الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: حكومة مدريد تغيير طبيعة التعامل مع المغرب

رشيد لزرق: حكومة مدريد تغيير طبيعة التعامل مع المغرب رشيد لزرق
أعتقد أن القضية أكبر من قضية تواجد رئيس جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بإسبانيا. وهذا ما يقودني إلى السؤال التالي: هل تعتبر إسبانيا حليفا استراتيجيا للمغرب أم مناورا له؟ وهل يمكن أن تشكل الأزمة بين البلدين محطة لمعالجة جميع الملفات المغربية الإسبانية العالقة؟
وفي هذا السياق يفترض في إسبانيا الوضوح السياسي مع المغرب، في ظل التحولات المتسارعة على المستوى الإقليمي والدولي؛ كما ينبغي على الحكومة الإسبانية تغيير طبيعة التعاطي مع المغرب واعتباره كقوة صاعدة، بمقاربة براغماتية وفق معادلة رابح؛ بعيدا عن اللهجة الاستعمارية التي ستعمق التنافر خصوصا بعد استعمال ورقة الصحراء المغربية للابتزاز!!؟
المغرب تغير وأن لا مناص لإسبانيا من استيعاب ذلك، ومواجهة أسلوبها بتبني الوضوح السياسي بغية السير سويا في اتجاه تعميق الشراكة على كل المستويات، وإسبانيا مدعوة للانخراط الإيجابي في مشروع المغرب التنموي، الأمر الذي يصُب في مصلحة إسبانيا بما يملكه من مجال للاستثمار والتنمية المشتركة، والأمن والاستقرار.
وذلك يبدأ باعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ومطلب الوضوح هذا هو ما يجعل الحكومة الإسبانية محتاجة للوقت وليس المغرب، لكون العلاقات المغربية الإسبانية أصبحت اليوم تتطلب الوضوح أكثر من أي وقت مضى؛ كما أن العلاقات لم تعد تتحمل سلوك إسبانيا الحالي، فمواقف المغرب واضحة، وهو ما يطالب به المغرب من إسبانيا؛ قبل أن يلجأ للمعاملة بالمثل.
ومن الأكيد أن إسبانيا باتت اليوم في حاجة إلى المغرب أكثر من حاجة المغرب لإسبانيا وذلك على مستوى جميع.