الجمعة 20 سبتمبر 2024
رياضة

كرة القدم في وجدة : استعادة المجد عبر الدمج اتحاد مولودية وجدة

كرة القدم في وجدة : استعادة المجد عبر الدمج اتحاد مولودية وجدة

تقف كرة القدم المغربية على أعتاب تأسيس منظومة احترافية لتدبير شؤونها على أمل تطويرها، وتحقيق النتائج المرجوة منها. صحيح أن البداية عرجاء، وربما منحرفة عن السكة السليمة، بحكم خضوعها لقواعد أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن الموضوعية، وتتحكم فيها أهواء ونزوات شخصية وأطماع وطموحات سياسية. ولكن القافلة تحركت، والأكيد أنه من خلال المسير سيجري تعديل المسار، ففي الأخير لن يصح إلا الصحيح.

ولذلك فإن الاحتراف الذي يستند اليوم على دعم الدولة من خلال مؤسساتها المركزية والجهوية والمحلية، سيجد نفسه مطالبا إن آجلا أو عاجلا بالاعتماد على نفسه وعلى آلياته ونشاطه وإبداعه، كما هو الوضع في معظم دول العالم التي سبقتنا إلى الاحتراف، وأضافت إلى روح المنافسة التي تميز عالم كرة القدم متعة الفرجة لاستقطاب المزيد من المشاهدين، وعدم الاقتصار فقط على الشغوفين والمتعصبين.
صحيح أن الدولة التزمت بتوفير الدعم لمآرب شتى تتضمن مزيجا من الاعتبارات السياسوية الضيقة وبعض الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية المحضة، ولكنها لن تكون قادرة إلى الأبد على تأمين استمرار هذا الدعم لمسؤولين كرويين كسالى، معظمهم متطفلون ومسترزقون. وقد بدأت إرهاصات هذا التراجع المنتظر في العديد من المناطق حيث تقلصت ميزانيات الدعم أو توقفت حسب الحالات، وخاصة من طرف الجماعات الترابية التي أصبح تمنع بعضها عن تقديم الدعم محط انتقادات واسعة.
ولا شك في أن لهذه الجماعات الترابية كل الحق فيما تتخذه من إجراءات تجاه الجمعيات الرياضية، وذلك لعدة اعتبارات :
*معظم هذه الجماعات محدودة المداخيل، وتنتظر بدورها دعم الدولة لميزانياتها.
*معظم إن لم نقل كل الفرق الرياضية لم تعد تؤدي الدور الاجتماعي المنوط بها كجمعيات نفع عام، والمتمثل في تأطير صغار وفتيان وشباب المنطقة التي تنتمي إليها.
*كثرة الفرق الرياضية المحتاجة للدعم، وتنوع مجالات ممارستها.
وغني عن الذكر أن الجماعات الترابية بمنطقة المغرب الشرقي بما فيها الجهة نفسها من الجماعات المحدودة الإمكانيات في المغرب ؛ الأمر الذي لا يسمح لها بتوفير الدعم المطلوب لكل الفرق الرياضية، وخاصة تلك التواقة إلى لعب دور ريادي وطليعي استنادا على رصيدها التاريخي واسمها الذي يثير الحسرة عند ذكره. ويظهر أن هذا ما عبر عنه مؤخرا المجلس البلدي لمدينة وجدة للعديد من فرق المدينة.
ولا يختلف اثنان في مدينة وجدة على أن مولودية وجدة هو الفريق المؤهل أكثر للريادة الكروية في المدينة، وأن الاتحاد الإسلامي الوجدي ينافسه بين الفينة والأخرى في ذلك من دون أن يصل إلى مكانة المنافس الدائم بحكم تذبذب نتائجه هو الآخر.
وفي زمن الاحتراف الذي يتطلب إمكانيات ضخمة لمجاراة إيقاع باقي فرق المدن الأخرى، وبروز نداءات غيورة لاستعادة أمجاد المدينة الكروية بما يعيد للكرة دورها كقاطرة لقطاع الخدمات التعريفية بالمدينة وإمكانياتها يغدو من الضروري رص صفوف كل الفعاليات الكروية وتوحيد جهودها للوصول إلى المبتغى. وفي ظل المعطيات الراهنة لن يتأتى ذلك إلا عبر دمج فريقي المولودية والاتحاد الإسلامي الوجدي في فريق يسمى على سبيل المثال "اتحاد مولودية وجدة".
من شأن هذه الخطوة أن توفر دعما كافيا للفريق المدمج، وتوحد الجميع حوله رياضيين وجمهورا، وتسمح بتكوين فريق قوي سيكون معظم لاعبيه من أبناء المدينة، وممن تعلموا الكرة في أحيائها.
إن الدمج ليس عيبا، وليس جديدا، ألم يستوعب فريق الرجاء البيضاوي فريق جمعية الحليب؟ واليوم في العديد من الدوريات العربية، وأمام طغيان المادة جرى توحيد بعض الفرق، وآخر خطوة هي التي أقدمت عليها إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة التي أدمجت فريقي الإمارة، وهما الشارقة والشعب رغم إمكانياتهما المادية المحترمة في فريق واحد لتأسيس فريق قادر على منافسات فرق الإمارات الأخرى.
هذه مجرد فكرة أضعها للنقاش أمام مختلف الفعاليات الكروية بمدينة وجدة، لأن المستقبل لا يرحم، وكم فرقا كانت عتيدة ها هي تقبع في زوايا النسيان ولا يتذكرها الناس إلا بالحسرة. أتريدون لكرة وجدة هذا المصير ؟، المتربصون بها كثيرون فهل سنكون في مستوى مواجهتهم واستعادة أمجاد الماضي ؟