الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

إدريس اشويكة: في نعي الطاهر "الطاهر اشويكة"

إدريس اشويكة: في نعي الطاهر "الطاهر اشويكة"

البارحة وأنا أطأ الأرض الباريسية لتقديم فيلمي "فداء" بالمهرجان الدولي لفيلم الدياسبورا الأفريقية، وصلني خبر التحاق اخي الأكبر الطاهر بالرفيق الأعلى. والطاهر، وهو فعلا اسم على مسمي، هو الذي أصر على التحاقي بالمدرسة سنة 1960، وهي أول مدرسة أسست بالقبيلة آنذاك، وهو الذي ناضل في سبيل حصولي على منحة للالتحاق بداخلية ثانوية الغزالي بإمينتانوت وهي من أولى الثانويات التي أسست بها داخلية بمنطقة مراكش-الحوز آنذاك وكانت تستقبل المحظوظين الحاصلين على منحة من أبناء ضواحي مراكش والمنطقة.

وهو من خصص جزءا من راتبه المتواضع لأداء مصاريف تربيتي وتعليمي إلى أن حصلت على منحتي الجامعية بكلية الحقوق بالرباط. وهو من علمني ضرورة الصبر والكفاح والجهد الفردي من أجل فرض الذات واكتساب الاستقلالية. وهو أول من أفهمني بأن التبعية، في التفكير كما في الممارسة، لا تسمن ولا تغني من جوع أبدا.

لترقد في سلام آمنا أيها الأخ الطاهر، وأستسمح عن تعذر حضوري لمراسيم دفنك، فأنا حاضر قلبا وروحا.