الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد بوبكري: انكشاف مؤامرات الجنرالات ضد الجزائر وشعبها

محمد بوبكري: انكشاف مؤامرات الجنرالات ضد الجزائر وشعبها محمد بوبكري
أكد تطور الأحداث في الجزائر أن جنرالاتها متورطون في كل المآسي التي حلت بالشعب الجزائري، حيث لم يعد في إمكان هؤلاء الحكام أن يضللوا الشعب الجزائري عبر ما ينشرونه من إشاعات وأكاذيب وافتراءات في مختلف وسائل الإعلام التابعة لهم. ويرى بعض المتتبعين الجزائريين أن الجزائريين قد صاروا يدركون أن الجنرالات هم من رتبوا مؤخرا اغتيال الفنان "جمال بن إسماعيل'، كما أنهم هم من افتعلوا إضرام النار في مختلف المناطق الجزائرية، وفي مقدمتها منطقة "القبايل".
لذلك، فقد بات الشعب الجزائري يعي أن الجنرالات وأعضاء مخابراتهم هم مصدر كل الشرور، كما أنهم هم أعداؤه اللدودين، حيث تأكد للجزائريين اليوم أن هؤلاء الجنرالات قد كانوا دواما وراء كل المآسي التي عرفها الوطن والشعب الجزائيين...
لذلك، لقد صار معلوما لدى جميع الجزائريين أن اغتيال الفنان الشاب " جمال بن إسماعيل" كان من تدبير جنرالات الجزائر ومخابراتهم، لأن المخابرات الجزائرية كانت تعلم آن هذا الشاب هو من رموز الحراك الشعبي السلمي في منطقة الأوراس، كما آنها كانت على علم بأنه قادم على رأس جماعة من الشباب إلى "تيزي وزو"، تضامنا مع إخوانهم وأهاليهم في منطقة "القبايل"، ورغبة في المساعدة على إطفاء الحرائق، التي تم إضرامها في هذه المنطقة. وبعد وصول هذا الشاب إلى "تيزي وزو"، استوقفته جماعة من أعضاء المخابرات بدعوى أنهم يمثلون مختلف وسائل الإعلام، وطلبوا منه تصريحا، عبر فيه بصدق عن ترحمه على اراوح شهداء هذه الحرائق، كما عبر عن تضامنه مع منطقة "القبايل" في الكوارث التي أصابتها من جراء الحرائق. وقد استغل هذا الشاب هذه المناسبة للكشف عن أنه جاء صحبة جماعة من الشباب للمساهمة في إخماد النيران، وتقديم المساعدة لأهالي "القبايل'. أضف إلى ذلك أنه لم يقم بتوجيه أي نقد، أو اتهام لأحد، ما يدل على أنه شاب مسالم...
ونظرا لكون أفراد المخابرات وجنرالاتهم لا يقبلون بأي تضامن شعبي مع أهالي هذه المنطقة، فإنهم قاموا بتوقيفه، وحجزه في سيارة الشرطة. وبعد ذلك، قاموا بإطلاق إشاعة كاذبة ضده مفادها أنه هو من افتعل الحرائق التي ضربت المنطقة، وقامت بتكليف مسبق لأعضاء منها يرتدون زيا مدنيا بالانقضاض عليه وضربه ولكمه، وإسقاطه أرضا، ثم صب مادة مشتعلة عليه، واغتياله حرقا...وإذا كان للمخابرات شكوك حوله، فقد كان في إمكانها أن تحتجزه في مخافرها للتحقيق معه. لكن، لماذا لم تقم بذلك؟ وهذا ما يفرض طرح الأسئلة الآتية: لماذا سلمته الشرطة إلى هذا الجمهور الذي رتبت أموره معها لإحراقه؟ وهل الجمهور هو من يسهر على تطبيق القانون؟ ألا يدخل ذلك ضمن مسؤولية الشرطة؟ ولماذا لم تتدخل الشرطة لإنقاذه من الموت؟ لقد كان في إمكانها ذلك. ألم تقم باختطاف شباب الحراك من قلب المسيرات رغم مقاومة المتظاهرين؟ وما دام أفراد الشرطة قد كانوا قادرين على التدخل من أجل إنقاذه، فلماذا لم يقوموا بذلك؟ ألا يدل هذا على أنهم كانوا راغبين في اغتياله؟ ألم يفعلوا ذلك لأنهم يريدون الدفع بالجمهور لاغتياله ليبرؤوا أنفسهم من ذلك؟. ألا يؤكد ذلك أنهم كانوا وراء ترتيب اغتياله؟... أضف إلى ذلك أنه كان في إمكانهم، بعد أن شاهدوا انقضاض الجمهور عليه، أن يطلقوا رصاصة في الهواء، وبعد ذلك، يسهل عليهم التدخل لإلقاء القبض على من أسقطوه أرضا، وأضرموا النار في جسده، ومثلوا به...فلماذا لم يفعلوا ذلك؟ ألا يدل كل هذا على أنهم يرفضون اعتقال مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء، لأنهم أعضاء في المخابرات؟ ألا يؤكد ذلك أن المخابرات ضالعة في الجريمة البشعة؟. وإذا كانت المخابرات الجزائرية واقفة وراء هذه الجريمة النكراء، ألا يفيد ذلك تورط الجنرالات فيها؟....
فضلا عن ذلك، لقد صار أهالي "القبايل" وغيرها من المناطق الجزائرية، يعون أن الجنرالات هم المدبرون الحقيقيون لكل الحرائق التي عرفتها الجزائر. لقد شاهد شهود عيان مروحيات تحلق في فضاء منطقة "القبايل"، ولاحظوا أنها كانت تصب على الغابات سائلا محرقا، كما انها قامت بعد ذلك بإسقاط أجسام صغيرة معبأة بمادة متفجرة، تنفجر بعد سقوطها على الأرض، ما تسبب في إضرام النيران، التي أودت بحياة الكثير من الجزائريين، وقتلت آلاف قطعان الماشية والأبقار والماعز، وأحرقت أشجار الزيتون والتين، وغيرها من الأشجار المثمرة.. وهذا ما تسبب في قطع أرزاق ملايين الجزائريين، الأمر الذي قد يعمق المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالجزائر.
ويؤكد بعض الخبراء أن الجنرالات دبروا هذه الحرائق للانتقام من الشعب الجزائري الذي يرفضهم، ويطالب برحيلهم.. كما يرى ملاحظون جزائريون أن الجنرالات كانوا يسعون من وراء إضرام النيران في الجزائر كلها إلى تلفيق تهمة ذلك إلى حركة "الماك" و"جماعة رشاد"، رغبة في تأكيد تهمة الإرهاب بهما، التي سبق لهم أن وجهوها إليهما، الأمر الذي لا يصدقه أحد، خصوصا أن زعامات هذين التنظيمين تقيم في دول أوروبية، قادرة على التحري قبل الترخيص لها بالإقامة فيها. إضافة إلى ذلك، لقد اشتعلت النيران في بعض دول جنوب أوروبا وتركيا... لكن لم تقم هذه الدول بقول إن الحرائق التي اندلعت فيها هي من تدبير جماعات إرهابية، الأمر الذي يجعل حكام الجزائر على خطأ، حيث لم يصدق أحد اتهاماتهم، كما أنهم انكشفوا أمام العالم، وافتضح أمرهم، وتأكد لكل من الرأي الداخلي والدولي أنهم يقفون وراء الحرائق التي اندلعت في الجزائر كلها، فصار العالم على علم بأنهم ارتكبوا ذلك انتقاما من الشعب الجزائري، الذي عبر عن رفضه لهم، حيث إن كل المنظمات الدولية على علم بذلك...
وما يتجاهله حكام الجزائر هو أن من أضرم النار في الآخر، إنما هو يضرمها في ذاته، لأن إضرام النار في الآخر تمهد لاحتراق الذات بنار الآخر.. فهل يتعظ حكام الجزائر؟ إنهم يسيرون في اتجاه الانتحار!! فهل ينصتون؟...