الخميس 28 مارس 2024
سياسة

أحمد ميساوي: معارضة حزب الاتحاد الاشتراكي ستكون معارضة بدون أنياب

أحمد ميساوي: معارضة حزب الاتحاد الاشتراكي ستكون معارضة بدون أنياب أحمد ميساوي

يعيش المشهد السياسي المغربي تطورات متسارعة بعد الإعلان عن تأسيس الأغلبية الحكومية وخروج حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى المعارضة، معللا ذلك بما أسماه “سعي جهات حزبية لفرض نوع من الهيمنة القسرية على كل المؤسسات المنتخبة مسنودة للأسف بقوة المال والنفوذ والتهديد.”

في وقت أكد فيه اخنوش صباح يوم الأربعاء 22 شتنبر2021 “إن مبدأ التوازن ما بين الأغلبية والمعارضة يقتضي ألا يتم تكثيف القوة الكبرى في جانب دون آخر، لضمان فعالية الأداء الحكومي والبرلماني، سواء الأغلبية منه أو المعارضة؛ وحول هذا الموضوع أجرت " أنفاس بريس" مع الدكتور أحمد ميساوي، الأستاذ الحقوق الحوار التالي:

 

**بداية كيف تقرأ نتائج الإنتخابات الأخيرة والتي أفرزت الأغلبية الجديدة والمكونة من الأحزاب الثلاثة؟

أريد أن أسجل، أولا فعالية التنسيق المحكم بين الأحزاب الثلاثة( التجمع الوطني للأحرار والإصالة والمعاصرة والاستقلال )وهي التي اكتسحت الانتخابات وفازت بالمراكز الثلاثة الأولى واسست تحالفا فيما بينها ؛وبقدر ما كان متوقعا كل ذلك ؛ حسب الحوار الذي أجرته معي "أنفاس بريس" سابقا؛ بقدر ما كان الظهور المفاجئ لتلك النتائج غير متوقع من حيث الانتصار الساحق والهوة الفاصلة بين الأحزاب الثلاثة الفائزة وباقي الأحزاب الأخرى؛ وخصوصا من حيث اندحار حزب العدالة والتنمية ذي القاعدة الشعبية الكبيرة؛ والذي جعل جل قيادييه يجمعون على أن هذا النتائج مبهمة وغير مفهومة!؟؛ بل ويطعنون فيها بمبررات متعددة من قبيل استعمال المال وعدم تسلم محاضر بعض مكاتب التصويت الخ!! ؛

ولهذا اعتقد أن الأغلبية التي افرزتها النتائج ستكون مريحة قوية ومنظمة؛ متماسكة لأنها كانت تشتغل في الخفاء أكثر منه في العلن؛ ولأن الهدف كان استراتيجيا محددا طيلة الخمس سنوات التي مضت؛ وأظن أن هذا العمل الشاق لهذه الاحزاب الثلاثة كان وراءه مهندسون أكفاء هذا علاوة على الآلة الإعلامية التي اشتغلت هي كذلك بشكل رهيب؛ وهذا ما لم تقم به الأحزاب الأخرى

 

**ماهي قراءتك لقرار حزب الاتحاد الاشتراكي الأخير في اختياره الاصطفاف بالمعارضه؟

بخصوص اصطفاف الاتحاد الاشتراكي في المعارضة فهي اعتقد ستكون معارضة بدون أنياب لماذا؟ لأن قياديين من الحزب صرحوا قبل الثلاثة او أربعة أيام أن المكان الطبيعي لحزب الاتحاد الاشتراكي هو ان يكون في الأغلبية؛ وبالتالي فطموح الاتحاد الاشتراكي لم يكن في وجوده في المعارضة بتاتا؛ بل طموحه هو في الإستوزار ومصالح أخرى؛ ولكن لم تسعفه التحالفات والاستقطابات وفق الأجندة الجديدة؛

 

**إذن أمام أغلبية قوية؛ كيف يمكن تصور معارضة قوية قادرة على لعب دورها الدستوري؟

من الأكيد جدا أن الحزب الذي كان من الممكن أن يعطي قيمة مضافة للمعارضة هو حزب الاستقلال لو أتيحت له هذه الفرصة واشتغل إلى جانب ما تبقى من العدالة والتنمية إضافة إلى حزب التقدم والاشتراكية والاشتراكي الموحد ؛وكانت ستكون المعارضة في هذا الإطار لها من الثقل ما يكفي؛ لكن اظن ان حزب التجمع الوطني للأحرار يبحث في تحالفا أن يكون السند القوي لإنجاح التجربة الحكومية وهي تجربة استثنائية في مرحلة استثنائية ؛وذلك أمام طموحات وانتظارات كبيرة جدا بالإضافة إلى النموذج تنموي جديد وكل ذلك يفرض أن لا يكون هنالك هامش للخطأ؛ يعني جعل خمس سنوات نوعية يطبعها الاشتغال المتواصل والمنظم لإنجاح هذه التجربة ؛ لأنه لأول مرة تكون أغلبية مريحة بهذا الشكل؛ ونتقاسم مكوناتها مجموعة من الاهداف والتوجهات الرامية إلى تنمية شاملة للبلاد على المستويات الاجتماعية والاقتصادية.. إلخ ؛ دون أن ننسى الاكراهات السياسية من ملف الصحراء و الوحدة الترابية وغيرها من الملفات الجيوسياسية والجار الشرقي الذي بات يناور بشدة بعدما بات يلعب أوراقه الأخيرة؛ لهذا فالأمر يحتاج إلى حكومة قوية منسجمة؛ تفي بكل هذه المتطلبات في ظروف عملية وموضوعية وفي ظل الجائحة؛ وركود اقتصادي عالمي بعد تفاقم الصراع بين القطبين الكبيرين الصيني الأمريكي.