الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

انتهاك مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب بوزان عشية الانتخابات!

انتهاك مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب بوزان عشية الانتخابات! مشهد من مدينة وزان

تجنبا لاستغلال الأنشطة الحكومية لغايات انتخابية، وتفعيلا لمبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف الأحزاب، أصدر الملك محمد السادس تعليماته لحجب ظهور الوزراء في قنوات الإعلام العمومي.

 

الإشارة الملكية يجب أن تفهم في سياق حرص الملك على توفير البيئة السليمة لإجراء استحقاقات انتخابية تؤطرها أحكام الدستور التي تحظر التمييز بين المغاربة، وتنتصر في نفس الآن للمساواة. لذلك فالتنافس بين الفرقاء السياسيين عشية الانتخابات سيظل بدون معنى إن فتحت أبواب القنوات العمومية الممولة بالمال العام في وجه عضوات وأعضاء الحكومة البارزة يافطاتهم/ن الحزبية على جبينهم/ن، يقابلها إقصاء الأحزاب المتوقعة بالمعارضة، أو الغير ممثلة أصلا بالمؤسسة التشريعية خلال الولاية التي هي على وشك الرحيل .

 

نساء ورجال الإدارة الترابية بمختلف أقاليم المملكة مدعوون إلى تفعيل التعليمات الملكية التي نقلها رئيس الحكومة للوزراء في مجلس حكومي سابق، وذلك بإعطاء نفس قوي لمبدأ تكافؤ الفرص بين الفرقاء السياسيين على المستوى الترابي.

 

مناسبة هذ الكلام ما سجله الرأي العام بوزان وهو يتابع حفل استقبال عامل الإقليم لفريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم، الذي حقق الصعود للقسم الثاني هواة. حفل تعطل فيه مبدأ تكافؤ الفرص بين التشكيلات السياسية بالإقليم في فترة دقيقة من الحياة السياسية بدار الضمانة الكبرى، التي تعرف ساحتها احتداما قويا بين الفرقاء السياسيين .

 

الحفل تميز بتنظيمه بتعاون بين الادارة الترابية الإقليمية والمجلس الإقليمي (الصفحة الرسمية للمجلس الإقليمي) في الوقت الذي لم تحضر نفس هذه الإدارة (الباشوية) الحفل الذي كان قد نظمه مجلس جماعة وزان بنفس المناسبة! كما تميز الحفل بحضور البعض من النواب البرلمانيين، ورئيس مجلس جماعة وزان، ورئيس المجلس الإقليمي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه بفتح المجال أمام من سبق ذكرهم، حاملي القبعات الحزبية، بتناول الكلمة في حضرة اللاعبين وغيرهم من الحضور !

 

حفل الاستقبال تم تنظيمه عشية الانتخابات، وتم تمويله بالمال العام، وبمرفق عمومي إدارته هي المسؤولة عن توفير الأجواء الضامنة للتنافس المتكافئ بين الأحزاب، فلماذا اذن تم اقصاء الأحزاب الأخرى بالإقليم التي ليس لها نائبات ونواب بالمؤسسة التشريعية، وليس لها رئيسات ورؤساء جماعات ترابية، وحتى الأحزاب التي لا تمثيلية لها بالمؤسسات المنتخبة بالإقليم؟ هل يمكن التعامل مع ما حدث والذي ما كان يجب أن يحدث على أنه توجيه بأن هذه هي الأحزاب التي يُراد أن تفرزها من جديد صناديق الاقتراع؟ أم أن ما حدث عمل بريء، لا تقف وراءه خلفية ما، غير تقاسم فرحة صعود الفريق إلى القسم الثاني هواة في إطار محدود، احتراما للتدابير الاحترازية ذات الصلة بوباء كوفيد 19! الله يجعلنا ثقوا.

 

المهم يجب أن لا يتكرر هذا، لأن دقة الظرفية لا تسمح بذلك، وحتى لا تتكرر "الهفوة"، يجب استيعاب أبعاد تعليمات الملك الذي يتطلع بأن تعبر صناديق الاقتراع عن الارادة الشعبية، التي لا يمكن لبلادنا مواجهة التحديات الكبرى والانتصار عليها إلا إذا تمخضت عن التنافس السياسي الشريف، الذي يشكل مبدأ تكافؤ الفرص بطاريته من بداية الإعداد للمسلسل الانتخابي إلى ساعة الاعلان عن النتائج .

 

وختاما هنيئا لفريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم بهذا التتويج المستحق الذي صالح أبناء دار الضمانة حيث تواجدوا بكل بقاع العالم، بعد عقود من النكسات الرياضية.