الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الالاه حبيبي: الأزمة الصحية بين القطاعين العام والخاص

عبد الالاه حبيبي: الأزمة الصحية بين القطاعين العام والخاص عبد الالاه حبيبي
ليس هناك غبار على واقع الأزمة الصحية ببلادنا والتحديات الكبرى التي تنتظر منظومتنا الصحية التي بدأت تشعر بالإنهاك وخطر الانهيار بالنظر لحجم المصابين والحالات التي تتطلب استشفاء مستعجلا وحالات أخرى تتطلب تنفسا اصطناعيا بنوعيه... ناهيك عن الإرهاق الذي بدأ يطال الأطر الصحية العاملة في أجنحة المصابين، حيث العمل المتواصل والمراقبة المستدامة مع استقبال الحالات والبحث عن كل الوسائل لإسعاف ذوي الحالات الصعبة... بهذه المناسبة لا يسعنا سوى أن نوجه تحية إكبار وإجلال لكل عناصر الكادر الصحي بالمستشفيات العمومية الذين لم يستفيدوا في أغلبهم من العطل السنوية أو الدورية، ولا من تعويضات محترمة تناسب حجم المسؤوليات والتدخلات والتضحيات التي قدموها منذ ظهور المرض، ورغم ذلك لازال هؤلاء صامدون في خندق المواجهة والتصدي للوباء يقدمون كل ما بوسعهم لإنقاذ المصابين من مخاطر المرض وتطوراته المحتملة... ولقد كان خطاب العرش خير دليل على التضحيات الجسام التي أثنى عليها جلالة الملك وأشاد بها إلى جانب مجهودات كل القوات الأمنية المغربية التي تسهر على تنظيم العمليات المرتبطة بكل القواعد الخاصة باحترام حظر التجول و تأطير مراكز التلقيح وفرض القانون المنظم للتنقل بين المدن، والخروج ليلا، والإغلاق في الوقت المفروض، وغيرها من المهام الجسيمة التي تتطلب نفسا طويلا، وصبرا عميقا لربح رهان الحد من آثار الجائحة على المواطنين... لكن أن نرى في الجهة الأخرى المختبرات تستفيد من عشرات المواطنين الراغبين في إجراء فحوصات التأكد من الإصابة، حيث أن ثمن الفحص يتراوح بين 600 و 700 درهم للفرد الواحد، فلنتصور أسرة مكونة من ستة أشخاص كلهم ظهرت عليهم أعراض الداء كم سيكلفهم ذلك ماديا عند إجراء التحليل في المختبرات الخاصة؟ وهي حالات أصبحت تتكرر، وتتسع بالنظر لحجم الإصابات المعلن عنها يوميا.. هناك طوابير من المواطنين أمام مداخل بعض هذه المختبرات التي بدورها أصبحت تؤجل المواعيد بالنظر لعدد الراغبين في إجراء الفحوص ونحن نعلم أن الفحص ينبغي ان يكون في بداية ظهور الأعراض وليس بعد ذلك بأسبوع حيث من المحتمل أن تكون النتائج سلبية بالنظر للمدة التي قضاها المريض في تناول الأدوية أو انتظار الفحوص مما قد ينعكس على حالته سلبيا.
التصدي للوباء من المفروض أن ينخرط فيه الكل دون استفادة مادية على حساب صحة وجيوب المواطنين البسطاء الذي يعانون الأمرين منذ لحظة الإصابة حتى لحظة الحصول على نتيجة التحليل والشروع في تناول دواء البروتوكول العلاجي المقرر من لدن وزارة الصحة... بمعنى ألا نترك البعض يراكم الأموال والأرباح وآخرون يقاومون في المستشفيات بأجسادهم وصحتهم والتضحية بأوقاتهم، بل وحياتهم في حالة ما إذا تعرضوا للإصابة خلال الاحتكاك بالمرضى والمصابين...
في كل حرب على عدو خارجي يتوحد الوطن قيادة وشعبا لأجل صد العدو وحماية البلاد والعباد دون التفكير في حماية مصالح خاصة أو منافع آنية وإلا انتشر وباء الأنانية، وهي ولعمري المدخل الطبيعي لكل الهزائم النفسية أولا والمادية ثانيا...