الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

يا للفضيحة.. رابطة علماء المغرب تصف سيطرة طالبان على الحكم بـ "الفتح المبين"!

يا للفضيحة.. رابطة علماء المغرب تصف سيطرة طالبان على الحكم بـ "الفتح المبين"! أهؤلاء هم من سيحكمون الآن أفغانستان...؟

بيان خارج سياق التاريخ ذلك الذي أصدرته رابطة علماء المغرب بمناسبة سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان؛ معتبرة إياه بالفتح المبين، متناسية المآسي الإنسانية التي خلفها الاجتياح وترجمتها الشبكات الإعلامية العالمية في نقلها لصور الآلاف من الافغان وهم يطوفون بالطائرات في المطارات علهم يتمكنون من الهروب من جحيم الحروب التي فرضتها عليهم العديد من الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها.

 

لكن ما تغافله بيان الرابطة هو أن استيلاء حركة الطالبان على الحكم كان بمباركة وبإيعاز من أمريكا، بناء على مفاوضات الدوحة العاصمة القطرية، والتي تقرر فيها انسحاب أمريكا من أفغانستان مقابل تعهد الطالبان بعدم مهاجمة المصالح الأمريكية والغربية؛ بمعنى أن أمريكا أرادت توزيع الأدوار من جديد وخلطها لخدمة أجندتها.. فبعد أن فشلت فشلا ذريعا في إقامة نظام قوي بأفغانستان يوفر على الأقل الحماية لشعبه، وتأكد لها أن هذا النظام لا شعبية له وليست له قاعدة يستند إليها، ارتأت أن تجرب وصفة حركة الطالبان، كما جربت قبل ذلك بتنظيمي القاعدة والدواعش ومدتهما بالعتاد والسلاح لنشر الفوضى الخلاقة قصد تيسير مأمورية الاستيلاء على ثروات البلاد..

 

والرئيس الأمريكي كان واضحا في خطابه الخاص بأزمة أفغانستان حين صرح بأن الشعب الأفغاني لم يدافع عن نفسه أثناء غزو حركة الطالبان، بالرغم من أن أفغانستان بها جيش نظامي يبلغ تعداده أكثر من 300000 جندي مجهز بأحدث الأسلحة...

 

تصريح يثير السخرية على اعتبار أن عجز الافغان في مقاومة حركة الطالبان راجع بالأساس إلى هزيمة أمريكا نفسها في أفغانستان، لأنها لم تسع إلى القضاء على الطالبان، لتبقى هذه الأخيرة بمثابة البعبع للعديد من دول الجوار كالهند والصين وإيران وروسيا؛ مع العلم أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت على دراية بأن العاصمة كابول ستسقط بسرعة البرق في أيادي الطالبان؛ وأمريكا لا تهمها لا الديمقراطية ولا حقوق الإنسان وقد تستغل الأنظمة الشمولية للضغط عليها لخدمة أجندتها التوسعية.

 

على رابطة علماء المغرب إذن قراءة التاريخ بشكله الصحيح؛ فزمن الفتوحات قد ولى إلى غير رجعة، وحل محله التحليل الملموس للواقع الملموس...