الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد العمري: ما هذا الخطاب الفج.. يا بنكيران؟!

محمد العمري: ما هذا الخطاب الفج.. يا بنكيران؟! محمد العمري

بنكيران يخرج عن سَمْتِ رجل الدولة المغربي: سمت التحفظ، والامتناع عن تجريح الأشخاص والهيئات.

بل أضاف إلى ذلك المبالغةَ في تزكية النفس، وبذلك جافى قوله تعالى: "فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى". وتناسى قول الرسول صلعم في من يقذف الناس: ".. .فقد باء بها أحدهما..."!

 

حمل على خصمه السياسي عزيز اخنوش بخطاب منحط، قوامه التنقيص والتجريم بدون حجج أو وثائق، والحال أنه كان شريكَه في الحكومة، وكان معه سمنا على عسل كما يقال! ولم يتغير مزاجه إزاءه إلا حين لعب به مرتين:

نزع منه التوقيع،

ثم أسقطه من رئاسة الحكومة...

 فهو الآن إنما ينتقم، وينفث حقده...

 

فمن المغفل هنا، ومن الضعيف؟

 

ومع أخنوش ذكر تآمر الوزير بوسعيد بالاسم، ووصف رئيسَ حزب كان يرفض التعامل معه بالبلطجة.

 

والأقبح من كل ذلك إهانتُه للصحفيين إجمالا (أي هيئة) وبالاسم... ذكر منهم الشرقاوي والتجيني...

كما أهان الفنانين متهما لهم بالارتزاق، لمجرد مساندتهم لخصمه السياسي، وهذا تعسف كبير ...

 

وكان خطابه ملينا بالتناقض، ففي الوقت الذي يطعن في كفاءة أخنوش بكونه لم يتدرج في حزب سياسي بما يجعله مؤهلا لرئاسة الحكومة معترفا بنجاحه وزيرا، ينوه بكريم العمراني الذي لم يكن منتسبا لأي حزب.

 

أما بعد،

المغرب أكبر من هذا الخطاب الإخواني المتعالي الذي خرب بلاد الشرق العربي.

ليس من حق بنكيران ولا غيره أن يستبق صناديق الاقتراع للاعتراض على شخص بعينه خارج المساطير القضائية.

فإذا كان عند بنكيران ما يُدين أخنوش، بعد كل ما قاله، فما عليه إلا أن يتوجه إلى القضاء، وإلا لزم تأديبه/ تعزيره. ثمانون جلدة في ظهره مثلا!!

 

أما رأيي أنا في الرجل فقد عبرت عنه في مناسبات سابقة. سواء باعتباره "بلازا" كبير، أو بأكله حالا لمالِ تقاعد لم يساهم فيه. وليس له أن يحتج بقولهم: إنما حُمِّلْتُ فحمَلتُ، فالرسول ص يقول: "أيها الناس.... فإنما اقطع له قطعة من النار..."!

 

الرئاسة في المغرب تقتضى التحفظ، وتاج زينتها العفة... رحم الله من اختشوا..

من تحفظوا وتعففوا...