبد الفتاح: امتعاض شعبي عارم بمخيمات تيندوف

محمد سالم عبد الفتاح: امتعاض شعبي عارم بمخيمات تيندوف محمد سالم عبد الفتاح

امتعاض واستنكار واسع لدى بعض المكونات القبلية في مخيمات تيندوف، بسبب معايير القيادة المزدوجة في التعامل مع عزاءات المسؤولين بالبوليساريو المتوفين مؤخرا..

 

ففي حين تجاهلت القيادة عزاء المسؤول المتوفي مؤخرا المحجوب فريطيس، رغم أهمية المواقع القيادية التي احتلها، خاصة الأمنية منها، ورغم سبقه في الجهة، حيث يُعد أحد العناصر المؤسسة لما يعرف في أدبيات البوليساريو بـ "الحركة الجنينية" بطنطان قبل تأسيس البوليساريو مطلع سبعينيات القرن الماضي، تحضر القيادة عن بكرة أبيها وفي مقدمتها براهيم غالي لعزاء المسؤول العسكري المتوفي منذ أيام سالم لحبيب شداد..

 

انفضاح معيار القيادة المزدوج إزاء التعاطي مع عزاءات المتوفين من مسؤولي الجبهة، أثار سخطا وامتعاضا شعبيين كبيرين في أوساط عديد المكونات القبلية التي توصف بالأقليات بخيمات تيندوف، عبر عنهما عديد النشطاء في مجموعات النقاش المنعقدة في تطبيقات التواصل. حيث أثاروا تاريخ القيادي المتوفي المحجوب فريطيس، خاصة سبقه في الانخراط  في التنظيم والمسؤوليات التي سبق أن تبوأها في الجبهة، فضلا عن الخدمات الأمنية التي قدمها للقيادة والتي لم تشفع له لمجرد الإعلان عن حداد رسمي كما هو دأب القيادة مع المتوفين من قراباتهم وأبناء عمومتهم من المسؤولين في البوليساريو.

 

امتعاض شعبي عارم يأتي في وقت تنظم فيه عديد التجمعات ذات الطابع القبلي بمخيمات تيندوف، هدفها الضغط على ابراهيم غالي والجهات الأمنية الجزائرية، لأجل دعم بعض القيادات من مكونات اجتماعية معينة وترقيتهم، ولتحصين مواقع قيادية لآخرين تروج شائعات باعتزام غالي اعفاءهم بعد أن خذلوه إبان غيابه، وكذا الرفع من المواقع القيادية المخصصة لتلك المكونات..

 

أوضاع داخلية تحيلنا على طبيعة تنظيم البوليساريو القبلية، البعيدة كل البعد عن منطق الدولة التي يفترض أنها قد أعلنتها من جانب واحد منذ عقود من الزمن، في حين كرست ممارسات تناقض تماما كل الشعارات المرفوعة من لدنها، حيث تصر على سياسات قبلية عنصرية واستئصالية في حق مجموعة من المكونات الاجتماعية التي سبق أن تعرضت لمختلف أشكال الاستهداف الأمني في فترات سابقة، بإشراف ومباشرة من أهم القيادات التي لا تزال تستحوذ على المواقع القيادية في الجبهة، وبالتالي تكرس إفلاتها من المحاسبة والعقاب وتمارس ذات السياسات العنصرية والقبلية..

 

كونوا_أحرارا... 

 

(تدوينة نشرها محمد سالم عبد الفتاح على صفحته بالفيسبوك)