الخميس 9 مايو 2024
كتاب الرأي

نور الدين الطويليع: سلام على المنظومة التعليمية في زمن الخسة والرداءة

نور الدين الطويليع: سلام على المنظومة التعليمية في زمن الخسة والرداءة

منظر أستاذ ورززات أذرف دموعنا جميعا، وسود يومنا لبشاعة الفعل، ولمدى التردي الأخلاقي الذي انحدرت إليه منظومة تعليمية في وضعية احتضار حقيقية على جميع المستويات والأصعدة.

منتهى المأساة أن تصبح المدرسة العمومية ملاذا لمنحرف، تبدو على ملامحه علامات القتل والإجرام، وأن يطلب من المدرس احتضانه وسط شعارات غليظة، ليس لها من معنى سوى الاستهلاك الإعلامي الرخيص، في وقت عجزت فيه الدولة عن توفير وسائل معالجة هؤلاء، ولم تجد إلا إسطبل المدرسة لتلقي فيه عوادم، كان أولى وأجدر بها أن تتولاها بنفسها، وأن تعيد تدويرها بتوفير أخصائيين نفسيين ومؤسسات خاصة بالجانحين، عوض أن تتركهم ينشرون عدواهم في محيط المؤسسات التعليمية، وفي الفصول الدراسية، ويحولون بينهم وبين رغبة زملائهم في التحصيل الدراسي، ورغبة مدرسيهم في الأداء التربوي.

وأكثر من مأساة ثمة سفالة حقيقية ساهم أصحابها في هذا الوضع، خصوصا الغابِرَيْنِ غير المأسوف عليهما، رشيد بلمختار، ومحمد حصاد، هذان، وثمة آخرون غيرهما، يتحملون مسؤولية ما وقع للأستاذ، بخرجاتهم اللامسؤولة، وبانعدام مسؤوليتهم في إصدار تصريحات صبيانية، تغيوا من وراءها جلب الأنظار، دون أن يضعوا في اعتبارهم أنهم يحرضون على الإرهاب التربوي...، أن يقول حصاد بأنه جاء ليغربل رجال التعليم (والغربلة في معنى من معانيها تعني القتل)، وأن يقول قبله بلمختار بأن رجال التعليم ونساءه قاصرون عن أداء دورهم التربوي، فذلك تحريض مباشر يقتضي الآن تدخل الفرقة الوطنية لمحاربة الإرهاب لاعتقالهما باعتبارهما مجرمين وفرا الترسانة النظرية للسلوكات الجانحة، ولم يكونا في مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقهما.

سلام على المنظومة التعليمية في زمن الخسة والرداءة.