الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد نور الدين: العسكر الجزائري لإخماد الحراك الشعبي ينهج تصعيد وتيرة العدوان على المغرب

أحمد نور الدين: العسكر الجزائري لإخماد الحراك الشعبي ينهج تصعيد وتيرة العدوان على المغرب أحمد نور الدين
قناة المغاربية المقربة من الجبهة الإسلامية المعارضة في الجزائر، تتهجم على المغرب وتروج لأكبر كذبة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وهي اتهام المغرب بشن حرب الرمال بينما الثابت أن بومدين وبن بلة هما من دفعا الجيش الجزائري للهجوم على المغرب في ثلاث نقاط على الأقل وهي فكيك وايش وحاسب بيضا، وكان الهدف هو سيطرة بومدين وبن بلة على السلطة في الجزائر بعد رفض قيادة جيش التحرير الجزائري في الداخل تسليم السلطة لما كان يسمى جيش الحدود بقيادة هواري بومدين، وفقا لمبدأ كان قد تبناه مؤتمر الصومام، الذي أطلق الثورة الجزائرية ضد فرنسا، ومفاده أن الأولوية للداخل على الخارج أي في قيادة الجزائر أثناء الثورة وبعد الاستقلال، وأولوية السياسي على العسكري، ومعروف أنه بسبب الخلاف على تسليم السلطة لبومدين الذي كان يعيش في المغرب أي خارج الحدود، قامت مواجهات مسلحة بين تيارات جزائرية تمثل الداخل وبين تيارات أخرى تمثل الخارج بقيادة الثنائي بومدين وبن بلة، مباشرة بعد إعلان الاستقلال في يوليو 1962، فكانت الفكرة الجهنمية في الهجوم على المغرب وادعاء العكس أي هجوم المغرب على الجزائر، وذلك لتوحيد التيارات المتقاتلة داخليا بدعوى الخطر الخارجي والعدو الخارجي..
وهي نفس الخطة التي ينهجها النظام العسكري الجزائري اليوم لإخماد الحراك الشعبي بتصعيد وتيرة العدوان على المغرب وبكل الوسائل الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية..
بالإضافة إلى هدف ثاني وهو جعل هذه الحرب مشجبا كي تتنصل الحكومة الجزائرية بعد الاستقلال من التزام الحكومة الجزائرية المؤقتة قبل الاستقلال القاضي بمراجعة الحدود مع المغرب وإعادة الأراضي التي اقتطعتها فرنسا من تفكيك إلى توات وكوزارة والقنادسة وبشار وتندوف (التي بقيت تابعة للمغرب إلى غاية 1952)، وصولا إلى أدرار جنوبا وعين صالح شرقا..
وهذا الالتزام الجزائري قبل الاستقلال موثق برسالة وقعها فرحات عباس رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة في يوليو 1961..
أحمد نور الدين، خبير الشؤون المغاربية والأفريقية