الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

دموع الفراق.. شهادات من القلب ترثي رحيل د. نور الدين المدرعي

دموع الفراق.. شهادات من القلب ترثي رحيل د. نور الدين المدرعي الراحل الدكتور نور الدين المدرعي رفقة والدته الحاجة السعدية

الدكتورة فاطمة المدرعي ترثي أخاها نور الدين المدرعي واسطة العقد

أذكرك صغيرا تتهجى الحروف. تحب اللعب والمرح. تتفوق على الأقران في كل ميدان... كنت الصادق الأمين لأنك تربية على منهج ديننا الحنيف. منذ سن العاشرة وأنت تناجي ربك في محراب الصلاة والتعبد... صادق في كلامك ومواقفك مهما كلف الأمر .

أذكر يوم اصطحبتك إلى امتحان الشهادة الابتدائية. أذكر تسجيلك بكلية العلوم بالرباط وحجز مكانك بالحي الجامعي... أذكر يوم حضرت تقديمك لدكتورة السلك الثالث وقلت لك لم تكن تمتحن بل كنت تلقي درسا بثبات وهدوء فأجبتني قائلا: "رَانَا لَاعَبْ غَا ضَاحُوكِي  !!"

أذكر يوم ذهبت مع أمي السعدية زينة البنات للات الأمهات لخطبة زوجتك. وأذكر فرحتك الأولى بمولد سهيل. أذكر وأذكر وأذكر...

اعتزازي وفخري بسمعتك الطيبة وصيتك العلمي.

أذكر كيف كنت السبب في استفادتي من تعاونية السكن، وكيف فَرِحْتُ بجوارك، وكيف سلمتك مفاتيح بيتي، وكنت أطمئن إلى أن هناك من يحضر موتي ويقف في جنازتي... ولكن الله شاء أن تحرق كبدي على فراقك... نم أخي قرير العين أيها الطيب والنظيف في رحمة الله الواسعة.

 

المحامي الأستاذ المصطفى كنعان يعزي آل المدرعي

في هذه اللحظة، تلقيت ببالغ الأسى والأسف والحزن العميق، خبر وفاة اخينا العزيز وصديقنا الصادق الصدوق، الرجل الخلوق، وذلك على إثر الوعكة الصحية التي لم ينفع معها العلاج. وبهذه المناسبة الاليمة أبعث إليكم بأحر التعازي وأصدق المواساة راجيا، لكم الصبر الجميل، وللفقيد الغالي الرحمة والمغفرة، داعيا له بأن يحسن الله مثواه، وأن يجعل قبره روضا من رياض الجنة وأن يحشره يوم الحشر العظيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ذلك رفيقا. لله ما اعطى ولله ما أخذ.

إنا لله وانا اليه راجعون.

 

الزميل خالد مصباح: رجل اجتمع فيه ما تفرق الغير

 عاش بإنسانيته طولا وعرضا، غير متأهب للملذات، غير آبه للديكورات، يحب العمق من أعماقه. لله ما أعطى ولله ما أخذ.

كنا نحبه من بعيد، والآن نحبه وهو في الأعالي هناك عند من أحبه في أفعاله وهو القادر أن يواسيكم في شبيهكم... أما نحن فلا نملك رفقة الدموع أن نقول لكم عزائنا واحد في شخص جمع كل الخصال.

إلى أمه الحاجة السعدية أقول نورالدين كان نورنا، 

إلى الحاجة فاطمة أقول نور الدين كان نبراسنا، 

إلى مصطفى أقول نور الدين كان نحاتا بأيدي ساحرة،

إلى نجاة أقول نورالدين كان نجاتنا،

إلى كمال أقول نورالدين منظفا لمحيطنا،

وإلى أخي علي أقول وكما كنت أقول له دائما أن نورالدين رسول بدون كتاب يتعالى عن التفاهات بضحكته الكافكاوية، نورالدين يتعالى عن الزوائد مهما كانت.

وإلى زوجته وأبنائه أقول زوجك كان زوجا عصاميا في حبه لعائلته الصغيرة وكم كان يفرح حين تأخذه بوصلة الدفء إليكم،

ولأبنائه أقول أبوكم ليس ككل الرجال، بل هو رجل استثنائي في حبه لكم....

عزاؤنا جميعا في فقدانه.... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

الفاعل الجمعوي محمد شفيق: الفقيد نور الدين انتصر للغة العقل والقلب والوجدان

لم أكن أعلم أن الفيروس اللعين بهذه القسوة وهذه الشهية المفتوحة على الفتك والإفناء.

