Monday 30 June 2025
مجتمع

محمد الدرويش: هذا ندائي لاستنهاض همم الأسود المواطنة

محمد الدرويش: هذا ندائي لاستنهاض همم الأسود المواطنة

توصلت جريدة "أنفاس بريس" بهذه الصرخة/النداء من محمد الدرويش، فاعل سياسي جمعوي وجامعي، يعرض فيها تحديات المرحلة  بناء على  ما يتوفر عليه المغرب  من طاقات من جهة، وما يعرفه أيضا من هدر متنوع لهذه الطاقات. ويدعو إلى الحيطة والحذر من أجل تجاوز هذه المفارقة لمواجهة خطر الجريمة المنظمة التي تتربص بالمجتمع. وفيما يلي نداء محمد الدرويش:

"إخواتي أخواتي الأعزاء،

لنفكر جميعا، لنجتهد جميعا، لنبتعد عن أنانياتنا جميعا، لنعود لرشدنا جميعا، لنتخلص من أحقادنا و من كبريائنا، لنبحث عن الحلول الممكنة جميعا، لنعيد ذاك الأسد إلى المجتمع بجانب الأسود المواطنة و الصادقة و المخلصة، أسود الوطن في الرياضة و العلاقات الخارجية و التجارة و الطاقة... لنتذكر جميعا تاريخنا المشترك، لنذلل الصعوبات و نذوب الخلافات و نستحضر الذكريات الخالدات، لنكون نحن لا غيرنا، لنبعد ثقافة الكراهية و الحقد بيننا، لنحب لبعضنا ما نحبه لأنفسنا، لنؤهل ذواتنا، لنقود فنساهم في تطور وطننا و تقدمه... فالتاريخ لن يرحمنا و المجتمع يحاسبنا؛ فللاتحاد مواقعه الريادية في كل المجالات و القطاعات و المستويات، فهو أفكار تعيش بين الناس و تأتي من الناس، إنه الحركة الاتحادية التي تم ترجمتها في المجتمع من خلال التنظيمات التربوية و الثقافية و الرياضية و النسائية و النقابية و الفكرية و الحزبية القائمة على التطوع و النضال و الديمقراطية و الإيثار و المواطنة بكل تجلياتها...

لننهض جميعا الآن و غدا متحدين و موحدين،  لبعضنا منصتين، ولتاريخنا المجيد ذاكرين، و من أجل الوطن مناضلين، فغيابنا ملحوظ و تشتتنا مقصود، و عودتنا جميعا مرجوة و مرغوب فيها، و المجتمع يطالبنا بالعودة، اسألوا المرضى و المحتاجين و العمال و الطلبة و الأساتذة و الأطفال و اليتامى و النساء و المسنين، اسألوا أهل القرى و المداشر و سكان الجبال، اسألوا التجار و الطبقات الفقيرة و المهمشة و المتوسطة و الغنية حتى، اسألوا من اكتوى بنار السياسات اللااجتماعية، اسألوا ضحايا إقليم الصويرة و معذبي إقليم الحسيمة و جبال الأطلس الكبير و المتوسط و الصغير... اسألوا الحيارى و العطشى والجياع، اسألوا تاريخ المغرب المعاصر و الحديث، اسألوا من يقيم الفوارق بين مغرب قبل 1998 و بعده و مغرب قبل 2012 و بعده، اسألوا الضمائر الحية في وطننا، اسألوا و اسألوا...

نحن مغرب الطاقات المتجددة، نحن وطن التحدي في مغرب التحدي، مغرب  العمق الإفريقي و الامتداد الأوروبي و الأمريكي و الأسيوي و الأسترالي، مغرب الأوراش الكبرى في كل المدن الرباط، الدار البيضاء،  مراكش، فاس، طنجة، تطوان... طرقا و جسورا و بنايات و مركبات و غيرها.

و في المقابل، نحن أيضا بلد الهدر المدرسي و الجامعي و الصحي و السكني و التبذير و انتشار الأمية و الفوارق الطبقية، و اتساع الهوة بين الإنسان و وطنه و الجريمة التي قد تتطور لتصبح منظمة...

لننهض أيتها الأخوات أيها الإخوان فالوطن ينادينا في البدء و الختام.".