الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: الحكومة.. انتظارات تحديات أم إكراهات!؟

أحمد بومعيز: الحكومة.. انتظارات تحديات أم إكراهات!؟ أحمد بومعيز
نظريا، قد يسهل الحكم المسبق على سهولة تشكيل الحكومة المقبلة والمنتظرة في الأيام القليلة القادمة..
ولا يبدو في الأفق القريب غمام ولا بلوكاج.. كما حدث مع حكومة البجيدي الآفلة. والأغلبية مريحة وتبدو للرئيس الجديد وهو يستعين فقط بحزبه وبحزبين مكملين بعد تصفية كل آمال لشكر في الوصول إلى الحكومة رغم كل ما قدمت يداه..ويقال أن أخنوش تنكر لجميل لشكر،ووهبي كال للشكر بكل المكاييل ..وللتاريخ حججة وتعويداته وطلاسيمه.. وللسياسة منطقها..ولا صديق دائم ولا عدو،ولا عزاء لا عزاء..
وإن كانت سهولة التشكيل الحكومي تمليه بديهية الأعداد ونتائج الاستحقاقات،فليس بنفس السهولة والبديهية قد تكون مهمات ذات الحكومة، رغم تخمة أو وفرة التفاؤل الذي يبديه على الخصوص أخنوش ورفاقه- مع تحييد ظرفية وسياق مفهوم الرفاقية الراهنة- ..
أقول ليس بالسهولة تلك ستكون مهام الحكومة المنتظرة...وقد تغرق ونغرق في زبد الشعرات التي صيغت بكل اللغات..
وهنا ..أوهناك ..من يتحدث عن انتظارات،وهناك من يقول تحديات،وهناك إكراهات..
ومن هنا أو هناك من يطرح من الآن جسامة الملفات ومدى تعقيدها وحاجتها للجرأة السياسية والموارد المادية والبشرية والمصداقيةوالحكامةالجيدة والمسؤوليةو الالتزام والتضحية،والكثير من الحظ والقليل من الكلام والشعارات والمزايدات..
ونحن إذ ننتظر مع المنتظرين وبكل التفاؤل المشروع والممكن ، يتساءل المتابع والمتتبع والمواطن وفق التساؤلات المشروعة والمحتملة :
هل سينسجم فعلا فريق الأحرار والاستقلال مع تركيبة البام وألون طيف قرارات وتصريحات ومواقف وهبي والبام.. والذي لا يكف عن تغيير الخطاب كما يغير جوارب "صباطه "؟ وهو فقط بالأمس كان يقول أنه لن يشتغل عند أخنوش..ولن يكون وزيرا في حكومته!!!
هل سيتم التحكم في اندفاع فريق أخنوش الذي قد يكون قد رسم وهيأ لنا الجنة في عين الديك!!؟؟
هل سيصمد التمدد المجالي والجوغرافي للفريق الثلاثي القوي والمتحد حاليا وبنشوة زائدة ومزيدة،والذي بات يسير كل جهات المملكة وأغلب المجالس، أمام إكراهات الواقع وواقعية اليومي والمطلبي!!؟؟
هل سيفي الثلاثي والحكومة بكل الوعود الضخمة والتي تفرض وتفترض مواردا ضخمة أكثر من ضخامة ذات الوعود!!؟؟
هل ستباشر الحكومة المنتظرة الأوراش المنتظرة والتي تطرح تحديات استراتيجية ومنها:
- ورش النموذج التنموي وما يتطلبه من أجرأة وفاعلية ووسائل وآليات ومنهجية...على أرض واقع عنيد ..
- ورش تعميم التغطية الصحية ..ارتباطا بأزمة البرامج ذات الصلة كرميد..وصناديق التقاعد..ووضعية قطاع الصحةالمتردي...
- ورش التعليم وأزمته البنيوية المركبة..وملف التعاقد الذي لن يحسم بالسهولة التي روج لها...
- أزمة البطالة وارتباطها بالفئات الشابة التي تعد غالبية في المجتمع، وما تعنيه الأغلبية..
- أزمة المديونية الداخلية والخارجية التي بلغت مستوى مقلقا..
- إشكال التوزيع العادل للثروات والخدمات..
- أزمات التدبير المجالي عبر الجهات والأقاليم..
- مباشرة الملفات الإستراتيجية ارتباطا بالوضع الإقليمي والجيو سياسي ،وفي علاقةمع ملف الصحراء والوحدة الترابية للملكة ،والعلاقات مع دول الجوار وخصوصا الجزائر في سياق المناوشات التي تقوم بها والمحتمل تطورها إلى سيناريوهات خطيرة..
...
قد لا يسعفنا المقام ولا المقال كي نحيط راهنا بكل العناصر، والأسئلة، والتساؤلات والانتظارات تبقى مفتوحة وقابلة للتحيين،والتحديات تكبر ،ورهانات أخرى تطرح نفسها بإلحاح وأولوية متجددة تفرظها الظرفية وتسارع المعطيات والمستجدات والأحداث..
والأكيد أن أعضاءالحكومة المقبلة لن يكونوا في نزهة بالمرة...والكل ينتظر...