فيروس ماكر يختار ضحاياه بكثير من المكر والسادية. ها هو اليوم يضيف إلى قوائمه الطويلة أخا وصديقا عزيزا نورالدين المدرعي.

كان الفقيد، كريما في عطائه منصفا في مواقفه نبيلا في سلوكاته، التعامل مع الدكتور نورالدين المدرعي فرصة نادرة للإصغاء لدروس الحياة البليغة، لم يكن كثير الكلام لأن أحاسيسه تسابق كلماته فانحاز للغة القلب والوجدان. نورالدين رجل الظل لأنه أدرك أنه أكثر المناطق المحتاجة إلى النور لذلك ندر حياته لمحاربة العتمة في المواقع والمواقف والأحاسيس.

أيها الأحبة اطمئنوا فنورالدين لم يمت، فقط توارى إلى الخلف كي يواصل التنوير

 

الشعلة ترثي بن رحمها الدكتور نور الدين المدرعي

ببالغ الحزن والأسى وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره توصلنا اللحظة بخبر وفاة المرحوم الدكتور نور الدين المدرعي أمين مال سابق لجمعية الشعلة ونائب رئيسة جامعة الحسن الثاني  بالبيضاء.

بعد صراع مرير لأزيد من شهرين مع هذا الفيروس اللعين، حيث قاومه بصبر المؤمنين  ليختاره مساء يوم الاثنين 13 شتنبر 2021، عز وجل  القوي الحكيم الى جواره راضيا مرضيا.

برحيل الفقيد الدكتور نور الدين المدرعي يكون المغرب فقد أحد رجالاته الوطنين المخلصين الذين ناضلوا في صمت إلى جانب الطفولة والشباب والطلبة. كان مدافعا عن الحق منتصرا دوما للقيم النبيلة .

سيترك نور الدين المدرعي رمز الصدق والأمانة والاستقامة والوفاء، فراغا كبيرا بين عائلته الصغيرة وأصدقائه ورفاق دربه ومنهم كافة الشعلويات والشعلويين الذين عرفوه امينا للمال ومكونا لأجيال عديدة من الشباب...

 رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وألهم إخوته فاطمة وعلي وبوشعيب ومصطفى وكمال ونجاة... وزوجته وأبناؤه وكافة أسرة آل المدرعي وصهره عبد المقصود راشدي  وكافة أسرة راشدي وأصدقاء ورفاق المرحوم الصبر والسلوان وإنا لله و إنا اليه راجعون.

 

الدكتور محمد أبو النصر: فعلا إنها خسارة كبيرة

أعجز عن الكلام رفيقي وصديقي واخي نور الدين، خسارة كبيرة لعائلتك ورفاق دربك ولزملائك وطلبتك وإخوانك وللشعب المغربي قاطبة. كيف أنعيك وأنت نموذج الأستاذ الباحث، ما قصرت يوم في عطائك لفائدة شعبتنا التي ساهمت في بنائها منذ التحاقك بها إلى جانب العديد من الزملاء والزميلات.

تحملت مسؤولية في نقابتنا العتيدة منذ بداية مشوارك المهني، ولعبت دورا أساسيا في تقوية العمل النقابي الجاد والمناضل، ولا زالت بصماتك في أرشيف المكتب المحلي لكلية العلوم بنمسيك.

لن ننساك رفيقي العزيز. لن أتكلم على تشجيعك للزملاء من أجل مناقشة الدكتوراه وأنا واحد من بينهم، لن أنسى جميلك في هذا الصدد وضغطك علي للاهتمام بموضوع البحث. لن أنسى ابتسامتك كل صباح ونقدك البناء للسياسات العمومية.

كانت مساهمتك فريدة من نوعها في المجتمع المدني وما قدمته من أجل النهوض بجمعية الشعلة للتربية والثقافة حيث كرست وقتك وجانب من ممتلكاتك لفائدتها وكنت مداوما متطوعا بها بالمركب الاجتماعي والثقافي ثريا السقاط.

لن ينتهي الكلام عن وصفك أيها المناضل الملتزم. أبكيك رفيقي نور الدين. عزاؤنا واحد لعائلة الفقيد ولزملائي في شعبة البيولوجيا وكلية العلوم ولجامعتنا.

إنها بالفعل خسارة كبيرة.