السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد شفيق: تسلل العنف الرمزي إلى شواطئنا بلا "تاويل"

محمد شفيق: تسلل العنف الرمزي إلى شواطئنا بلا "تاويل" محمد شفيق

لم أعد استسيغ هذا الانحدار للذوق العام الذي بدأ يتسلل خلسة إلى حياتنا الجماعية، وهذا التدني في تذوقنا للجمال أو ما كان يصطلح عليه المغاربة بـ "التاويل".

 

مناسبة هذا الكلام، الاعتداء اليومي الذي نتعرض له خلال استمتاعنا للحظات بشواطئنا. مناظر مقززة وعنف رمزي متواصل يمثله نساء ورجال لم تعد لهم ولا لهن القدرة على التمييز بين شواطئ البحر وبين غرف النوم، لم يعد لنزول البحر تلك الطقوس الراقية، وذلك الفرح الطفولي للارتماء في مياه البحر. استعضنا عن ذلك بمنامات بيجامات وسراويل دخيلة بدعوى الحشمة والوقار وباسم الحق في مياه ورمال الوطن...

 

لا أحد يجادل في هذا الحق، ولكن لا أحد أيضا يمكن أن يغض الطرف عن شروط ممارسة هذا الحق.

 

من حق المغاربة الاستمتاع بشواطئهم، ولكن من واجبهم أيضا احترام هذه الشواطئ واحترام روادها.

 

فإلى متى سنقبل بهذا الاستعلاء والتغاضي عن هذه الظواهر، ونحن نشاهد شواطئنا تتحول إلى مطاعم مفتوحة وغرف نوم بدون ستائر.

 

ثمة تلازم وطيد بين الحشمة واحترام الذوق، غير ذلك، وبفك الارتباط بينهما، نخلق مساحات واسعة للهمجية وللتوحش.