الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الإله حسنين: الدخول المدرسي العبث من جديد

عبد الإله حسنين: الدخول المدرسي العبث من جديد عبد الإله حسنين
طلعت علينا حكومة سعد الدين العثماني بقرار تأخير الدخول من 3 إلى 10 شتنبر، ثم بقرار التلقيح قبل الدخول رغم أن هناك المئات من الإباء والأمهات الذين يرفضون هذا الإجراء، واليوم يصدر الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة قرار التأخير إلى فاتح أكتوبر ناسيا أن أغلب العائلات استعدت لهذا الدخول وأدت واجبات التأمين والتسجيل وشهر شتنبر قبل العطلة الصيفية، بل اقتنت الأدوات المدرسية والمؤلفات العربية والفرنسية ولباقي اللغات بفاتورة عالية وغالية على جيوب المغاربة.
 
وحين لاحظ الوزير استغراب العائلات وأصحاب المؤسسات التعليمية الخصوصية مباشرة عد صدور بلاغ التأخير سارع إلى الرد وصرح بأنه سيجتمع مع فيدرالية المؤسسات الخصوصية وفيدراليات الإباء للتفاوض والإقناع وأن العائلات لن يؤذوا واجبات شهر شتنبر، ناسيا أنه سيكون خارج الحكومة وأن مسؤوليته ستنتهي مباشرة بعد الانتخابات المقبلة، بل أن الحكومة برمتها ستتحمل فقط تصريف الأعمال.
 
فهل هناك عبث أكثر من هذا وهل هناك وزير أكثر كسلا داخل قسم الحكومة حتى ينطق بما لا يفهم وبما لا يمكن أن يطبق، وهل نسي معركة العائلات والمدارس الخصوصية عند بداية الحجر وخرجاته الإعلامية التي لم تكن في محلها وكانت تزيد الطين بلة، بل وتصريحاته المتناقضة التي تكون تارة إلى جانب العائلات ومرات عديدة إلى جانب مؤسسات التعليم الخصوصية حتى مرت السنة دون حلول واضطرت العائلات لتأدية الفاتورة غالية، ولا حظنا المستوى الذي نزل إليه التعليم في كل المستويات نتيجة سياسة الكيل بمكيالين وإقرار التعليم الحضوري ثم الانتقال إلى التعليم عن بعد، وما رافق كل ذلك من تعب نفسي وجسدي سواء على مستوى الأطفال والشباب وعائلاتهم أو على مستوى نساء ورجال التعليم وكل مكونات المنظومة التربوية والتعليمية.
 
وهل لم يعد هناك في هذه الحكومة من متدخل رصين يمكنه إصلاح هذا ألعبت، إننا ننبه إلى أن هذه القرارات المتسرعة سيكون لها عواقب وخيمة على أطفالنا وعلى عائلاتهم وأن الوزير يسعى إلى إشعال الفتنة من جديد بين العائلات والمدارس الخصوصية كما فعل في السابق. وهذه المرة لن تكون هناك حلولا ونحن على أبواب الانتخابات وتغيير الحكومة فإلى متى هذا العبث وهذه الفوضى داخل منظومة التربية والتعليم؟