الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: تزكية انتخابية...

أحمد بومعيز: تزكية انتخابية... أحمد بومعيز

... يا تجار الانتخابات الأجلاء الأوفياء لميعادكم لا تقلقوا. ولا أنتم يا معشر الكائنات الانتخابية الأقوياء.. أيها المبجلون والمبشرون بالمواقع والمجالس والمسؤوليات الجسام.. لا تقلقوا كثيرا ولا تحزنوا أبدا.. فكل الأحزاب رهن إشارتكم وأنتم في موسمكم هذا، وفي بلدكم هذا، وفي انتخاباتكم هذه..

 

... كل الأحزاب وكل المقرات وكل الشعارات لكم وحدكم. ولكم المجالس والمؤسسات والأمانات واللوائح... ضعوا ورتبوا وعينوا  فيها من تحبون وما تحبون. واطردوا من وما تكرهون. ولكم الشعب شُعُبا وقبائلا وأصواتا مبحوحة من التبجيل.. لكم... ولكم الصناديق والكنوز المرصودة وصناديق الاقتراع، وأوراق التصويت، وصيغ الشعار كما تحبون وتودون. ولكم الولائم والألحان كما تشتهون. والخلان والولدان والعاشقات والمحبات كما تعشقون. ولكم المخادع والمعازل والشقق والفيلات، والمطاعم والبارات، ولكم المساجد والزوايا، والأسواق والقيساريات. ولكم قوانين الأحزاب كلها.. افعلوا فيها ما شئتم.. أنتم أكبر من الأحزاب ومن قوانينها الأساسية والداخلية والحميمية. وأكبر من كذبة الإيديولوجيا، ومن بهتان الفكر والتوجه وتيهان المرجعية. ولكم الرجعية وقدسيتها. ولكم مصداقية المصالح المشتركة. وعقلانية البيزنيس. وواقعية التسلط والسلط.. ولكم الخدمة كلها... ولكم لعبة الديمقراطية وعلبتها لتجعلوها مرمدة أو سلة متلاشيات أو مهملات ..

 

... ونحن كلنا لكم دفعة واحدة ...

 

... ولنا الحق والنصيب المشترك فيما تتركون من فتات موائد بمقرات الأحزاب وبهوامش المجالس والمؤسسات. ولنا هوامش الحلم نقسمها بيننا بالقسطاس المبين، وبمحاضر الاجتماعات، وبحضور النصاب. ولنا "لايكات" الصور التذكارية معكم لنباهي بها العشيقات اللواتي انهيتم صلاحيتهن. ولنا الشعارات المنمقة لنحفظها عن ظهر قلب كي نرددها بأمانة لحظة استقبالكم في المحطات التي تريدون وترتادون. ولنا الخوف كله من غضبكم وبطشكم. ولنا الطمع في طلب العفو عند المقدرة. ولنا العشم في شفاعتكم يوم لا ظل إلا ظلكم. ولنا الخطب والبكاء على بؤسنا. وعلى خطأنا المنهجي وحدنا.. في الاعتقاد أن السياسة فن الممكن...