Monday 7 July 2025
سياسة

سؤال أزمة الثقة بين الأحزاب السياسية والمواطن يعود إلى الواجهة ...!!!

سؤال أزمة الثقة بين الأحزاب السياسية والمواطن يعود إلى الواجهة ...!!!

إن الأحداث والمواجهات التي عرفها مركب مولاي عبد الله ليلة أمس على هامش أشغال المؤتمر الوطني 17 لحزب الإستقلال, ماهي إلا نتاج قرارات طائشة وإفراز نخب سياسية فاسدة  وتمهيد الطريق لقيادة أعرق الأحزاب التاريخية الوطنية والمغامرة بمصير أمة.

إذن إنه لأمر مؤسف، والرأي العام الوطني يتابع  مشاهد لا ترقى إلى حزب وطني تاريخي وعريق، حزب كان إلى عهد قريب مدرسة في النضال المجتمعي والعمل السياسي النبيل.

بزعمائها التاريخين وحكمائها ولعل ارتباط إسم المفكر والسياسي والأديب علال الفاسي بحزب الإستقلال، أصبح اليوم يطرح تحدي أمام جميع الإستقلاليين والإستقلاليات. نظرا للرصيد النضالي المشرف والدلالة التاريخية لحزب الإستقلال بالمغرب العربي بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة.

وهو ما يجب إستدراكه اليوم لأن حزب الاستقلال كان دوما استثناء و لا يمكن أن يكون كباقي الأحزاب السياسية بالمغرب باختلاف ايديولوجياتها وتوجهاتها، فهو حزب كل المغاربة وإلزامية المحافظة على هذا الصرح التاريخي والسياسي الكبير اليوم أصبح ضرورة حتمية.

في المقابل نجد أن هذه التجاذبات السياسية التي نعيشها اليوم لا ترقى إلى تطلعات وطن جريح ومجتمع سجين، حبيس قرارات ساسة هذا الوطن من مفسدين و مواطن بئيس.

فكيف تتخلى الأحزاب السياسية اليوم بالمغرب عن وضيفتها  وتأدية الرسالة المنوطة بها وهي تعي أن الوطن يمر اليوم بظرفية صعبة و جد حرجة ؟ وفي سياق دولي وإقليمي خاص....!!!

وأي دور اليوم يمكن أن تلعبه،  لا على عليه الأحزاب بالمغرب في ظل هذه التحولات الاقتصادية والسياسية وكذا المتغيرات المجتمعية بالبلاد ؟، من  تخليق للحياة العامة وتأطير للمواطنين وتوعيتهم وتقييم للسياسات العمومية. والمساهمة في بناء المواطن والوطن.

أهكذا يكون التعاقد من أجل الوطن و الذي أختير شعار لهذا المؤتمر؟. مع أن حزب الإستقلال اليوم ليس استثناء ولا في منأى عن ما تعيشه باقي الأحزاب السياسية.

وبين هذا وذاك هناك بصيص أمل لإعادة الثقة في نفوس المواطنين عبر مصراحة ومصالحة بين المواطنين ومؤسسات  الدولة، وبطبيعة الحال من خلال الأحزاب السياسية، عبر استنباط العبر من التجارب السابقة والنكسات التي مر منها ولا زال يعيشها أبناء هذا الوطن.

وذلك عن طريق  إفراز واختيار نخب سياسية شابة وكفاءات من رحم الأمة ومن القواعد الشعبية وطبقاتها المجتمعية المختلفة والتي عايشت الواقع المرير لمواطنين عانوا ولعقود من الزمن في صمت، لأجل إنجاح أي تجربة بناء أسس العدالة الإجتماعية بالمغرب ومسايرة الانتقال الديمقراطي بالبلاد.

والأكيد أن المغرب عاش من التجارب والدروس السياسية منها والاجتماعية اليوم ما يكفي لفتح حوار اجتماعي وطني حقيقي لاسترجاع أحد أسس ولبنات بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وهي لبنة الثقة بين المواطن والوطن والتي افتقدت اليوم بالمغرب بسبب سياسيين فاشلين في مراكز قرار مصيرية وحساسة ...!!!