تلجأ المقاولات إلى التمويل التأجيري، المعروف بتمويل "الليزينغ" بالإنجليزية و"كريدي باي" بالفرنسية، كمصدر مهم لتمويل مقتنياتها من وسائل النقل والمعدات والآلات، ومن حسنات هذا التمويل أنه يخفف من الضغط على سيولتها المالية وكتلتها الضريبية، و يشمل الليزينغ تمويل مقرات العمل والمصانع والفنادق والمتاجر. في هذا الحوار مع "أنفاس بريس" يوضح الطيب أعيس، رئيس جمعية ″أمل للمقاولات"، المكاسب التي تجنيها المقاولة المغربية من "الليزينغ".
*تمويل الليزينغ أحد مصادر تمويل المقاولة، لماذا تلجأ المقاولة إلى هذا النوع من التمويل؟
** الليزينغ أو الإيجار المنتهي بالتملك هو وسيلة مهمة لتمويل المقاولات خاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتمكن أهمية هذا التمويل في تخفيف الضغط على السيولة المالية للمقاولة. من الناحية المحاسباتية لا يدرج في أصول المقولة وفي ديونها بل يظهر فقط بحساب النتائج المالية كمصروف للإيجار، وبالتالي لا يؤثر على مؤشر الاستدانة للمقاولة ويوفر لها إمكانية أخذ قروض أخرى من الأبناك لتمويل مشترياتها ومختلف مصاريفها. مع العلم أن هناك طريقتين لشراء المنتوج إما بالليزينغ أو بقرض من البنك. في حالة القرض البنكي يتم تسجيل المنتوج بأصول المقاولة مع جدول Amortissement، بينما يتم تسجيله في حالة تمويل الليزينغ مباشرة بحساب النتائج كمصروف، وبعد خمس سنوات أو عشر سنوات حسب العقد ينتهي بالتملك ويصبح ضمن ممتلكات المقاولة.
من الناحية القانونية، لا يدرج المنتوج المرتبط بتمويل الليزينغ في ملك المقاولة، أما من الناحية الاقتصادية فيعتبر ضمن ممتلكات المقاولة. وفي المحاسبة المغربية نتبع المنهجية الفرنسية المبنية على البعد القانوني أي أنها إيجار وليست في ملكية المقاولة، بينما في المحاسبة الدولية التي تعتمد على المنهجية الأنكلوساكسونية تنبني على البعد الاقتصادي فهي تسجله كأصل في ملكية المقاولة من اليوم الأول.
*ما هي القطاعات التي تلجأ إلى هذا التمويل؟
** تمويل الليزينغ مفتوح لكل القطاعات، لتمويل السيارات النفعية والخاصة، والحافلات والشاحنات والآلات بمختلف القطاعات الإنتاجية، إضافة إلى تمويل العقارات و مقرات الشركات التي تصبح ملكا لها بعد انتهاء العقد.
* هل انطلاق العمل بالمنتوجات البنكية التشاركية سينافس تمويل الليزينغ؟
** بالنسبة للمالية التشاركية من بين الصيغ المعتمدة على مستوى الأبناك التشاركية والقانون المغربي المتعلق بهذه الأبناك، يوجد الإيجار المنتهي بالتملك. وهو مطابق لليزينغ، هذا التمويل أخذه الأنكلوساكسون من البنوك الإسلامية. الآن أخذ القانون المغربي الليزينغ بالصيغة التشاركية أي إيجار منتهي بالتملك،علما أن صيغة الليزينغ في مؤسسات التمويل التقليدية هي شرعية. ويطرح الإشكال الشرعي في زيادة الفوائد خلال عدم تسدية أقساط الكراء في وقتها بالنسبة لمؤسسات التمويل التقليدية.
من الناحية التتافسية، فهذه المنتوجات التشاركية مصدر تمويل جديد للمقاولات، خاصة المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وستمكن من خلق منافسة داخل سوق التمويلات. والمنافسة دائما جيدة في صالح
المقاولة والمستهلك والاقتصاد الوطني.
