الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

رصدها أبو وائل الريفي: لماذا فضل تبون إحراق شعب الجزائر بدل قبول  المساعدة من المغرب؟

رصدها أبو وائل الريفي: لماذا فضل تبون إحراق شعب الجزائر بدل قبول  المساعدة من المغرب؟ الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

في بوحه الأسبوعي بموقع "شوف تيفي"، يكشف أبو وائل الريفي بؤس خطاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والذي أهمل من التداول الإعلامي بما أن رسالته كانت خارج السياق ولا تتجاوب مع مطالب الجزائريين؛ وليتبين في ما بعد بؤسه الجلي والذي فضحته الحرائق التي عرفتها الجزائر، وعانى منها الجزائريون الذين تضرروا بسببها، وكذا ليتبين عجز الدولة وفشلها رغم الإمكانيات المالية التي تتوفر عليها من عائدات النفط والغاز...

 

"بالقدر الذي صنع خطابُ العرش الأخير الحدثَ فإن حوار تبون كان باهتا ولم يستحق من وكالات الأنباء والرأي العام اهتماما رغم أن السياق كان يستدعي ذلك. ترى ما هو السبب؟

 

بدا الحوار ثقيلا ومتصَنعا استُعمل فيه الصحافيان المحاوران كـ ”أرانب حوار” (قياسا على أرانب السباق) دورهما مساعدة الرئيس على تبليغ رسائل جنرالات العسكر وتذكيره بها في حالة الشرود عن الموضوع. ولذلك لم يستحق التداول الإعلامي الواسع لأن رسائله كانت خارج السياق وغير مرتبطة بالواقع ولا تتجاوب مع مطالب الجزائريين وتتجاهل الأولويات التي تحتاجها البلاد. ومصير حوار بهذه المواصفات هو النسيان السريع لأن الواقع لا يرتفع ولأنه حوار أشبه بالفاست الفود الذي لا يحتاج وقتا وجهدا للهضم، وقد غطت الحرائق التي عرفتها البلاد وتفشي انتشار الوباء على كل تطمينات الرئيس للجزائريين لأنهم اكتشفوا مرة أخرى عجز الدولة وفشلها رغم الإمكانيات المالية التي تتوفر عليها من عائدات النفط والغاز. وهذه مناسبة لتعزية كل مكونات الشعب الجزائري في مصابهم جراء هذا الحريق وتمنياتنا أن تتغلب البلاد على موجة الحرائق التي يتسع نطاقها في منطقة المتوسط هذه الأسابيع وتستلزم تكثيف الجهود والتعاون بين دول الجوار. وهنا تظهر استباقية الخطاب الملكي وصحة المعطيات التي ارتكزت عليها دعوته الجزائر لفتح الحدود وتطبيع العلاقات بين البلدين. وكم بدا ملكنا كبيرا مرة أخرى وهو يعطى تعليماته لوزيري الداخلية والخارجية للتعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر للتصدي لموجة الحرائق. في كل مرة يظهر المعدن الأصيل للملك ورقيه عن الحسابات الضيقة. فماذا كان رد تبون؟

 

توجه الرئيس تبون إلى الشعب الجزائري بخطاب مفاجئ ليعرض جهود الدولة في التصدي لموجة الحرائق التي تضرب مناطق كثيرة من البلاد ويا ليته ما تحدث. كان يفترض في الخطاب طمأنة الجزائريين فلم يزدهم إلا خوفا من المستقبل لأنهم اكتشفوا قصر نظر حكامهم العاجزين عن توفير طائرة واحدة لإخماد الحرائق، كما اكتشفوا من قبل عجز حكامهم عن توفير قارورات أوكسجين للمرضى. فكيف يطمئنون على مصيرهم في أمور أخرى؟

كان خطاب تبون خطاب اعتراف بالفشل بنبرة استسلامية لم تخفها عبارات الحزم التي توجه بها إلى من يريد شق وحدة الجزائريين وهذه مناسبة لتذكيره بصبر المغرب على جبهة الانفصال عقودا من الزمن وهو الذي بدا جد متشدد تجاه من يستهدف وحدة البلاد وحُق له ذلك لأن وحدة الوطن خط أحمر.

