الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمود التكني: أيها دراجي..سأتدرج في الرد عليك

محمود التكني: أيها دراجي..سأتدرج في الرد عليك محمود التكني
ليس خطأ مطبعيا أن طارت ال (ال) من اسمك يا دراجي ، ولكني تعمدت حذف تعريفك لأنك نكرة في الممارسة السياسة ومع الأسف حتى في أصولك، وهذا راجع لعدم صفاء عرقك مع احترامي لإخواني الجزائريين.
وسأستهل مقالي هذا بمثل جزائري ينطبق عليك و تعرفه أم المعرفة ، يقول المثل :( النعجة تولد و الذئب يقول ولدي )، فعندما كنت ممنوعا من الدخول إلى دولتك كنت معززا مكرما في المغرب الذي وجدت فيه الملاذ الآمن وكنت محفوفا بحسن الضيافة وكرم الاحتضان،
والآن أصبحت تتطاول على من ساندك وأمن ظهرك، وليتك كنت تعرف شيئا عن تاريخ بلادك المشؤوم ، لقد احتلت لما يزيد عن أربع مائة سنة و لم تكن تعرف معنى للدولة او النظام منذ دخول الاتراك، و لم تحظ بالاستقلال إلا مع سنة 1962 حيث تحررت من براثين الفرنسيين الذين لا زالوا يتحكمون في أنفاس حكامكم ، و خير دليل على ذلك تدخل فرنسا دون استئذان في عملية إطفاء حرائقكم التي ليست كحرائق العالم لأنها مجهولة الاسباب ، وهذا طبيعي لان استعمار فرنسا لكم كان استيطانيا رغم أنك لا تفهم هذا النوع من الاستعمار او ذاك. و اذا كانت مقاومتنا قد دعمت و ساندت مقاومتكم لمدة ست سنوات فلا تقل لي أن هذه الحقيقة التاريخية هي الأخرى غائبة عنك . وبعدها نشبت حرب الرمال سنة 1963 بيننا و بينكم لا لشئ سوى لخلاف على ارض مغربية اقتطعتها ماماك فرنسا لإقليمها الجزالجزائرالنظام العسكري يعلم بعدم احقيته لتلك الثغور. و تذكر أن قواتنا المسلحة الملكية تركت اوجاعا نفسية في صفوف نظامكم جراء هذه الحرب التي عقب عليها رئيسكم آنذاك بومدين بقولته الشهيرة ( المراركة حكرونا ) ، و لازلت عقدة من نوع آخر تلازم رئيسكم الفعلي الكابران شنقريحة منذ أن أ سر من طرف أبطالنا الأشاوس هو و كتيبته سنة 1976 في امغالا ، ولولا تدخل انوار السادات لدى المشمول برحمة الله الملك الحسن الثاني لكان قد قضى سنينا عددا في سجون المملكة . و منذئذ و هذا العجوز المختل يعاني عقدة مركبة هي المغرب ، و لقد أصابه الخرف لأنه يتهم المغرب باحتلال الصحراء و هذا ادعاء مجانب للصواب لان من كان يستعمر الاقاليم الجنوبية هي اسبانيا . والتاريخ يشهد ان النظام الذي كان قائما بالصحراء قبل الاستعمار هو حكم الدولة المغربية ، اما الجمهورية الوهمية فليس لها وجود سوى في مخيلة أمثالكم، و هذه حقائق سردتها لك لعلك تتورع عن هجاء اسيادك و تكف عن سب الملة بعد أن شبعت من الغلة .
أما بخصوص جمهورية القبائل الشقيقة فمطلب تقرير المصير حق شرعي يدخل في نطاق قانون الاقليات و هذا ما تطالبون به بخصوص الصحراء المغربية منذ أمد بعيد ، إلا ان الحالتين مختلفتان تماما فقضية الصحراء لا يمكن معها تطبيق تقرير المصير لعدة أسباب نذكر منها تعطيل عملية تحديد الهوية من طرف الفئة الضالة البوليساريو و قبلها انتفاء الشرط الرئيسي لتطبيق قانون حق الاقليات لعدم الإجماع حول القيادة و عدم توحد قبائل الصحراء حول مطلب الانفصال ، اما حالة القبائل فهي مختلفة تماما بحيث هناك إجماع حول رئاسة الجمهورية القبائلية الشقيقة ، لهذا اوصيك ان تبتعد عن السياسة و إن أردت الخوض فيها فلا ضير شريطة أن تقرأ التاريخ وفي مقدمته تاريخ بلادك المشؤوم .
 
محمود التكني، أستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس