الخميس 28 مارس 2024
سياسة

بوعياد: قرار المحكمة الأوربية ذو حمولة سياسية وليس قانونية والمغرب سيخرج منتصرا

بوعياد: قرار المحكمة الأوربية ذو حمولة سياسية وليس قانونية والمغرب سيخرج منتصرا عبد الغني بوعياد

على هامش قرار المحكمة الأوروبية بشأن إلغاء اتفاقيتي الفلاحة والصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي، دون أثر فوري. اتصلت "أنفاس بريس" بعبد الغني بوعياد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية التابعة لجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، الذي قال إن قرار المحكمة الأوروبية ذو حمولة سياسية، مبرزا أن مرحلة الاستئناف للقرار ستكون لصالح المغرب.

*ما تعليقك على قرار المحكمة الأوروبية؟

**كان قرار المحكمة الأوروبية مفاجئا نظرا للعلاقة المتينة التي تجمع المغرب مع الاتحاد الأوربي، ويجب الإشارة هنا إلى مرحلة استئناف قرار المحكمة الأوروبية. وأعتقد أن هذا الاسئتناف سيعيد المياه إلى مجاريها ولصالح المغرب، فالعلاقات المغربية الأوروبية جد متينة، نعرف أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الأول للمغرب بالنسبة للتجارة الخارجية والاستثمارات الخارجية. لهذا لا يمكن أن يعكر قرار المحكمة الأوروبية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

 

*هل قرار المحكمة الأوروبية له سند قانوني أم ذو حمولة سياسية؟

**أعتقد أن قرار المحكمة الأوروبية ذو حمولة سياسية، وهناك تدخل بعض أعداء الوطن في هذه القضية، ولي اليقين في استئناف قرار المحكمة الأوروبية الذي سيقوم بتصحيح القرار الابتدائي، والقانون سينتصر. والكل يعترف اليوم بمغربية الصحراء التي تعد خطا أحمر بالنسبة للمغرب.

 

*قرار المحكمة الأوروبية يأتي في سياق توتر العلاقات المغربية مع إسباينا وألمانيا وفرنسا، هل أوروبا تحرك ذراعها القضائي بعدما حركت أذرعها السياسية والإعلامية لضرب المصالح المغربية؟

**تطرأ بعض المشاكل في العلاقات الدولية، فإسبانيا ارتبكت خطأ حين استقبالها لزعيم البوليساريو، وتراجعت عن هذا الخطأ، وأكثر من ذلك أقيلت وزيرة الخارجية الإسبانية كما سيقوم رئيس الحكومة بزيارة للمغرب، وهذا يعني تحسن العلاقات المغربية الإسبانية. كذلك هناك بعض المناوشات مع ألمانيا مما يكشف وجود جناح بعدد من الدول الأوروبية يعاكس المصالح المغربية ويستغل أي فرصة للمس بوحدتنا الترابية، ولكن أعتقد أن هذه الأزمة هي مجرد سحابة صيف عابرة، لأن علاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي جد قوية ومتينة، ولا يمكن فئة قليلة لا تمثل أي شيء، تعكير الأجواء المغربية الأوروبية عبر استغلالهم للفضاءات الصحفية والإعلامية لنشر أخبار زائفة، وأغلب الدول في العالم تعترف بمغربية الصحراء. والمغرب اليوم من الدول الصاعدة، ويناقش بطريقة جديدة مع الدول الأوروبية كألمانيا أو إسبانيا أو فرنسا.

 

*كيف ترى مستقبل الأمن القانوني للاتفاقيات التي أبرمها المغرب مع الاتحاد الاوروبي أو دول أخرى؟

**يجب على المغرب أن يكون حذرا، للدفاع عن الوحدة الوطنية لهذا يجب أن نكون مجندين يد واحدة لمواجهة الأعداء المتربصين بالوطن.

وضرورة أن تتوفر بلادنا على كفاءات عليا في القانون الدولي، للدفاع عن مصالح المغرب بالخارج، خصوصا الاتفاقية الدولية مع الاتحاد الأوروبي، وكما شهدنا مشاكل سابقة مماثلة فدائما يخرج المغرب منها منتصرا.

 

*البعض يقول أن المغرب يؤدي ثمن اختيار تموقعه في المحور الأنكلوساكسوني بين أمريكا أو بريطانيا وإسرائيل، مارأيك؟

**من حق المغرب أن ينوع علاقاته مع دول الجوار أو دول أخرى كدول إفريقيا، نستحضر مثلا عودة المغرب للاتحاد الإفريقي والزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى الدول الإفريقية، ولاحظنا مؤخرا تقارب مغربي جديد مع أمريكا وإنجلترا وإسرائيل، يخدم المصالح المغربية، كما حقق المغرب نتائج جد إيجابية على المستوى الدولي، والدليل على ذلك فتح عدة قنصليات بمدينتي العيون والداخلة. فالمغرب يناقش مع الدول الأوروبية من موقع قوة، ومغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وأصبح بلد يضرب له ألف حساب على الصعيد الإقليمي والدولي.