 

قال تبون بأن الاتصال تم مع الدول الأوربية الصديقة قصد اقتناء طائرات ولكن لم تكن هناك استجابة بحكم إرسال كل الطائرات للمساعدة في إطفاء حرائق اليونان وتركيا، وكان لا بد من الانتظار حتى الخميس حيث وصلت طائرتان فرنسيتان. قفز تبون للأسف عن الحقيقة ولم يكن شفافا مع شعبه ليصارحهم بأن المغرب عرض المساعدة وجهز طائرتين للمشاركة في عملية الإطفاء بمجرد الحصول على الموافقة من السلطات الجزائرية ولكن التحية المغربية تم الرد عليها رسميا بأقل منها. لم يستخلص تبون وجنرالات العسكر الدرس من التضامن الأوربي حيث تداعت كل الدول لمساعدة تركيا رغم الخلاف والتباين في السياسات معها لأن اللحظة إنسانية لا محل فيها للمزايدة، ولأن المساعدة تنصرف إلى البلد والشعب، ولأن الضرر قد يتعدى تركيا إلى غيرها من الدول. وكعادته كذلك لم يصارح تبون الشعب بأسباب عدم توفر البلاد على أي طائرة وهي التي تتوفر على غطاء غابوي بملايين الهكتارات.

 

وكما لا يمكن تغطية ضوء الشمس بالغربال فإنه لا يمكن حجب مبادرة المغرب عن الشعب الجزائري الذي تفاعل معها في مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب مقابل التجاهل الرسمي والإعلامي بأوامر من الجنرالات. ما زال حكام الجزائر يشتغلون بعقلية قديمة للأسف تتماهى مع وكالات الأنباء الرسمية التي تتصور نفسها المصدر الوحيد للخبر.

 

لقد عكس خطاب تبون إرادة حكام الجزائر في تعطيل الاتحاد المغاربي لأن دول الاتحاد إن لم تتداع إلى بعضها البعض في مثل هذه الشدائد فمتى ستتحرك؟ وما جدوى هذا الاتحاد عمليا بالنسبة للشعوب إن لم تر فائدته في هذه اللحظات؟ هل يعي تبون وجنرالاته الجريمة التي ارتكبوها في حق الشعب الجزائري والغطاء الغابوي الجزائري برفض اليد الممدودة من المغرب بدافع إنساني لا غير.

 

بدا الرئيس الجزائري في حواره الصحفي مدافعا عن الجيش أكثر من دفاعه عن الشعب وهو ما يوضح أن مصدر مشروعيته هو العسكر وليس الشعب. كما بدا في خطابه ملتمسا الأعذار للجيش بشكل مبالغ فيه متناسيا الإشارة إلى أن التمويل الذي يذهب إلى جبهة البوليساريو ضدا على إرادة الجزائريين كان يمكن أن ينفعهم في هذه الضائقة التي نتمنى كمغاربة أن يتغلب عليها الجزائريون عاجلا وبأقل الأضرار.

 

وأنا أتابع الحوار الصحفي لم أجد فيه سوى كلام مكرر ممجوج من طرف الجزائريين قبل غيرهم لأنه لا يحمل لهم جديدا يبشرهم، وحتى ردُه على دعوة المغرب لم يكن مفاجئا فليس بالإمكان أن يقول غير ذلك وهو أسير مصالح نخبة مستفيدة من الوضع الحالي ترى استمرارها في تعميق الخلاف والنفخ فيه وليس استمراريته فقط.

 

لقد حاول تبون تجاهل دعوة المغرب بتخصيص حيز زمني قصير لها ولكنه تناسى أن المغرب كان حاضرا في كل فقرات حواره، بل شكل المغرب العمود الفقري لكل كلامه لأن دعوة المغرب وتطوره ونجاحاته صارت هاجسا مؤرقا لتبون وكل المتنفذين في مربع الحكم في الجزائر. وهنا يبرز الفرق الشاسع بين دعوة المغرب ورفض الجزائر.

 

لقد كانت دعوة الملك محمد السادس منسجمة مع استراتيجية المغرب التي لم يخفها أبدا، بل بسطها بوضوح تام في الخطاب الملكي بأديس أبابا أثناء القمة 28 للاتحاد الإفريقي في يناير 2017 حين ركز على التعاون جنوب جنوب ووضح أن المغرب يتقاسم ما لديه مع الأفارقة دون مباهاة أو تفاخر، وأنه أحرص على أن تكون الريادة للقارة الإفريقية وليس للمغرب، وأنه بمجرد استعادة المغرب لمكانه فعليا داخل الاتحاد، فإن جهوده ستنكب على لمّ الشمل والدفع به إلى الأمام. والحقيقة أن هذا الخطاب يستحق الرجوع إليه كثيرا لفهم خطوة المغرب تجاه الجزائر ووضعها في إطارها الاستراتيجي وسياقها الظرفي.

 

لم يخف الملك حينها أن جمود الاتحاد المغاربي عائق كبير لأن شعلته انطفأت في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك، ولأن هذا الحلم يتعرض للخيانة، ولأن هذه المنطقة تعتبر الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع. حينها، وفي ذات الخطاب، أكد الملك محمد السادس بأن المواطنين في البلدان المغاربية لا يفهمون هذا الوضع، وبأن الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن على الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدته التأسيسية. وقد بصم خطاب تبون الأخير على صحة هذا التشخيص الملكي وصواب استنتاجاته. حكام الجزائر يطلبون عون الدول الأوربية ويتجاهلون عرض دول مغاربية ويرفضون حتى الرد عليها رسميا ويفضلون استمرار الحرائق. يفضلون كراء طائرتين على أخذهما من المغرب بدون مقابل لأن من شأن ذلك حسب منطقهم الأعوج إظهار جنرالاتهم في حالة ضعف وفشل. إنه العبث بمصير الشعوب والمنطقة وتفضيل إحراق البلد على قبول عرض المساعدة لأن ذلك يعني عند حكام الجزائر اعترافا بالتفوق المغربي وفشلهم كحكام أداروا البلاد منذ الستينيات. هذه هي العقدة الملازمة لحكام الجزائر والتي يلزم انتظار وقت طويل ليتخلصوا منها ولكن في انتظار ذلك سيدفع الشعب الجزائري والاتحاد المغاربي الثمن.

 

لم يقف المغرب متفرجا بعد هذا الخطاب، بل بادر بعد شهور بتقديم مقترح للجزائر بمناسبة خطاب الذكرى 43 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2018 لأن عامل الوقت مهم والمغرب لا يضيع فرصة لتفعيل الاتحاد المغاربي باعتباره نقطة الضعف الأساس في الاندماج داخل القارة الإفريقية. وحتى بعد تجاهل الدعوة من طرف الجزائر التي حكم ردَها منطق سياسوي ضيق كرر المغرب العرض ثانية في خطاب العرش الأخير. وهذا هو الفرق بين من ينطلق في سياساته من تصور واضح وثابت مبني على تشخيص موضوعي وتحديد دقيق لماهية المصالح المشتركة وبين من تحكمه هواجس وأساطير وتتحكم فيه لوبيات تنتعش فقط في الأزمات والصراعات.

 

لكل ما سبق، أؤكد بأن الذي أثارني أكثر في حوار تبون ليس رده على المغرب ولكن وجه الإثارة تمثل في منطق تبون في الدفاع عن مقاربة الجزائر التي حكمها الاعتراف بالفشل الدبلوماسي قاريا ودوليا والارتكان إلى حنين أسطوري من صنع الخيال مع محاولة إضفاء صبغة الحقيقة على قوة الجزائر قاريا بافتعال معطيات، حيث قال بأنه في بداية التسعينيات كانت دراسات أمريكية تقول أن الدول المؤثرة في إفريقيا ثلاثة هي الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا.

 

لقد نطق تبون بما يختلج في صدره ويتحكم في سياساته وبين أن سبب عقدته تجاه المغرب هو التفوق المغربي الذي صار يشاهده جنرالات الجزائر قاريا. وهذا ما يفسر تحركات لعمامرة المكوكية لاستدراك الهزائم المتتالية للدبلوماسية الجزائرية. فهل فعلا تشكل الجزائر قوة قارية؟ وهل للنظام الجزائري جاذبية قارية؟ وهل لها ما تقدمه لدول القارة الإفريقية؟

 

نيجيريا دخلت في شراكة استراتيجية مع المغرب منذ سنين من خلال أنبوب الغاز افريقيا-الأطلسي الذي سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب ويمر عبر دول عدة إضافة إلى مشاريع أخرى مثل مصنع إنتاج الأسمدة بنيجيريا. نيجيريا إذن فهمت التحولات القارية ووعت جيدا مصلحة شعبها في الشراكة مع المغرب وعائداتها على دول الجنوب بما تحققه من نقل الغاز من البلدان المنتجة نحو أوروبا وبما سيساهم به مشروع أنبوب الغاز كذلك في هيكلة السوق الكهربائية الإقليمية، وبما سيشكله من مصدر أساسي للطاقة تخدم التطور الصناعي وتعزز التنافسية الاقتصادية، وبما ستخلقه من حركية اقتصادية تكون لها نتائج اجتماعية إيجابية على القارة جميعها.

 

وحتى جنوب إفريقيا لا تضع موقفها من قضية الصحراء المغربية عقبة أمام تحسن علاقاتها مع المغرب. وهو ما تؤكده مشاريع ثنائية بين البلدين خلال هذه المدة.

