الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

الطيب دكار: توقعات لنزوح جماعي وواسع لمواطنين جزائريين نحو المغرب

الطيب دكار: توقعات لنزوح جماعي وواسع لمواطنين جزائريين نحو المغرب الطيب دكار
من أجل أمننا وأمن بلدنا، فسوف يسعدنا أن الجزائر جارتنا الشرقية ، قد بادرت، منذ عدة سنوات، لبناء تحصينات عسكرية  قوية على طول الحدود، في الشمال الشرقي، وخاصة خنادق عميقة، يصعب عبورها، إلى جانب مراقبة عسكرية دائمة.
قد يتسبب الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي القابل للانفجار في الجزائر في نزوح جماعي لمواطنين جزائريين إلى البلدان المجاورة، ولا سيما المغرب وتونس. غير أن التهديد سيبقى حقيقيًا في الجزء الجنوبي والجنوبي الشرقي من الحدود بين البلدين، حيث ينبغي للمغرب أن يعمل على تأمين حدوده مع الجزائر(ترسيم معالم الحدود على الفور، في جميع المناطق التي لم تشملها العملية)، أخذا بالاعتبار المخاوف الحقيقية التي أبدتها العديد من مراكز الدراسات والبحوث الإستراتيجية في أوروبا والولايات المتحدة بشأن عدم الاستقرار المحتمل والوشيك  الذي من المرجح أن يطال الجزائر، وذلك في غياب آفاق مستقبلية للشعب الجزائري.
هذه التهديدات متنوعة. النقص المتكرر للمواد الغذائية وعدم الاستقرار السياسي وقمع الحراك والأصوات المنادية بالديمقراطية والعدالة ومقاومة التغيير، قد تتسبب في الواقع في اندلاع حرب أهلية في هذا البلد الذي يعرف منذ فترة طويلة دوامة من العنف لم يتم بعد تضميد جراحها، بسبب الخسائر البشرية والمادية الفادحة.
من المرجح جدًا أن يدفع هذا الوضع الخطير، وحالة الغموض، الطغمة  العسكرية التي تحكم البلاد بقبضة من حديد، آملة إعادة بناء الثقة في نظام يفتقر إلى الشرعية، ويشجبه الشعب، وعدو خارجي افتراضي لن يكون سوى المملكة المغربية الشريفة. أما بلدنا المغرب، فإنه يوجد اليوم في وضع مريح، على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية. فهو متواجد على الأرض، في صحرائه. أما بالنسبة لجيراننا، فسنتركهم يتمتعون بـ "مبادئ" تقرير المصير و "الأراضي المحررة" الافتراضية، التي لا يقتنعون بها هم أنفسهم. من جهة أخرى، فليس هناك ما يدعو للقلق بعد إحداث  "مبعوثين خاصين" في قطاع الديبلوماسية الجزائرية. 
الدبلوماسية المغربية، نجحت في إنشاء شبكات قوية وواسعة من التعاطف والدعم في العالم لقضية المملكة، حيث تعكس الدبلوماسية قوة ومصداقية النظام السياسي في الداخل. على عكس المغرب، فقدت الجزائر كل مصداقيتها منذ عام 1988 على المستوى الدولي، وخطابها في العالم الثالث أصبح سخيفا وعبثيا. 
"الكل يعلم"، وهو تعبير يحب استخدامه وزير خارجية جزائري سابق، أن السلطة في الجزائر، التي كانت تختفي خلف واجهة مدنية، هي في أيدي طغمة عسكرية لن تتردد، إذا اقتضت الضرورة، في تصفية آلاف الجزائريين، لضمان استمراريتها في الحكم. 
الطيب دكار صحافي وكاتب