الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

بعد أفول أسهمهم: أبو وائل الريفي يرصد ميكيافيلية دعاة مقاطعة الانتخابات

بعد أفول أسهمهم: أبو وائل الريفي يرصد ميكيافيلية دعاة مقاطعة الانتخابات البراهمة زعيم النهج الديمقراطي (يمينا) ومحمد عبادي زعيم العدل والإحسان

يرصد أبو وائل الريفي، في بوحه بموقع "شوف تيفي"، مجريات العملية الانتخابية، خاصة في الجهة الأخرى التي ينتصب فيها دعاة مقاطعة الانتخابات.. معتبرا "أن القاعدة المنطقية والتي لا تحتاج كثير جهد للإقناع هي أن ليس كل من لم يشارك يوم الاقتراع يمكن اعتباره مقاطعا".. مشددا على أنه على دعاة مقاطعة الانتخابات التحلي بالمنطق والصراحة واحتساب حجمهم من خلال عدد المتجاوبين مع دعواتهم وصفحاتهم ومتابعي ندواتهم، والذين إذا احتسبنا عددهم فستكون بالتأكيد نتائجها وحصيلتها مخيبة لما يدعونه...

 

"في الجهة الأخرى هناك مقاطعون لكل العملية السياسية ولكل المؤسسات المنبثقة عنها. وهذا حقهم طبعا، ولكن عليهم أخلاقيا تجنب المزايدات وتضخيم الأنا والركوب على أعداد غير المشاركين لتصنيفها في خانة المقاطعين واحتسابها لصالحهم.

 

القاعدة المنطقية والتي لا تحتاج كثير جهد للإقناع هي أن ليس كل من لم يشارك يوم الاقتراع يمكن اعتباره مقاطعا، فهناك من منعته أعذار عدة، ذاتية وموضوعية، للإدلاء بصوته. على المقاطعين تقديم مؤشر منطقي لحجمهم في الساحة كما هو الشأن بالنسبة للمشاركين في العملية الانتخابية. لقد كان الباب مفتوحا أمام دعاة مقاطعة الانتخابات طيلة الحملة وقبلها وجربوا كل وسائل التواصل بدءا بالشارع رغم حالة الطوارئ الصحية، ومرورا بتنظيم الندوات والتدوين في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهاء بتنظيم الحملات الدعائية وصياغة هاشتاغات “مامصوتينش” و”لن نصوت” بكل اللغات الحية، حيث بدا الخلاف شاسعا بينهم حول ما هو الأجدى: هل استعمال الدارجة أم اللغة العربية ليتضح أن الرفاق والإخوان يمكن أن يتصارعوا عند أول اختبار. على دعاة مقاطعة الانتخابات التحلي بالمنطق والصراحة واحتساب حجمهم من خلال عدد المتجاوبين مع دعواتهم وصفحاتهم ومتابعي ندواتهم.

 

والحقيقة أن هؤلاء لا يتجاوزون على الأكثر بضعة آلاف كما هو الشأن في الندوة التي أطرها نهجاوة والعدليون بمشاركة أعلى هرم القيادات السياسية، وهي الندوة التي شهدت تعبئة استثنائية من طرف التنظيمين معا وكانت نتيجة المتابعين مخيبة للآمال وتعكس الوزن الحقيقي لهما معا. وهناك مؤشر آخر كان يمكنه وضع كل فريق المقاطعة في الميزان الحقيقي ولكن دهاقنة الفريق تنبهوا في اللحظة الأخيرة فحذفوه، ويتعلق الأمر بصفحة على الفيسبوك تحت عنوان مامصوتينش أغلقت ساعات بعد فتحها مخافة الفضيحة إن هي لم تتجاوز الأرقام المليونية التي يدعون تمثيلها ويتحدثون باسمها زورا.

 

هذه الصفحة التي كتبت بالدارجة بداية والتي تقف وراءها العدل والإحسان التي قادت الحملة ضد استعمال الدارجة منذ سنين تبين درجة ميكيافيلية الإخوان وبأن عندهم ذاكرة قصيرة لأنهم يطالبون بشيء ويأتون نقيضه في مدة وجيزة. لماذا لم تكن عندهم الشجاعة لقيادة المقاطعة باسم الجماعة؟ لماذا يدفعون شبيبتهم لذلك بشكل غير رسمي؟ إنه الخوف من الحقيقة التي يعرفونها جيدا وهي أنهم لا يمثلون شيئا في المغرب ومعزولون عن الفئات العريضة من المغاربة. ولأنهم ألفوا أسلوب المناورات والغموض وكلنا يتذكر إنزالات الجماعة في 2011 رغم أنها كانت تقول أن الأمر يعني الشبيبة فقط كما كان في بيان دعوتها للانخراط في حركة 20 فبراير.

 

المسؤولية الأخلاقية تقتضي من إخوان العبادي ورفاق البراهمة ومن على يمينهم ويسارهم من المقاطعين التحلي بالصدق والشفافية ويتحدثون فقط باسم من في صفهم ومن يتجاوب مع أنشطتهم وليس باسم المغاربة. كما أن هذه المسؤولية تستلزم من المشاركين في هذه الانتخابات تحمل تبعات نتائجها ونسبة المشاركة فيها لأنها هي التي وضعت إطارها القانوني والتنظيمي والإجرائي والمؤسساتي.

 

وليكون دعاة المقاطعة في مستوى الحدث، كان عليهم عدم الاقتصار على لعن الظلام وتسويد كل تاريخ المغرب لأن الشعب في انتظار من يبادر ويقترح ويشعل شمعة، وهذا هو التحدي الحقيقي أمام من يدعي زورا أنه يمثل الشعب. والحقيقة أنني لم أستخلص شخصيا وأنا أتابع منذ عقود خطاب المقاطعين إلا نبرة عدمية سوداوية تشاؤمية خالية من أي اقتراح مفيد وهذا ما صار يعيه أتباعهم قبل الشعب فصار ينفر من هذا الخطاب ويكون أول العازفين عن حضور أنشطة هذه التنظيمات والتفاعل مع تدوينات القيادات. ويمكن التأكد من هذا من خلال إطلالة بسيطة على حجم التفاعل مع تدوينات كل القيادات مجتمعة التي أصيبت بإسهال التدوين خلال هذه الفترة لدعوة المغاربة إلى المقاطعة"...