 

وهنا كذلك يكتشف الجزائريون قصر نظر الرئيس ورهنه مستقبلهم ومصالحهم بقضية لا تهمهم وليست مصيرية مقارنة مع فتح الحدود وتطبيع العلاقات. ولذلك قلنا في البوح السابق بأن المبادرة المغربية أحرجت النظام أمام شعبه وفضحت أنه صار يرى مستقبل البلاد بعيون البوليساريو ويصر على رؤية التحولات بـ ”عين ميكا”. لا يريد حكام الجزائر رؤية العدد المتزايد للدول التي سحبت اعترافها بجمهورية الوهم وعدد القنصليات التي تفتح في الصحراء المغربية والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والجمهوريةُ الوهمية التي لا وجود لها دوليا إلا في الاتحاد الإفريقي وقد صارت تضيق عليها الدائرة فيه بعد النشاط الدبلوماسي الفعال للمغرب. لا يصح إلا الصحيح، والمغرب يحصد بعد عقد من الزمن ما زرعه بمبادرة الحكم الذاتي. وما زال العاطي يعطي.

 

هذا هو المغرب الذي يجتهد بإمكانياته المحدودة لتطوير شراكة جنوب جنوب والتي يريد للقارة الافريقية أن تكون قاطرتها. وللأسف هذه هي الجزائر التي ما يزال رئيسها يحن لزمن عدم الانحياز والحرب الباردة. ألم أقل لكم أن لعمامرة وفريقه يعالج واقع اليوم بأدوات الأمس؟!

 

لقد كانت الرؤية الملكية واضحة تجاه العمق الإفريقي للمغرب، ولم تقتصر على الأقوال بل عززها المغرب بالأفعال لأن سياسة محمد السادس تؤمن بمشروعية الإنجاز. وقد عبر عن هذه الإنجازات الملك في خطاب أديس أبابا حين تحدث عن إبرام المغرب مع البلدان الإفريقية 949 اتفاقية همت مختلف مجالات التعاون خلال 17 سنة فقط، وهي ضعف الاتفاقيات التي وقعها بين سنتي 1956 و1999. وهذه الاتفاقيات هي محصلة لأزيد من 46 زيارة همت 25 بلدا إفريقيا.

 

لماذا إذن ترهن الجزائر موقفها من فتح الحدود بقضية مصطنعة رغم النفع الذي يعم البلدين والمنطقة من فتحها؟ الجواب عند شنقريحة وجنرالات البلاد والمنتفعين من أوضاع التأزم والذين يقودون البلاد نحو الهاوية ويوظفون مقدراتها لما يخدم مصالحهم ولو تعارضت مع مصالح البلاد والعباد. وقد صار الجزائريون اليوم أكثر وعيا بخيوط هذا اللوبي وارتباطاته وأكثر قدرة على التعبير عنه بشعارات بسيطة البناء ولكنها عميقة الدلالة مثل “مدنية ماشي عسكرية” و”سترحلون جميعكم".

 

هذه إذن هي الأسباب الحقيقية التي جعلت جنرالات الجزائر يرفضون اليد الممدودة من المغرب ويدقون ناقوس الخطر ويستنجدون بالحرس القديم ضدا على مطالب الحراك الشعبي. وهي أسباب لن تنفع البلاد في شيء ولن يستفيد منها الجزائريون كذلك ولن تفيد المنتفعين من الوضع القائم لأن التحديات القادمة أكبر من أن ينجح في مواجهتها تبون وفريقه العسكري بهذه المقاربة التي ترى في نجاحات المغرب تهديدا وجوديا لهم. في العلاقات الدولية يمكن للكل أن يكون رابحا إن أحسن تدبير علاقاته وأجاد قراءة التحولات المحيطة به ونجح في توجيه بوصلته في الاتجاه الصحيح ولم يضعها ضد التيار.

 

للأسف، هذا هو واقع الحال الذي لم يخفه تبون في حواره الذي “بشر” فيه الشعب الجزائري ب “تزيار السمطة” وهو يتحدث عن فشل الدولة في مواجهة كوفيد رغم إنفاق 3 ملايير دولار، وعن برامج التشغيل الفاشلة والتي سيعوضها برفع التعويض عن البطالة، وعن نقص الماء، وعن الخصاص في العملة الصعبة، وعن فشل النظام البنكي. وللأسف مرة أخرى لم يتحدث عن مصير عائدات النفط والغاز وطرق صرفها محاولا الهروب إلى الأمام كعادته للحديث عن عدم الاعتماد على النفط وحده. يعترف تبون ضمنيا بفشل النموذج الجزائري لما بعد الاستقلال ويحاول بشكل محتشم التحول نحو لبرلة الدولة وتشجيع القطاع الخاص، وهو ما لا يمكن أن ينجح في بيئة عسكرية ومنظومة اقتصادية مبنية على التأميم أساسا"...

 

(عن موقع "شوف تيفي")