الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد نورالدين: الكرامة الجزائرية المهانة

أحمد نورالدين: الكرامة الجزائرية المهانة أحمد نورالدين

الجزائر تغلق مجالها الجوي على الطيران الحربي الفرنسي، ردا على إهانة الرئيس الفرنسي ماكرون، وهذا يعني ضمنا أن الطيران الحربي الفرنسي كان يستعمل المجال الجوي الجزائري. هذا الجيش الفرنسي نفسه هو الذي قتل مليون ونصف مليون جزائري،  حسب الرواية الرسمية الجزائرية.

 

المهم في الخبر هو أن الطيران العسكري الفرنسي يستعمل أو يستبيح المجال الجوي لبلد المليون شهيد، وإلا فما الداعي لمنعه أصلا!

 

وبعد ذلك يتحدثون عن "النيف الجزائري" أو "الكرامة الجزائرية"..

 

بينما عندما يتعلق الأمر بالمغرب، فالجزائر تغلق مجالها الجوي حتى على الطيران المدني المغربي بالإضافة إلى الحربي طبعا، وتغلق الحدود منذ 1994، وتطرد 350 ألف مغربي كانوا يقطنون بالجزائر منذ عشرات السنين جليلين أو ثلاثة، بدون ذنب أو جريمة الا لانهم مغاربة، وانتقاما من المغرب الذي حرر الصحراء من الاحتلال الاسباني، ولم تكتف الجزائر بتلك الجريمة بل صادرت أموالهم وعقاراتهم وأرزاقهم، وكدستهم في الشاحنات كالخرفان، في ظروف حاطة بكرامة الإنسان، وألقت بهم على الحدود بالملابس التي على أجسادهم.. كان هذا سنة 1975 أي بعد 12 سنة من خروج الاحتلال الفرنسي.. علما أن المغرب هو الذي دعم ثورة التحرير الجزائرية بالمال والرجال ضد الاحتلال الفرنسي، واحتضن قياداتها وقواعدها، واحتضن مئات الآلاف من اللاجئين الجزائريين.. فكان هذا جزاء المغرب!

 

لذلك المغرب، وليس فرنسا، من يستحق العداء والعدوان الجزائري طيلة نصف قرن ويستحق أن يهدده الجنرالات الجزائريون بالغواصات والصواريخ اس 400 وطائرات السوخوي... التي اشتروها من روسيا بأموال الشعب الجزائري الذي يقف ساعات طوال في الطوابير للحصول على الغاز في بلد يسبح فوق النفط والغاز، وفي بلد ينقطع فيه الماء في العاصمة الجزائرية وما بالك ببقية المدن والقرى، وفي بلد يعتمد في ميزانيته على صادرات النفط بحوالي 97%...