الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

نشطاوي: حظوظ العدالة والتنمية ضئيلة في قيادة الحكومة المقبلة

نشطاوي: حظوظ العدالة والتنمية ضئيلة في قيادة الحكومة المقبلة محمد نشطاوي، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش
أكد محمد نشطاوي، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بمراكش، أن المشكل لا يمكن في نمط الاقتراع سواء كان فرديا او باللائحة وانما في الطبقة السياسية ومعها بعض الأحزاب. وأضاف أن المغرب يعاني بسبب بعض نخبه السياسية.
 
*هل تعتقد أن فوز حزب التجمع الوطني للأحرار في انتخابات الغرف المهنية ممهدا لفوزه في الاستحقاقات التشريعية والجماعية المقبلة؟
إذا كانت الانتخابات المرتبطة بالغرف المهنية قد أفرزت نتائج قد تفسر بانها في غير صالح الحزب الحاكم، وأنها قد تعكس الخريطة السياسية المقبلة، وانه قد يكون التصويت الذي جرى تصويتا عقابيا لعشر سنوات عجاف دفع ثمنها المواطن المغربي بحجة التوازنات الماكرو اقتصادية، إلا انه لابد من الاشارة الى انها انتخابات ذات طبيعة خاصة، لانها موجهة لفئة معينة من المجتمع لها خصوصيتها باعتبارها تضم مهنيين وصناع وحرفيين تتحكم في اختياراتهم معايير خاصة. فهذه الطبقة غير مسيسة بشكل كبير، وانه لا علاقة لانتخابات الغرف المهنية بالتشريعيات ولا تمثل مؤشرا عليها، بدليل تكرر سيناريو تراجع العدالة والتنمية في انتخابات الغرف وتصدره للتشريعيات التي تلتها، لكن اعتقد شخصيا انها رغم ذلك تبقى مؤشرًا مهما على ان حظوظ العدالة والتنمية في قيادة الحكومة المقبلة تبقى جد ضئيلة بالنظر الى الاحتقان الكبير، الذي خلفته عشر سنوات عجاف من سياسة وضعت على عاتقها الاجهاز على مكتسبات الطبقة المتوسطة وخاصة الموظفين في كل المجالات.
 
* نعيش حاليا فترة انتخابية، لكن الملاحظ أن النقاش ينصب بشكل كبير على التزكيات وحروب اللوائح، في حين هناك غياب سبه تام لمناقشة البرامج، ماهو رأيك؟
كالعادة مع اقتراب كل استحقاق انتخابي تبدأ مرحلة التزكيات وتغيير الاحزاب وترتيب اللوائح واصبحت هذه الحروب تؤثث المشهد السياسي والحزبي في المغرب، وهي تعكس مدى الوعي السياسي للنخبة السياسية التي يعول عليها لانتشال المغرب من مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واعتقد ان المغرب يعاني بسبب بعض نخبته السياسية والتي لم تستطع من جهة ان تكون مرآة تعكس هموم المواطن المغربي وان تكون صوته ومعبرا عن إرادته وتطلعاته، كما لم تستطع من جهة اخرى تغيير النظرة السلبية للمواطن تجاهها وتجاه المشاركة السياسية برمتها، فهي السبب الرئيس للعزوف السياسي.
كما ان نفس الوجوه تتكرر، لكن احيانا بمعاطف سياسية مختلفة وببرامج لا يعيرها أي أحد الإهتمام، لأن الأحزاب عاجزة فكريا وتنظيميا عن تنفيذها فلا الخطاب السياسي للأحزاب تغير ولا وعي بعض المواطنين العاديين ارتقى ليساهم في التغيير او ربما يتماشى مع مقولة "ليس في القنافد املس".
 
* اختار المغرب منذ سنوات نمط الاقتراع عبر اللائحة، ألا تعتقد أنه حان الوقت لتقييم هذا النمط والعودة إلى نمط الاقتراع الأحادي؟
ليس المشكل في نمط الاقتراع سواء كان فرديا او باللائحة وانما كما قلت في الطبقة السياسية ومعها بعض الأحزاب، وكذا في عدد من المواطنين، الذي ليس أمامهم إما الاختيار بين احزاب يعي جيدا عقمها السياسي والتنظيمي او العزوف الانتخابي. ومن ثمة فسح المجال امام تلك الاحزاب التي تدغدغ مشاعر المواطنين بخطابات دينية او عبر شراء أصواتها، وهي طريقة تلجأ اليها اغلب الاحزاب إن بشكل مباشر أو عبر القفف والإعانات وفق سياسة مخدومة مسبقا.