الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

البقالي: التسيب التنظيمي جعل مؤسسة المكتب السياسي للاشتراكي الموحد توقف العبث وليس نبيلة منيب!؟

البقالي: التسيب التنظيمي جعل مؤسسة المكتب السياسي للاشتراكي الموحد توقف العبث وليس نبيلة منيب!؟ عبد الوهاب البقالي، ونبيلة منيب
تعيش فيدرالية اليسار الديمقراطي هذه الأيام على وقع خلاف داخلي قد يهدد بنسف كل الجهود المبذولة منذ سنوات لإدماج مكونات اليسار الديمقراطي خاصة بعدما فكت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، الارتباط مع مكونات الفيدرالية (الطليعة والمؤتمر) وسحبها توقيعها للتقدم إلى الانتخابات بشعار الشمعة بدل الرسالة.
"أنفاس بريس"، التقت عبد الوهاب البقالي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد وأجرت معه الحوار التالي:
 
* ماهو سياق انسحاب نبيلة منيب من لائحة التحالف الانتخابي لفيدرالية اليسار؟
الجواب يقتضي الإدلاء بتوضيح أولي يتمثل في أن الرفيقة الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، لم تأخذ اي قرار فردي للانسحاب...بل إن قرارا بأغلبية أعضاء مؤسسة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، اتخذ بعرض اقتراح على مكونات فيدرالية اليسار لتقديم تصريح برمز الرسالة في الانتخابات المهنية المقبلة فقط، مع ضرورة حل العديد من المشاكل التي اختلقها المكونين الحزبيين الآخرين، في عدد من المدن بفاس ومكناس والبيضاء والرباط وغيرها..باتفاق مع تيار مجاهد والساسي ..واقتنع الحزب أن هناك محاولة فاشلة لقرصنة الحزب ..فقام بتصحيح الأوضاع بتقديم هذا الاقتراح، الذي لم يرق لباقي المكونات التي ألفت إياها الحزب ومرونته في التعامل كحسن نية للبناء..
لكن الأساليب غير الأخلاقية والتسيب التنظيمي للعديدين، جعل مؤسسة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، وليس نبيلة منيب توقف هذا العبث الذي لا نجد حرجا في أن يعلمه الرأي العام الوطني، لأننا نعتبر الشأن الحزبي شانا عاما.
* لماذا يتم اتهام الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد بالانفراد بالقرار ؟
ليس هناك اي انفراد بالقرار. فالرفيقة الأمينة العامة تحرص على طرح مختلف القضايا للنقاش داخل المكتب السياسي للحزب. وفي كثير من الحالات يكون رأيها مغايرا لراي الحزب، وتحرص على تنفيذ قرار المكتب السياسي.
هناك مغالطات كبرى وإصرار على استهداف الأمينة العامة من طرف الجناح النقابي المستتر بعباءة حزب المؤتمر الوطني والذي يعمل على التحالف مع أقلية لحزبنا لها مصالح نقابية ضيقة. وبالتالي أؤكد أن الموضوع لا يتعلق بقرار انفرادي بل خضع للنقاش والتداول في اجتماع المكتب السياسي دام ما يقارب خمس ساعات ليلة الاثنين/صبيحة الثلاثاء...فكان قرار التأكيد على سيادة الحزب الاشتراكي الموحد، المدعوم بأغلبية أعضاء المجلس الوطني وجل فروع الحزب التي عانت من اختلاف كبير جدا و لسنوات طويلة من اختلافات جوهرية في العمل السياسي و التنظيمي وطبيعة اعضاء المكون النقابي الذي لا يهمه التقدم السياسي للفيدرالية بقدر ما يهمه تحصين مواقعه النقابية عبر واجهة سياسية كان يريد قرصنتها ويجعلها كحديقة خلفية لنقابة يحكمها المتقاعدون ولا هم سياسي لأعضائها سوى الالتفاف على نضالات الشغيلة وتضحياتها في المناطق وتحويلها لـ "رأسمال رمزي" لاستمرارها على المقاعد للأبد.
* ألا تعتقد أن مسألة التيارات جعلت الحزب ملغوما وقابل للانفجار في أية لحظة؟
أتفق معك في جزء من السؤال، فثقافة التيارات فكرة تنظيمية راقية يصعب تطبيقها على مكونات حافظت على قبليتها وحلقيتها وتقوقعها ..فتيار مجاهد الأمين العام السابق، والذي جاء من تجربة القاعديين التقدميين، لا تجد عضوا واحدا يعبر خارج رأي هاته المجموعة، فمجاهد قاد الحزب لتسع سنوات عرفت وضعية من الانكماش والضعف المهول، بل يعتبر مسؤولا عن حل فروع وطرد مناضلين، فقط لأنهم لا ينتمون لتياره الحلقي الأصلي، وعندما يرتكب أحد أعضاء تياره خطأ سياسيا أو يقوم بحملة ممنهجة للسب والقذف في حق الحزب وفي حق الأمينة العامة، لا نسمع له أثرا ..وبمفهوم المخالفة فهذا الرجل يدعم كل التشويش الهامشي الذي طال الحزب في تحالفه مع عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر..
وبالتالي فمسألة التيارات كما تمثلها واضعوها في الحزب ..لم يطبقها العديدون بمنطق تقوية الحزب ..بل بغاية الضغط عليه لتحقيق مكاسب سياسية وتنظيمة غير شرعية.
وسيتجسد ذلك بقوة في التيار الجديد الذي بدأ الاعلان عنه من توقيع لكل من مجاهد والساسي..فواقع الأمر أن المدرستان تعرفان خلافات عميقة وصلت حد القطيعة بين الرجلين في فترة معينة ..واليوم يجسدان منطق عدو عدوي صديقي...
إن وضع التيارات السياسية بالمغرب وضع لم يستقم بعد..وبالرغم من ذلك يعتبر حلا وآلية ديمقراطية ضد الانشقاقات شريطة تمثلها بالشكل الصحيح.
* ظلت نبيلة منيب تنادي وتدافع عن مطلب الملكية البرلمانية، لكن خصومها يرون أنها تتناقض مع نفسها بكونها توجد على رأس الحزب منذ 2012 بل وتطمح في ولاية جديدة ؟
عفوا، مرة أخرى هناك مغالطات كبرى للتجني على مناضلة بصمت اسمها في المشهد السياسي المغربي كأول امرأة منتخبة تقود حزبا سياسيا..فهل النزعة الذكورية لدى العديدين هي من تحرك ما يجري؟؟ أقول، بأن نبيلة منيب منتخبة لولاية قانونية ثانية شرعية. ولا تفكر أبدا في خرق القانون وتغييره كما فعل العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر..عندما أصبح امينا عاما لولاية ثالثة ضدا على القانون..
نبيلة منيب سيدة مناضلة لايهمها الكرسي ..وستظل تناضل من أي موقع بعد انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الاشتراكي الموحد.
لماذا تحرص الأمينة العامة للحزب على الترشيح في الدائرة الجهوية بالدار البيضاء عوض الترشيح بالدائرة المحلية؟
الرفيقة الأمينة العامة لم تعبر بعد عن رغبتها في الترشح..لكن ما أؤكد لك أنها مرحب بها فوق العادة في أي فرع من الفروع وفي أي جهة، سواء كانت محلية أو جهوية..فنبيلة شمعة ستضيئ بترشحها مشروع الحزب الاشتراكي الموحد..
فما يروج له غير صحيح..والمجموعة الصغيرة التي تقترح ترشيحات غير قانونية، انما تعبر عن نشاز تنظيمي وسياسي من داخل الحزب.