الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: ما بين راموس وميسي بباريس والناهيري بالرجاء..الرياضة سلوك وأخلاق

محمد شروق: ما بين راموس وميسي بباريس والناهيري بالرجاء..الرياضة سلوك وأخلاق محمد شروق
في عالم كرة القدم التي تحولت مجال بزنس مفتوح هدفه الربح و لا شيء غير الربح عبر تحقيق الألقاب وجلب النجوم..أصبح الكلام عن الانتماء وحب القميص متجاوزا و قديما..
في الدوري الإسباني كان ليونيل ميسي العميد السابق لنادي برشلونة هو الخصم اللذوذ لعميد ريال مدريد سيرجيو راموس..كل شيء كان فوق أرضية الملعب من شد وركل وضرب وصراخ وأوراق صفراء وحمراء..
لكن ما إن تنتهي المباراة ويطلق الحكم صافرة النهاية،حتى ينسى اللاعبان كل شيء، ويظل واجب الاحترام للآخر أساس العلاقة بين الطرفين.فلا "سطوريات" أو فيديوهات أو تدوينات جارحة للاعب أو لجماهيره..
فميسي وراموس لاعبان  لناديين من كبار أندية العالم، البارسا والريال،ليس الكرة أو تقنياتها أو كواليسها،بل كل ما يحيط بها من علاقة بين اللاعبين والجماهير والإعلام، لأن اللاعب يدرك تماما أنه يمثل ناديا عريقا ويجسد صورته أمام العالم أجمع.
وفي يوم من أيام شهر غشت 2021،سيحمل سيرجيو  وليونيل نفس القميص بالعاصمة باريس،بل إن الأول سيعرض على الثاني،في حركة لها أكثر من معنى،الإقامة في بيته عوض الفندق لأنه لم يسبق لهذا أو ذاك أن تجاوز حدود اللياقة و الاحترام.
أيام قليلة بعد تقديم ميسي بملعب حديقة الأمراء،سيوقع اللاعب السابق للوداد محمد الناهيري عقدا مع الغريم الرجاء الرياضي،وسط غضب كبير لجزء مهم من جماهير الخضراء. والسبب يعرفه اللاعب قبل أي كان.فقد سبق له أن وصف الرجاء ب"العروسة" في شريط فيديو مسرب عرف انتشارا واسعا،إضافة إلى أنه استفز الجماهير الرجاوية بحركة مجانية في لقاء الديربي العربي 4.4.
لم يكن يدري اللاعب الناهيري كلاعب هاو رغم عقد الاحتراف أنه سيكون لاعبا رجاويا مرفوضا جماهيريا..
لقد قدم الاعتذار للرجاويين و هناك من سيتقبله و هناك من أعلن من الآن  الحرب على اللاعب و على الإدارة التي تعاقدت معه.
وحتى وإن أخطأ الناهيري يوما ما،فإن ما يشفع له أنه قدم درسا لباقي اللاعبين "الهواة".درس أساسه الدفاع عن القميص الذي يحمل فوق أرضية الملعب،في إطار أخلاقيات التنافس الرياضي دون مس أوتجريح لا بالفريق الخصم و لا بجماهيريه..