الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: رسالة من مثقف مغربي إلى رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

الحسن زهور: رسالة من مثقف مغربي إلى رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحسن زهور
وبعد فعطفا على رسالتك " خطاب إلى صديقي المثقف المغربي (س).." التي نشرتها في موقع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. بتاريخ :28/12/2020
آن الوقت للرد على رسالتك التي حملتها ما لا تستطيع حملها، لتكون مناسبة الرد هي هذه اليد الممدودة التي يمدها بلدي في كل مناسبة لحكام بلدك عسى ان تلقى استجابة منهم لصالح شعبينا، تدفعه الى ذلك اخلاق الجوار والتاريخ والثقافة المشتركة.
أجدني كمثقف مغربي (ابن هذه الارض المغربية التي استقلت بنظامها السياسي العريق منذ ما قبل الاسلام الى اليوم) اقف الآن للرد على خطابك ومن نفس المجال الديني الذي انطلقت منه، لكن بشيمة " ادفع بالتي هي أحسن" التي هي أساس ثقافتنا عسى أن ترجع الى جادة الصواب مع ذاتك أولا لأنني أعلم أن وظيفتك الدينية في الجمعية تلزمك أن لا تتعدى حدود وظيفتك السياسية - كمطبل لسياسة حكامك- إلى مهمتك الدينية الحقيقية وهي الدعوة إلى السلم والسلام وحقن الدماء ..
السيد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
بدأت رسالتك بدون سلام، عن سبق وإصرار، معتذرا عن ذلك ( بديتي بواخزيت) مع ان الاسلام الذي تدعي انك تترأس إحدى أكبر جمعياته في الجزائر يلزم المسلم أن يبدأ بالسلام ( وهذا يفضحك ويفضح ما تحمله من ظغينة لنا), لكننا سنرد لك السيئة بالحسنة ( ادفع بالتي هي أحسن) التي هي من صميم أخلاقنا الأمازيغية والإسلامية.
تسألني في خطابك: ماذا جرى؟ وأجيبك ان ما جرى لا يستسيغه عقل ولا منطق ولا دين سماوي ولا أرضي. ما جرى تمجه الاخلاق والجوار والتاريخ والثقافة المشتركة التي تجمعنا.
ألم تدر بعد ما جرى؟ أو تدري ما جرى؟ أعرف أنك لن تدري ما جرى ما دامت ايديولوجية العسكر التي اخذتموها من جمهوريات العسكر بالشرق تعمي بصيرتك وبصيرة حكامك، فانسلختم من هويتكم ومن ثقافتكم لتحملوا ثقافة العداء والتجزئة والانقلابات التي تركتها فيكم تلك الايديولوجيات البائدة، فعضضتم عليها بالنواجذ فتركتكم في ظلماتها تعمهون مع أن العالم حولكم تغير وسقطت الأيديولوجيات.
السيد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
حملت خطابك ما لا يستطيع خطابك المسكين ان يتحمله من عبارات الشتم الايديولوجي بدعوى مساندة الشعوب، أو ليس شعبك المقهور اولى بالمساندة؟
أيعقل أن تساند جمعية العلماء دعاة التجزئة وسفك دماء المسلمين؟
أيعقل يا رئيس علماء المسلمين الجزائريين أن يمد لك جارك يد المحبة والإخاء بحكم الجوار والاخوة والثقافة.. فترفض؟ أهذه هي أخلاق الاسلام التي تدعي أنك تمثل علمائه في بلدك؟ أأذكرك بالآية التي تدعوك الى رد السلام بأحسن منه:" إِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا " (86) سورة النساء، أم أنكم ممن قيلت فيهم الآية التالية: " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ".
عار عليك يا رئيس جمعية علماء المسلمين الجزائريين أن تساهم في تحريف مسار جمعية لها تاريخ مشرف أسسها العالم عبد الحميد بن باديس من اجل تحرير الجزائر إلى أن تحررت وساهمنا نحن المغاربة في مدكم بالأموال والسلاح والتأييد واحتضان زعمائكم أيام حرب التحرير. عار عليك ان تصل هذه الجمعية التاريخية إلى ايد مهمتهم التصفيق للعسكر والدعوة إلى سفك دماء المسلمين ارضاء لنزواتهم الايديولوجية والنفسية..
رئيس جمعية علماء المسلمين الجزائريين:
أطلب لك الهداية والصلاح لترجع الى مبادئ الاسلام التي تنهى عن سفك الدماء والتجزئة. واختم رسالتي بنفس الآيات التي ختمت بها رسالتك، لكنك أخرجتها عن سياقها وأنا أعيدها إليه، فالأرض يرثها اصحابها الصالحون ذوو الشرعية الدينية والتاريخية الذين يصلحونها اليوم بعد أن أفسدها الاستعمار الاسباني والفرنسي، ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [سورة الأنبياء، الآية 105]، أما المفسدون في الارض فمآلهم ما آل إليه امثالهم من جنرالات الانظمة العسكرية في الشرق، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [سورة الشعراء، الآية 227]